مؤتمر متخصص يبحث سبل التصدي لمقاومة المضادات الحيوية

المدينة نيوز:- ناقش خبراء عرب واجانب في مجال مقاومة المضادات الحيوية ومكافحة الالتهابات في المؤتمر الطبي الاول الذي عقدته منظمة اطباء بلا حدود في عمان الاحد آلية ايجاد حلول ناجعة مبنية على اسس علمية للتصدي لمقاومة المضادات الحيوية والحد من مخاطرها على صحة الانسان.
ويشارك في اعمال المؤتمر الذي حمل عنوان "مقاومة المضادات الحيوية في الشرق الأوسط: الدروس المستقاة من طرق الوقاية والعلاج للبكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة" علماء، واخصائيون في الصحة العامة والوبائيات وعلم الأحياء المجهري، وصيادلة من الأردن والعراق ولبنان ومصر والإمارات العربية المتحدة واليمن وفرنسا وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية والهند.
واعتبر رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في الأردن والعراق مارك شقال في كلمة له بالمؤتمر ان الالتهابات المقاومة للمضادات الحيوية مشكلة صحية عالمية ملحة، وخاصة في الشرق الأوسط تستدعي النقاش المعمق للبحث عن طرق وحلول قابلة للتطبيق للحد من خطرها على الصحة.
وسجلت المنظمة بحسب شقال من خلال عملها الانساني في الأردن والعراق وفلسطين وسوريا وأفغانستان والباكستان مع جرحى الحرب واللاجئين، مستويات عالية من مسببات الالتهابات المقاومة للأدوية المتعددة، التي تهدد حياة المرضى وتؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في تكاليف الرعاية.
وواجهت المنظمة خلال عملها في المنطقة تحديات عديدة متعلقة بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في معرض معالجتها لإصابات الحروب، لاسيما إصابات الحروق والتعامل مع حالات التهابات العظام المزمنة.
واوضح شقال ان المنظمة تواجه من خلال عملها في الاردن منذ سنة 2006 تحديًا كبيرًا مرتبطًا بمقاومة الأدوية المتعددة في مشروعها الجراحي في عمان، والذي يقدم خدمات الجراحة الترميمية لجرحى الحرب من المنطقة ضمن ثلاثة اختصاصات جراحية هي الوجه والفكين والعظام وإصابات الحروق. واكد ان الإستثمارات الإضافية في الأبحاث والعلوم التطبيقية ضرورية لتحسين فهم مقاومة المضادات الحيوية في المنطقة وتوجيه استعمال الإكتشافات الجديدة لخدمة المصلحة العامة والصحة العمومية".
من جهته قال امين عام وزارة الصحة الدكتور ضيف الله اللوزي خلال افتتاحه فعاليات المؤتمر "إن الحد من انتشار ظاهرة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية يحتاج لتعاون وتكاتف دول العالم كافة، اذ ان وسائل انتقال هذه الجراثيم من دولة لأخرى لا يمكن مراقبته أو منعه سواء من خلال المسافرين او التجارة البينية للأطعمة من أصول حيوانية أو نباتية بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة".
واشار الى قيام الوزارة نهاية عام 2013 بتشكيل لجنة فنية من مدراء واختصاصيين مهمتها وضع إستراتيجية وطنية للتعامل مع ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية من حيث تعزيز نظام يرصد السلالات المقاومة في مستشفيات الوزارة وتحديد آلية واضحة لاختيار وصرف أنواع المضادات لهذه السلالات.
وفي هذا السياق قررت الوزارة الصحة وفق الدكتور اللوزي تزويد مختبرات المستشفيات بأجهزة آلية لتشخيص البكتيريا وإجراء اختبار التحسس الذي سينعكس على سرعة ودقة تزويد الطبيب المعالج بالمعلومة المؤكدة التي سيعتمد عليها في وصف المضاد الحيوي المناسب في اطار جهودها للحد من انتشار ظاهرة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية وترصد السلالات المقاومة وغيرها.
وكشف عن استحدات الوزارة مختبرا لزراعة وتشخيص وتصنيف فيروس الأنفلونزا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية سيعمل على ادخال تقنية اختبار حساسية هذا الفيروس للمضادات الفيروسية والذي سيصبح مرجعيا لخدمة دول اقليم شرق المتوسط.
ويعالج المؤتمر على مدى يومين اهم التحديات التي تطرحها مقاومة المضادات الحيوية واستكشاف الاساليب المتاحة للتغلب عليها مع التركيز على الأردن وسوريا والعراق واليمن مثلما يدرس المقاربات التي من شأنها المساعدة على تمديد صلاحية المضادات الحيوية الموجودة والحد من مخاطر الإصابات المتصلة بالرعاية الصحية.
ويتضمن المؤتمر مداخلات لخبراء دوليين في مواضيع رئيسية كواقع مقاومة الأدوية في الشرق الأوسط، والوقاية من الإصابة، والحفاظ على فعالية المضادات الحيوية الحالية والحد من الأمراض المقاومة للأدوية في المستشفيات فيما يخصص اليوم الثاني لاجتماعات مع خبراء وزارات الصحة ومشاركين دوليين آخرين اضافة لبحث عدة محاور منها سبل الحد من الإستعمال المفرط للمضادات الحيوية في المستشفيات ومراقبة الحالات التي تصاب بها طبيا.
(بترا)