الأردن يدافع عن الأقصى الجريح

المدينة نيوز:- أكدت فاعليات سياسية أن التصعيد الإسرائيلي والاستفزازات والانتهاكات والاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى، خرق خطير للمواثيق والأعراف الدولية والمشاعر الدينية.
وقالت هذه الفاعليات لوكالة الانباء الاردنية، إن تواجد قُطعان المستوطنين والعسكر المحتلين واليهود الممارسين للشعائر الدينية، وحرمان المسلمين والمقدسيين من حقهم بممارسة طقوسهم الدينية في الحرم القدسي الشريف هو الإرهاب الديني الفكري عينه.
وقال رئيس حزب الرسالة النائب الدكتور حازم قشوع إن الدبلوماسية الأردنية حققت نجاحا كبيرا بموقفها الصارم والحازم تجاه الاعتداءات الإسرائيلية التي تنتهك حرمة المسجد الأقصى، انطلاقا من الحرص الكبير الذي يبديه جلالة الملك بحماية المقدسات المقدسية، والموقف الثابت للدولة في إيجاد المناخات الملائمة لعملية السلام لإطلاق مفاوضات جادة تفضي لتأسيس دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية .
وأكد أن استدعاء السفير الأردني في تل أبيب للتشاور خطوة استدراكية سياسية دبلوماسية بامتياز.
وأضاف أن الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني استطاعت أن تنتزع اعتذارا شفويا قاطعا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع جلالة الملك، والذي أكد من خلاله على التزام إسرائيل بكل المواثيق الدولية والاتفاقيات التي وقعت، واحترامها للوصاية الهاشمية على بيت المقدس، مبينا أن الدبلوماسية الأردنية تقوم بدور سياسي كبير لتمثل ضمير الأمة في الدفاع عن حرماتها المقدسة، مما يؤكد مكانة الدبلوماسية الأردنية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وقدرتها على اتخاذ القرارات الحازمة في الوقت المناسب.
وبين إن إذعان نتنياهو للموقف الأردني يؤكد أن إسرائيل لا تستطيع أن تمارس سياسة أحادية الجانب لفرض الأمر الواقع، سيما أن القدس جزء أساسي في الملفات الستة النهائية لمجريات العملية النقاشية، والتي تضم الأمن والحدود واللاجئين والمياه والمعتقلين الأسرى، وهي ملفات يشارك الأردن بها مشاركة فاعلة مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأوضح أن الشعب والأمتين العربية والإسلامية ينظرون باحترام وتقدير للنجاح الكبير الذي حققته الدبلوماسية الأردنية لترسيخها معان سياسية وقانونية ستؤثر على مجريات الأحداث السياسية في المستقبل .
وأشار إلى أن الدبلوماسية الأردنية استطاعت أن تنتصر للسلام ولضمير ووجدان الأمة وتؤكد أن موضوعية ومصداقية الأردن التي كسبها على الصعيدين الإقليمي والدولي تجعله قادرا للدفاع عن قضايا أمته سيما أن المنطقة تعيش حالة مخاض تاريخي وسياسي، مؤكدا أن الدبلوماسية الأردنية كانت دائما في خدمة قضايا الامة.
وثمن قشوع الجهود التي يبذلها جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية والاهتمام الكبير العربي والدولي لهذا الموقف الحازم والمقدر للدبلوماسية الأردنية التي تبرهن أنها قادرة على حماية قضايا الأمة وحماية مقدساتها الإسلامية .
أما وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق والاستاذ في جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور محمد طالب عبيدات، فيرى أن قرار الحكومة باستدعاء السفير الأردني في تل أبيب للتشاور وتقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن بالانتهاكات الإسرائيلية رسالة لإسرائيل بأن الحرم القدسي الشريف خطّ أحمر، وأن الأردن سيقوم بإجراءات أخرى أكثر صرامة إذا استمرت إسرائيل بانتهاكاتها، وهي خيارات صعبة، إضافة إلى الإجراءات القانونية والدبلوماسية.
وبين أن الأردن يدافع عن الحرم القدسي الشريف بحكم الوصاية الهاشمية ووصاية جلالة الملك عبد الله أبن الحسين الدينية للمقدّسات الإسلامية والمسيحية وبحكم الأخوة والنسب والمصاهرة والتعايش والجيرة والعروبة والإسلام والإنسانية، مشيرا إلى أن فلسطين والقدس في قلب الهاشميين الأطهار وقضيتهم المركزية الأولى.
وأكد أن استمرار إسرائيل بممارساتها وتهديداتها بتقسيم واحتلال الأقصى الشريف، وتراخي المجتمع الدولي لإيجاد حل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، سيغذي بيئة الإرهاب والتطرف وسيشعل المنطقة برمّتها.
ولفت إلى أن اتصال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتينياهو مع جلالة الملك لتطمينه بإعادة الاوضاع كما كانت عليه، والإبقاء على الوصاية الهاشمية للمقدسات الدينية الاسلامية والمسيحية، والالتزام باتفاقية السلام بين الاردن وإسرائيل مؤشر على نجاح دبلوماسية جلالة الملك المعزز وأن للأردن حضورا دوليا ودبلوماسية ناجحة إضافة إلى حرص الأردن بالدفاع عن القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين.
ودعا الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية والدينية والقومية والإنسانية تجاه ما يجري في الحرم القدسي الشريف، كما دعاهم إلى فرض القانون الدولي والإنساني والمعاهدات والمعايير الدولية .
من جانبها ، بينت أمين عام حزب حشد عبلة أبو علبة أن الانتهاكات الإسرائيلية فيما يتعلق بتهويد القدس وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة وخاصة المسجد الأقصى تضاعفت إلى حد غير مسبوق مما استدعى ضرورة أن يرد الأردن بسحب السفير وبإجراءات أخرى منها تقديم شكوى عاجلة لمجلس الأمن، مبينة أنهم يريدون أن يفعلوا بالمسجد الأقصى كما فعلوا بالحرم الإبراهيمي بالخليل عام 1994 .
وأضافت إن التعامل مع العدو الصهيوني يحتاج إلى لغة الندية مما جعلنا نشهد تراجعا إسرائيليا محدودا بعد خطوة الحكومة بسحب السفير الأردني من إسرائيل.
ولفتت إلى ضرورة أن تواصل الحكومة خطواتها بالرد على استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بما في ذلك طرد السفير الإسرائيلي وإعادة النظر في معاهدة وادي عربة باتجاه إلغائها ، وأن الشعب الأردني يقف مع خطوات الحكومة خاصة بعد وقوع اشتباكات عنيفة واعتداءات على المسجد الأقصى والفلسطينيين يوم الجمعة.
أما النائب الدكتور عساف الشوبكي، فيرى أن هذه الخطوة مرحب بها لكنها متأخرة نظرا للاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك وتدنيس قطعان الصهاينة الأنجاس له والاستيلاء على بعض الأماكن والساحات فيه والسعي لحرقه مرة أخرى .
وبين أن الإسرائيليين يمهدون لهدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم ،وأن خطوة الحكومة بسحب السفير الأردني من إسرائيل يجب أن يتبعها طرد السفير الإسرائيلي في عمان وإلغاء معاهدة وادي عربة إذا استمرت إسرائيل بانتهاكاتها لحرمة المقدسات المقدسية وتجاهلها للمجتمع الدولي.
ودعا إلى موقف شعبي قوي يدعم الموقف الرسمي كما دعا إلى حشد موقف عربي وإسلامي رسمي وشعبي فاعل في المحافل المحلية والإقليمية والدولية لحماية الأقصى وضرورة استمرار الرعاية والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف.
(بترا)