قتلى عرب برصاص عربي

تم نشره الثلاثاء 30 أيلول / سبتمبر 2014 02:19 صباحاً
قتلى عرب برصاص عربي
علي سعادة

وصلنا، كعرب، إلى مرحلة من الانحطاط ربما هي الأسوأ منذ سقوط بغداد بعد أن دخلها المغول عام 1258 واستباحوا المدينة وقتلهم آخر الخلفاء العباسيين وقتل نحو مليونين من أهلها ومن حولهم.
وصلنا إلى مرحلة بات الآخر -نقيض الأمة- هو الذي يحدد لنا من هو العدو، ومن نقتل من أخوتنا العرب أولا، تحت ذرائع ومبررات في ظاهرها خير لكن في باطنها شر مستطير وأهداف وأطماع مستترة كامنة في أذهان وعقول وأفئدة القائمين على الشأن العربي، باتت الولايات المتحدة الأميركية هي التي تحدد أولوياتنا وبرنامجنا، وتتحكم في مزاج الحكومات العربية وفي توجيه أهوائها نحو مصالحها الإستراتيجية.
وفي زحمة الانشغال في تحديد لائحة أعداء الأمة سقط من اللائحة، مع سبق الإصرار والترصد، الأعداء الحقيقيون، والأخطر أنهم تحولوا إلى حلفاء وأصدقاء تحت تحالف سري غير معلن ضمن دول الاعتدال العربي.
منذ سقوط بغداد في عام 2003 قتل من العرب بالرصاص الأميركي والصهيوني، وفي حروب التصفيات الطافية وحروب «الربيع العربي» ، أكثر من مليوني عربي في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن، الغالبية العظمى منهم برصاص عربي.
والأنكى من هذا وذاك أن العرب يفاخرون في قتل أشقائهم العرب بطريقة توحي بالتشفي والشماتة والاستهتار بالدم العربي، وأخذنا نسمع عبر وسائل الإعلام بأن الطيار الفلاني والطيارة الفلانية قاموا بواجبهم الوطني والقومي بمشاعر الفخر والبطولة.
لنأخذ مثلا آخر، فقد بدأت الإدارة الأميركية والغرب بشكل عام يتحدثون عن عدم قدرة الضربات الجوية ضد تنظيم «الدولة داعش» على الحسم وبالتالي حتمية التدخل البري هو أحد الحلول المطروحة، بالطبع لن يكون تدخلا لقوات برية أميركية أو غربية، وتوريطا للجندي العربي ليخوض حرب واشنطن، لتحقيق أمن واشنطن وتل أبيب بالدم العربي، بدماء إخوتنا وأبنائنا.
وتصل الصفاقة والوقاحة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى القول إن بلاده تساعد الدول العربية في حربها على التنظيمات الإسلامية. مضيفا، دون أن نسمع توضيحا من أي جهاز إعلامي رسمي عربي: «لقد اكتشفت قيادات الدول العربية أن إسرائيل تمثل حليفاً لها في حربها ضد العدو المشترك، وهذا يفتح أمام إسرائيل فرصا كبيرة».
الغرب تعلم من دروس العراق وأفغانستان والصومال ألا يضحي بأبناء جلدته، وترك الدم العربي يسفك برصاص عربي وبأموال عربية لصالح رفاهية وأمن الإنسان الغربي، وتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية وملاحقة أي عداء عربي لليهود.

(السبيل 2014-09-30)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات