إعادة إنتاج الأزمة محلياً

تم نشره الإثنين 11 كانون الثّاني / يناير 2010 02:16 صباحاً
إعادة إنتاج الأزمة محلياً
د. فهد الفانك

بعد وقوع الأزمة المالية والاقتصادية العالمية أصبحت التجربة الأميركية المرة منجم معلومات وحقائق تستحق الدراسة واستنباط الدروس ، فالأزمة في أميركا تعود لعدة أسباب كان يمكن تجنبها ، وبالتالي تجنب الأزمة ، ولكن نظام الإشراف والرقابة على البنوك والسوق المالي لم يتحرك لمنع الانحراف بما في ذلك ترك البنوك تقترض وتقرض بين 30 إلى 90 ضعف رأسمالها. تاريخ الأزمة لا يجوز أن يظل مقصوراً على تسجيل ما حدث ، بل يجب أن يشمل ما لم يحدث وكان حدوثه ممكناً أو واجباً.

الأسباب الكامنة وراء الأزمة الأميركية متعددة ومنها: أولاً تخفيض سعر الفائدة على الدولار بشكل مصطنع جعل الاقتراض سهلاً ورخيصاً ، يغري كثيرين بالتورط فيه لشراء عقارات تزيد عن حاجتهم وتفوق قدرتهم على السداد ، وثانياً تشجيع اقتناء المساكن والعقارات كتجارة ، وثالثاً التسنيد الذي اخترعته البنوك ومارسته دون أن تفهمه ، وبالنتيجة كان لا بد من انفجار الفقاعة.

من المدهش أن بعض أصحاب الأفكار الخيالية يحاولون إعادة إنتاج الأزمة عندنا بنفس الطريقة، فهم يريدون تحجيم أجهزة الضبط والرقابة كالبنك المركزي ، وتخفيض سعر الفائدة على الدينار ، وإجبار البنوك على التوسع في الإقراض وجعله أقل كلفة وسداده على أطول مدة ، وأخيراً محاولة خلق سيولة مصطنعة من خلال عملية تسنيد، العالم ادانها في مهدها لثبوت خطرها.

سأشتري غداً عشر شقق وعشرة مكاتب للمتاجرة أو للتأجير إذا كنت أستطيع اقتراض ثمنها بسعر فائدة متدن وتسديدها على ثلاثين عاماً كما يطالب أصحاب الأفكار الخيالية.

يقولون ان التسنيد عندنا يختلف عن التسنيد الذي سبب الأزمة في أميركا لأنه هنا يمثل موجودات ، وكأنه هناك لم يكن يمثل رهوناًُ على عقارات هبطت أسعارها بسبب الفائض ، فلم تعد تساوي قيمة الدين ، مما جعل المقترض يمتنع عن السداد ويسلم العقار المرهون للبنك الذي لا يجد له مشترياً.

الغريب أن هذه الحلول العشوائية تأتي في الوقت الذي توشك المشكلة على حل نفسها بنفسها ، فالبنوك الأردنية أنهت مرحلة التكيف مع الأوضاع الجديدة ، وأعادت هيكلة ميزانياتها ، وعززت سيولتها ، وأشبعت حاجتها إلى الأمن ، وجاء الوقت لتلبية حافز الربح الذي يعني التوسع الانتقائي والتلقائي في منح التسهيلات.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات