اكاديمي يدعو لتبني استراتيجية تربوية عاجلة لمواجهة الفكر المتطرف

المدينة نيوز:- قال الباحث التربوي الدكتور علي ابراهيم الخوالدة ان معالجة التطرف والإرهاب لا يتمحور بالجانب الامني رغم اهميته، ولكن البعد التربوي يشكل ايضا ركنا اساسيا خاصة وان الهدف الاسمى له بناء شخصية الفرد واعداد المواطن الصالح الذي يسهم بتقدم وطنه وازدهاره وتحصينه ضد الافكار المتطرفة.
واكد الدكتور الخوالدة في مقابلة مع (بترا) ضرورة تبني استراتيجية عاجلة تعنى بتأصيل التربية الثقافية الشاملة وتعزيز قيم الانتماء الوطني ونشر الثقافة الديمقراطية القائمة على الحرية والعدالة والتوعية والحذر من الوقوع بالفكر المتطرف بين النشء في المؤسسات التعليمية في المدراس والجامعات، مشيرا الى بعض الممارسات التي تعزز الفكر المتطرف والتي تقدم بصورة مبطنة تولد التعاطف الخاطئ خاصة مع الاحداث التي تنقل بصورة مغايرة للواقع من خلال وسائل الاعلام المختلفة.
كما اكد اهمية التكاتف والتكامل والعمل بروح الفريق الواحد بين المؤسسات الوطنية العامة والخاصة جميعها ومنها وزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والاعلام لتثقيف الطلاب والطالبات بخطورة الافكار المتطرفة التي تؤدي بمحصلتها الى الارهاب مع مراعاة التنوع العقلي والنفسي للطلاب والطالبات، وكذلك اهمية تطوير المناهج الدراسية التي تعنى بالمشاريع والنشاطات المختلفة التي تعزز قيم المواطنة والحوار والتسامح، وتنمي القدرات الابتكارية والابداعية لدى الطلاب، ونبذ العنف والتطرف، والمحافظة على الهوية الثقافية للمجتمع وبما يتواءم والتطور التقني والتكنولوجي الهائل وتوظيفها لتحقيق هذا الهدف.
واشار الى اهمية الدور الفاعل للمؤسسات التربوية ومنها المدارس والجامعات، واهمية كوادرها التدريسية في ايصال الرسالة التربوية الواضحة للطلاب من خلال تعزيز مهارات الاتصال وتعزيز ثقافة الحوار وقبول الاخر بما يسهم بالارتقاء بالوعي الوطني ويعزز القيم الايجابية والشخصية المتوازنة لديهم، مشيرا الى اهمية دور الاسرة والتي هي الاساس بهذا المجال.
واشار الى اهمية دور العبادة واستخدام منابرها لتعزيز الوسطية والاعتدال والتصدي للتفكير الارهابي واحترام التنوع الفكري والتعايش السلمي بين اتباع الأديان السماوية، والبعد عن التطرف والارهاب الذي يستهدف تشويه صورة الاسلام وسفك دماء الابرياء واثارة الرعب لتحقيق اهدافه الخبيثة والهدامة، مشيرا الى ما حملته رسالة عمان من مضامين سامية تعبر بشكل واضح عن جوهر الإسلام وقيمه السمحة والسامية، وخاصة اجماع علماء الامة ومن مختلف المذاهب على دعوة الإسلام الواضحة إلى الوئام العالمي والرحمة والعدالة والرفض المطلق للادعاءات الباطلة والفكر المتطرف ونشر الكراهية وبذور الفرقة، مشيرا الى الآية الكريمة "الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" ، حيث تتجلى القيم النبيلة والسامية للإسلام الذي اكد حاجة الانسان للأمن والامان حتى يفسح المجال امامه للعبادة والعمل والابداع.
واستذكر الدكتور الخوالدة أحداث تفجيرات عمان الإرهابية يوم التاسع من تشرين الثاني عام 2005 وما سببته من معاناة مؤلمة للجميع والتي راح ضحيتها العديد من الابرياء واستهدفت امن الاردن واستقراره ولكنها وبفضل الله باءت بالفشل بفضل اجهزتنا الامنية وتعاضد الاردنيين من شتى الاصول والمنابت، ما جعل الاردن صخرة تتحطم عليها مخططات الارهاب.
ولفت الى ان تلك التفجيرات وبما حملته من آثار مؤلمة غير انها شكلت محورا مفصليا في تاريخ الاردن ومواطنيه وتصميمهم على وحدة الصف خلف قيادتهم الحكيمة للتصدي للتطرف والإرهاب والاصرار على التلاحم بين المواطن والدولة والثقة بالأجهزة الامنية وتعاون الجميع ليبقى الاردن نموذجا ومنارة للأمن والاستقرار والحرية والعدالة.