العبرة من اضراب الموانئ

تم نشره الأربعاء 22nd تشرين الأوّل / أكتوبر 2014 03:32 مساءً
العبرة من اضراب الموانئ
عامر المصري

سياسة لي الذراع بين الادارة والعمال ثبت انه اسلوب غير ناجع لان الطرف القوي دائماً هو من يدعم المصلحة العامة التي يتعاطف ويقف الى جانبها الجميع كما تسمح للبعض ان يركب الموجة ليؤثر في مسارها . الخسائر كانت باهظة جدا ولحقت بالوطن كله وخسارة الشركة هي خسارة كبيرة لا نتمناها لمؤسسة تدير بوابة الاردن البحرية الوحيدة على العالم ولا لأي مستثمر في وطننا كما ان خسائر التجار والصناع كانت اكبر من الاسلوب والمكتسبات التي كنا نتمنى ان يحققها العمال من خلال زيادة الإنتاجية العالية وليس من خلال اضرابات واعتصامات ووقفات وتبطيئ للعمل خلال الشهور الفائتة ، لا نتوقع ان تنتهي تلك الازمة البائدة الى الابد حتماً ستوقع اتفاقية العمل الجماعي الا انها ستنتهي بعد عامين على الاكثر وسيحاول بعض العمال مستفيدين من كثرة اضراباتهم السابقة واعتصاماتهم ووقفاتهم التي اخذوا منها الدروس والخبرة الجيدة بحيث يديروا ويتعاملوا بطرق جديدة مع أي احتجاج قادم لتحقيق مكتسباتهم المستقبلية واصبح لديهم قدرة كافية ومهنية عالية لخلق حدث والتعامل مع كافة الجهات المختلفة التي تعاملت مع الازمة بما فيها مؤسسات المجتمع المحلي وتركيبته بكل مكوناتها ‘ فهل استوعبت الشركة وادارتها كيفية الوقاية من اي ضربه قادمة قبل وقعوها ؟ وهل ستبدأ الشركة فوراً بتعيين وتدريب اشخاص من ابناء المجتمع المحلي للاعتماد عليهم في حال حاول بعض العمال الباحثين عن مكتسبات اكثر وتحقيقها من خلال اعلان اضرابات اخرى ؟

لم يخفي الكثيرين دعمهم الاضراب الاول للعمال خاصة انه جاء بالتزامن مع زيادة الرصيف المؤجر للشركة بنسبة 100% ودعم الجميع مطلب العمال بزيادة العمالة والاليات وتحسين اوضاعهم وتزامن ايضا مع رفع اسعار المناولة والتخزين وكانت لهم بعض الحقوق التي قامت الشركة بتحقيق جزء كبير منها علق الاضراب على اساسها ووقف الجميع الى جانب الشركة في الاضراب الثاني عندما تولدت لديهم قناعة بان ما يحدث سيحرج الشريك الحكومي في ضغطة بعدم استقدام عامل وافد واحد منذ توقيع اتفاقية الادارة مع المستثمر وتولدت لديهم قناعة بان ما يبحث عنه العمال هو مكتسبات وليست حقوق .

رغم تحمل الشركة جراء هذا الاضراب خسارة كبيره في التخزين والمناولة فقد تحملت اي ضرر او عبئ مادي نتج على التجار والصناع نتيجة هذا الاضراب والتزمت الشركة بوعودها لزبائنها ولم تغرم اي من زبائنها دينار واحد جراء هذا الاضراب المنتهي .

نتمنى على ادارة الشركة ان تكون قد استوعبت الدرس بكل تفاصيله ، فقد كان درس قاسي جهود التسوية التي بذلها رئيس مجلس الادارة والجهات الرسمية والفعاليات الاقتصادية كانت كبيرة جدا واخذت الوقت بأكمله وفرغت نفسها لازمة كبيرة تمت ادارتها بعناية فائقة ، استقدام العمالة الوافدة كان سيؤدي الى كارثه وسيقلب الامور رأساً على عقب عدى عن الضرر الذي لحق بكل مؤسسات العقبة الاقتصادية والخدماتية ذات العلاقة المباشرة مع شركه ميناء حاويات العقبة . اننا نتوقع ان يستوعب ايضا العمال بان سياسة المطالبة بالترحيل والاقصاء لمدراء و/او شركاء يديرون هذه المؤسسات لن تنجح ابداً فعلى العمال وممثليهم في النقابات ان يفهموا جيداً ان تحقيق المكتسبات يتم من خلال الالتزام بالعمل وزيادة الانتاجية بعكس الحقوق التي يتم تحقيقها ضمن قانون يلتزم بتطبيقه الجميع والشراكة الحقيقية التي تبنى بين صاحب العمل والعامل تكون بالمراضاة وليست بالعصاة كما انه على صاحب العمل ان يقدر ويفهم تماماً ظروف عماله وقدرتهم الفائقة التي قد تضاعف الإنتاجية في حال ان العامل وصاحب العمل يتعاملون من خلال ادارة حكيمة وعادلة ومنصفة يمكن ان تحل أي خلاف قبل ان يكبر ، وما يجب ان يفهمه المستثمر الاجنبي ان العامل الاردني خلق مخلصاً طموحاً لا ينظر لساعته اثناء العمل اذا كان يشعر بالطمأنينة والراحة وان اي حوافز تقدم للعامل سيكون مردودها اضعافاً من الناحية المادية على الشركة . وفي النهاية اعود الى الازمة الحقيقية التي تمت اداراتها بطريقة سلسلة ومهذبة من قبل الجهات المختصة التي حازت على ثقة الجميع فربما لا يكونوا موجود ين في ازمات قادمة .

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات