التوسع في زراعة النخيل كاحد الزراعات البديلة في المملكة

المدينة نيوز:- شهدت زراعة النخيل في الأردن توسعاً خلال السنوات القليلة الماضية كاحدى الزراعات البديلة ضمن الإستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية نظراً لمقدرة هذه الشجرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة والجفاف والملوحة سوءاً ملوحة التربة أو المياه .
وقامت وزارة الزراعة خلال السنوات الماضية على رعاية قطاع النخيل الواعد من خلال تشجيع زراعة النخيل لدى المزارعين لما لهذه الزراعة من مردود مادي عالي حيث زادت المساحة المزروعة في النخيل خلال السنوات القليلة الماضية من حوالي ( 2000 ) دونم عام 1995 إلى حوالي ( 28000 ) دونم عام 2013 أي تضاعفت المساحة المزروعة بالنخيل لأكثر من عشر مرات خلال السنوات القلية الماضية .
واشار تقرير صدر عن الوزارة اليوم الى ان الوزارة قامت بتوفير دراسات الجدوى الاقتصادية لزراعة النخيل وتوفير المعلومات الفنية المتعلقة بعمليات الزراعة والخدمة حيث تم الانتقال من الزراعة العشوائية للنخيل إلى الزراعة المنتظمة وإنشاء المزارع الحديثة التي يراعى فيها مسافات الزراعة المنتظمة ما بين الأشجار وإنشاء البنية التحتية للمزرعة من شوارع للخدمات والبرك الزراعية ومكاتب خاصة للمهندسين والمشرفين وسكانات للعمال وإنشاء مشاغل خاصة للتمور ، وإختيار الأصناف الجيدة.
وتم الانتقال من زراعة الأصناف ذات الجدوى الاقتصادية المتدنية للأصناف ذات المردود الاقتصادي العالي مثل البرحي والمجهول وبعض الأصناف الأخرى والملائمة لكل منطقة من مناطق زراعة النخيل في المملكة وإرشاد المزارعين إلى الحصول على فسائل نخيل مضمونة من مصادر معروفة لدى الوزارة من حيث الصنف وخلو الفسائل والأشجار من الآفات الزراعية وخاصة سوسة النخيل الحمراء ومحاولة التخلص من بعض أصناف النخيل الغير مرغوبة في عدد من المزارع وإستخدامها كأشجار للزينة .
واشار التقرير الى ما قامت به وزارة الزراعة في مجال بناء قدرات العاملين في القطاع من خلال عقد العديد من الدورات التدريبية وورش العمل وأيام الحقل الخاصة بالإدارة المتكاملة لأشجار النخيل للمهندسين والفنين والمزارعين وذلك بهدف رفع كفاءة العاملين في هذا القطاع وتوفير الخبرة والمعلومة الضرورية في هذا المجال .
وتبنت الوزارة برامج متكاملة لمكافحة آفات أشجار النخيل وخاصة سوسة النخيل الحمراء الهندية منذ عام 1999 عند تسجيل الحشرة في احدى مناطق الاغوار وحتى الآن ومحاولة السيطرة على هذه الآفة الخطيرة وحصرها ومكافحتها في منطقة محددة وعدم إنتشارها إلى باقي مناطق زراعة النخيل وتهديدها لزراعة النخيل في الأردن من خلال الإجراءات المطبقة لمكافحة سوسة النخيل ضمن برنامج المكافحة المتكاملة، والذي يشمل تطبيق الحجر الزراعي من خلال منع إستيراد الفسائل والأشجار من الدول المصابة بسوسة النخيل الحمراء إلى الأردن وكذلك التركيز على الحجر الزراعي الداخلي بمنع نقل الفسائل من منطقة الإصابة والمزارع المصابة إلى باقي المناطق .
وتم التنسيق في ذلك مع القوات المسلحة الأردنية من خلال نقاط التفتيش المنتشرة وكذلك الأمن العام وطوافي الحراج من خلال مديرية الحراج والحكام الإداريين في المناطق المختلفة حيث يتم ضبط المخالفين دون الحصول على تصريح نقل والزيارات الميدانية لمزارع النخيل والكشف على الأشجار بشكل دوري ومستمر ضمن برنامج معين حسب حالة الاصابة في المزرعة للتأكد من خلو المزرعة من تواجد أية اصابات ومراقبة المصائد الفرمونية الكرمونية حيث يتم تجهيز المصائد الموزعة في المزارع بالمواد اللازمة من فرمون وكرمون والمادة الغذائية الجاذبة والمبيد الحشري بشكل مستمر ومجاني وعلى مدار العام، ويتم أخذ النتائج حيث تقلل من أعداد الحشرات في الحقل وتكشف عن تواجد الاصابة حال وجودها و علاج الأشجار في حال تواجد الإصابة البسيطة يتم التعامل معها من خلال إزالة الجزء المصاب بواسطة المنشار الآلي حتى الوصول إلى المنطقة السليمة وإغلاق مكان الإصابة بواسطة الطين المخلوط بالمبيد الحشري .
ويتم وضع أقراص الفستوكسين ولف منطقة الإصابة بالخيش ووضع شبك من الحديد لمنع خروج أية من أطوار الحشرة في حال تواجدها وسقاية الشجرة بالمبيد من القمة وحتى وصوله لأسفل الشجرة ونستخدم مبيد المادة الفعالة فيه فبرونيل وفي حال الإصابة المتقدمة يتم قطع الأشجار وإستئصالها من جذورها وتقطيعها إلى قطع صغيرة وحرقها حتى الرماد داخل جورة وتعقيم الجورة مكان الشجرة بمبيد ووضع قطعة من البلاستيك ثم التفتيش الحقلي على المنطقة المحيطة بالشجرة المصابة وعلى بعد 50م والرش الوقائي للمنطقة المحيطة بالإصابة بمبيد حشري .
واكد التقرير على اهمية التعاون ما بين الوزارة والمزارع في عملية مكافحة سوسة النخيل الحمراء حيث يقع على عاتق المزارع الإهتمام بعملية المكافحة الميكانيكية من خلال الخدمات الزراعية مثل عملية التكريب وإزالة السعف الناشف بإستمرار ويكون التكريب على مرحلتين يتم فيها إزالة السعف على بعد 25- 30 سم من جذع النخلة في المرحلة الأولى ويترك الجزء الباقي حتى يجف ليتم إزالته في المرحلة الثانية والتعشيب من خلال المحافظة على نظافة البستان من الأعشاب بإستمرار حتى لا تكون مأوى لتواجد الحشرة وخلع الفسائل وإزالة الفسائل المحيطة بالنخلة الأم عندما تكون جاهزة للخلع، حيث أن هذه العملية مهمة في عملية الكشف على الإصابة في حال تواجدها والتخلص من النخيل الميت والمهمل وبقايا السعف من البستان وتجنب عمل أي جرح في النخلة وفي حال خلع الفسائل ضرورة إغلاق مكان الخلع بالطين مخلوطا بالمبيد الحشري و الرش الوقائي بالمبيدات الحشرية بعد التكريب وجمع المحصول .
واشار التقرير الى ان وزارة الزراعة تقوم سنوياً بتوفير جميع مستلزمات مكافحة سوسة النخيب الحمراء من مصائد وفرمونات ومبيدات حشرية وتوزيعها على المزارعين مجانا ً والتي تقدر بحوالي 20 ألف دينار سنوياً .
( بترا )