هل لنا مصلحة في اختفاء المسيحيين من فلسطين؟

لم تترك اسرائيل فرصة الا واستغلتها من اجل السيطرة على كل شبر من الارض الفلسطينية شراء او مصادرة, ولا تفوت فرصة يمكن من خلالها طرد فلسطيني واحد من بيته او تأمينه بفيزا هجرة الى امريكا او اوروبا للخلاص منه, بينما العرب حكاما ومؤسسات وافرادا لا يعرفون الا الشجب والاستنكار بينما رقعة الارض في القدس وما حولها تتقلص وعدد السكان العرب (المسيحيين والمسلمين) في تراجع مستمر لاننا كعرب "ظاهرة صوتية" ليس الا.
وللاسف,فان الوجود المسيحي العربي في فلسطين الارض التي ارتبط اسمها بالديانة المسيحية قد بدأ يتقلص الى ان وصل الى 50 الف شخص فقط وقد يأتي زمن يختفي فيه المسيحيون من ارض السيد المسيح, ولا تبقى الا الاماكن المقدسة والرهبان والراهبات, فما فائدة الكنائس والاديرة من دون "رعية"؟
اعجبني بيان لرؤساء الكنائس المسيحية في القدس وصف الاحتلال الاسرائيلي بانه "خطيئة ضد الله وضد الانسان" وهي لغة يفهمها الغرب المسيحي.
فهل نعي جميعا, خطورة الوضع؟ هل تعي الكنائس المسيحية العربية بؤس الحال الذي تسير اليه؟ هل تعي السلطة الفلسطينية وحركة حماس, الى اين نحن سائرون؟ من له مصلحة في تصفية الوجود المسيحي في الاراضي المقدسة؟
حتما, انها اسرائيل, لانها تريد ان تغلف استعمارها للاراضي الفلسطينية بصبغة الحرب الدينية,لتتمكن من الترويج لحروب صليبية جديدة على المنطقة بدواعي الخطر الاسلامي فهل لنا مصلحة كعرب في اختفاء الوجود المسيحي؟
فليس معقولا ان تبقى الدول العربية وجامعتهم ومنظماتهم مكتوفة الايدي غير مبالية في دعم بقاء المسيحي العربي في ارضه المقدسة ليس لانه مميز عن غيره من العرب بل لانه اصبح اقلية لا ترى بالعين المجردة ضمن مخطط صهيوني تدعمه دول وسفارات وجمعيات تسهل هجرة المسيحي من الاراضي المقدسة باعطائه »فيزا« الهجرة باسرع ما يمكن وفرش الطريق امامه بالورود من اجل اقتلاعه من ارضه حتى يتم تهويدها والاستيلاء عليها وتسليمها للكنائس "المسيحية المتصهينة" التي تبشر بعودة المسيح عليه السلام وتربطها بقيام الهيكل المزعوم, وهي اساطير لا علاقة لها بالدين المسيحي.
اننا ندعو جميع الدول العربية والمنظمات للمبادرة بدعم الكنائس المسيحية العربية لتستطيع القيام بدورها في تثبيت المسيحيين في ارضهم المقدسة ليكونوا في مقدمة المدافعين عن مقدساتهم المسيحية والاسلامية وشهود حق على المبادىء المسيحية الحقيقية التي تحترم الانسان وقيمه وتدافع عن المظلوم مهما كان دينه, ان اختفاء المسيحيين العرب هو مصلحة صهيونية تعمل عليها المنظمات الصهيونية بكل جد ونشاط.
وهذا يحتاج الى دعم مؤسسي ومالي حقيقي ليس لاقامة المدارس والجامعات. فالكنائس تقوم بدور جليل في هذا المجال, لكننا بحاجة الى دعم معنوي ومادي للمسيحي العربي وتخفيف وطأة الظروف القاسية خاصة في مدينتي القدس وبيت لحم للمساعدة في بقائه على ارضه عبر خطط قادرة على تثبيت المسيحي العربي في ارض آبائه واجداده.
وهناك واجب ديني على الفاتيكان وكل الكنائس في تثبيت المسيحيين الاصليين في ديارهم, وجعل الامر مهمة تاريخية, حتى لا يتحول المسيحيون في فلسطين الى هنود حمر..