عائلات تفضل الأسماء القديمة لأبنائها

تم نشره الخميس 23rd تشرين الأوّل / أكتوبر 2014 10:19 مساءً
عائلات تفضل الأسماء القديمة لأبنائها
مواليد جدد - تعبيرية

المدينة نيوز :- رغم أن الكثير من العائلات تطلق أسماء حديثة "مودرن" على أطفالها، وبخاصة الفتيات، إلا أن هناك من يفضل التسمية بأسماء قديمة أو تراثية أو من التاريخ العربي القديم، الذين ارتبطت أسماؤهم في أذهان الناس ويُضرب بهم المثل بالصفات الإيجابية.

وهذا ما جعل الثلاثينية أم حاتم تختار اسم "حاتم" لابنها البكر، الذي يبلغ من العمر الآن عشر سنوات؛ إذ إنها منذ طفولتها وهي تعتقد أن هذا الاسم مرتبط بالكرم والجود والعطاء، من خلال الأمثال التي تسمعها من كبار السن آنذاك، والتي تتحدث عن الكرم الحاتمي، نسبة للأعرابي حاتم الطائي، الذي كان يُضرب به المثل في الكرم.

وتقول أم حاتم إن العديد من أفراد عائلتها وعائلة زوجها، حاولوا إقناعها بتغيير الاسم، كونه اسما قديما وغير ملائم لأبناء هذا الجيل، إلا أنها ترى أن عودة الأهل إلى الأسماء التراثية القديمة يحيي القيم العربية فينا، والتي يجب أن نعلمها لأبنائنا في ما بعد، وتحفزهم على الاقتداء بتلك الصفات الإيجابية التي ارتبطت بأسمائهم وفقا للغد .

أما إلهام خالد، وهي أم لطفلتين، فقد اتفقت مع زوجها على أن تسمي إحدى ابنتيها اسم "كرمة" وهو اسم قديم جداً، وكان شائعا آنذاك، وهو ذو معنى ومنطق جميل، على حد تعبيرها.

وتقول خالد إن زوجها رفض في البداية هذا الاسم، وبالفعل لم تستطع تسمية ابنتها الأولى به، إلا أنها أصرت على أن تسمي ابنتها الثانية به، رغم رفض الزوج واستهجان الكثير ممن حولها، مثل صديقاتها وأهلها وأهل زوجها.

وتتساءل خالد "لماذا يكره الناس الأسماء القديمة رغم جماليتها وبساطتها في اللفظ"، وتقول إن هناك العديد من العائلات الكبيرة التي تحرص على المحافظة على تلك الأسماء التراثية القديمة، وتطلقها على أبنائها في مختلف الأجيال، في سبيل الحفاظ عليها، فهي في النهاية تعد تراثا للشعوب، منوهة إلى أن هناك بعض الأجانب من يطلقون أسماء قديمة على بناتهم وأولادهم تيمناً بأشخاص حملوا هذا الاسم.

ولأهمية اختيار اسم الطفل، فقد حث الإسلام على أن يحرص الأهل على اختيار اسم مناسب ويراعى فيه الجمال والواقعية، وبعيداً عن وجود معنى مناسب لها، لذلك فقد أثبت اختصاصيون تربويون وأسريون أن اختيار الاسم له وقعه وتأثيره على الطفل في ما بعد وقد يلاحقه هذا التأثير إلى سنوات لاحقة من عمره.

ومن جهتها، تعتقد الاختصاصية التربوية رولى أبو بكر، أن الأهل الذين يتخذون أسماء غريبة لأبنائهم يجعلون الأبناء سواء كانوا أولاداً أو بنات، يكرهونها ولا يحبذون أن يناديهم بها أحد، موضحة "لذلك حتى وإن كانت تلك الأسماء قديمة أو جديدة يجب أن تكون منتقاة بعناية".

وحول الأسماء القديمة، يقول جعفر الزين إنه لا يرى ضيرا من أن يطلق الأهل الأسماء القديمة على أبنائهم، مع الحرص على ألا تكون محرجة لهم، وأن تتناسب مع وقتهم الحالي، أو للسنوات المقبلة، ومن الأمثلة على الأسماء الجميلة؛ "ليلى، فاطمة، خولة، عائشة، وسارة".

ويقول الزين إنه يعرف الكثير من الأشخاص الذين يطلقون أسماء قديمة ولا تناسب الوقت الحالي، مضيفا "فأحد أصدقائي أطلق على ابنه اسم "فلاح"، وهو الآن يبلغ من العمر سنتين".

ويؤكد أنه حاول مراراً أن يمنع صديقه من ذلك، إلا أنه أصرّ كونه أراد أن يسميه على اسم "والده المتوفى منذ سنوات".

إلا أن الزين في الوقت ذاته يؤكد أن الأسماء الجديدة في مجتمعنا، هي محاولة لتقليد الغرب والمجتمعات الغريبة، مشيراً إلى جمال الكثير من الأسماء التي تحمل معنى جميلا ورائعا ويرتبط بأشخاص صنعوا تاريخا عظيما في عالمنا العربي والإسلامي في الوقت ذاته.

في حين ترى نسرين حامد أن الكثير من العائلات تعتمد في تسمية أبنائها أحياناً بناءً على معتقدات العائلة الدينية والاجتماعية، كما في اختيار أسماء تدعم تلك المعتقدات وترسخها في ذهن الطفل في ما بعد، كما في أسماء "محمد، عمر، خالد، عبيدة، فاطمة، عائشة"، وجميعها ترتبط بشخصيات دينية.

وتؤكد حامد أن الأسماء القديمة المفضلة حالياً، يمكن أن نجدها في بعض المجتمعات والدول العربية وليس في كل مكان، مبينة أنها عادةً ما تكون "موضة" سريعاً ما تختفي بعد فترة من الوقت، إلا أن الحفاظ على وجودها بين الحين والآخر دليل على تمسك الأشخاص بالتراث وبالشخصيات القديمة "الرائدة".

وتؤكد أبو بكر أنه يجب على الأهل أن يجعلوا الطفل يفتخر باسمه أياً كان، حتى لا يلجأ للاستعانة بأسماء الدلع أكثر من اسمه الحقيقي، فعلى سبيل المثال، الأم التي تكرر دائماً أمام ابنها أن اسمه غير مناسب واختارته على اسم جده مثلا، فإن ذلك سيجعله يكره اسمه في سن مبكرة، ويعتمد في تعريف نفسه باسم الدلع فقط، لذلك على الأهل أن يجعلوا أبناءهم يفتخرون بأسمائهم أياً كانت.

من جهتها، تعتقد الاختصاصية النفسية والأسرية الدكتورة خولة السعايدة، أن الأهل أحياناً يتعمدون تسمية أبنائهم بأسماء أجدادهم، أو أسماء يحبذها أجدادهم، وهذا ينعكس إيجاباً على علاقة الطفل بالأجداد في ما بعد؛ إذ إن الطفل قد يحظى بمحبة جده مثلاً في حال تمت تسميته باسمه.

وتؤكد السعايدة أن المعتقدات الأسرية والمجتمعية لها دور في اختيار الأسماء القديمة بالتحديد، ومن ذلك يرغب الكثير من الأهل أن يطلقوا أسماء الأجداد على الأحفاد، مهما كانت طبيعتها وملاءمتها، وهذا نوع من التودد والتواصل والتقدير للأجداد، وهو بالفعل ما يجعل هناك نوعا من المحبة والتفضيل لهذا الطفل لديهم.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات