أكاديميون يعزون الغلو والتطرف إلى الجهل بالقرآن والسنة ومقاصد الشريعة

تم نشره الثلاثاء 11 تشرين الثّاني / نوفمبر 2014 12:48 مساءً
أكاديميون يعزون الغلو والتطرف إلى الجهل بالقرآن والسنة ومقاصد الشريعة
القران الكريم

المدينة نيوز:- ارجعت فاعليات أكاديمية ظاهرة الغلو والتطرف الى ما اعتبرته قصورا في فهم مرامي القران الكريم والدين عموما.

وأضافت هذه الفاعليات أن الدعوة إلى الله باب واسع ومهمة كبرى وأمانة عظيمة لا يؤديها إلا من يتبع منهج الله في الدعوة ويقتفي سنة النبي وبقدر ما أوتي من السداد والصبر والعلم والحلم.

وبينت في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن من يدعو إلى الله ينبغي أن يعرف الغاية التي ينشدها من دعوته ليحدد الخطاب الذي يستخدمه لبلوغ هذه الغاية المنشودة.

فمدير إذاعة القرآن الكريم والمشرف على البرامج الدينية في التلفزيون الأردني الدكتور نسيم أبو خضير ، قال إن رسالة الإسلام جاءت لجميع الناس وحملت أمة الإسلام أمانة الدعوة إلى الله ونالت بهذا التكليف تشريفا عظيما لأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر .

وبين أن الغلو في فهم النصوص يؤدي إلى تفسيرها تفسيرا متشددا يتعارض مع الشريعة الإسلامية ومقاصدها فيتشدد على نفسه وعلى الآخرين أو يتكلف في التعمق في معاني التنزيل لما لم يكلف به المسلم ويلزم نفسه والآخرين بما لم يوجبه الله عز وجل أو يوصم مخالفيه بالكفر مع أنهم من أهل الإسلام.

ولفت الدكتور أبو خضير إلى أن أصحاب الغلو والتطرف يجهلون القران والسنة ومقاصد الشريعة وأقوال العلماء ومآخذ الأدلة والواقع وظروفه لأن من يفهم الدين يدرك مدى حرص الإسلام على حماية الدماء والأموال والأعراض كما جاءت في حجة الوداع عندما خطب النبي صلى الله عليه وسلم بالناس قائلا "أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا وبلدكم هذا"، مبينا أن دم المسلم معصوم ولا يحل إلا بإحدى ثلاث : رجل زنى بعد إحصان أو ارتد بعد إسلام أو قتل نفسا بغير حق.

وأوضح أن هناك دماء وأموالا معصومة لغير المسلمين من المعاهدين، ورتب الله سبحانه وتعالى على قتل المعصومين من الكفار المعاهدين عقابا شديدا لما فيه من الغدر والخيانة ، لقوله تعالى "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".

وأشار إلى تحذير النبي من المسلك الشائن في فهم نصوص الكتاب والسنة متخذين من التكفير منهجا لهم يكفرون كل من يخالفهم ويقتلونهم، موضحا أن قتل الأبرياء وسفك الدماء ونحر الأعناق وتعليق الرؤوس وإثارة الفتن واستمرار مسلسل التفجير الذي لا يقره دين ولا عقل ولا فكر يعظم الفتنة في هذه الأمة لقوله عليه السلام" أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء".

ودعا أبو خضير مجتمعنا إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة الجماعات الإرهابية بالتركيز على الوحدة الوطنية ليكون الجميع في خندق الوطن ضد أي تهديد يواجه مجتمعنا، وتناسي أسباب الخلاف، وتنظيم مختلف جوانب الحياة وقيامها على النزاهة والعدالة والمساواة وتوفير فرص العمل للشباب، إضافة إلى تعميق المعرفة بالدين الإسلامي الصحيح لدى الشباب، وبيان الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام من خلال منابر الفكر التنويري، حتى لا ينجر أبناؤنا للالتحاق بالجماعات الإرهابية تحت ستار الدين الذي يخفي وراءه أعمال القتل والتدمير.

كما دعا إلى ضرورة التركيز على الفكر التوعوي الثقافي بعيدا عن التعصب والطائفية المقيتة، وعدم السماح للجماعات الإرهابية ببث الفكر المتطرف في المجتمع حتى لا يتسنى لهم اختراق الشباب وغسل أدمغتهم ليندمجوا في مخططاتهم الإرهابية، إضافة إلى مراقبة الأسرة لأبنائها ومتابعتهم في تحركاتهم وأفكارهم حتى لا يكونوا صيدا سهلا بيد الجماعات الإرهابية بإغرائهم ماديا وفكريا، وتركيز الإعلام على أهمية الوسطية والاعتدال وبثها لدى الشباب بعقد الندوات والحوارات لبيان خطورة الانخراط بالتنظيمات الإرهابية التي تظهر الإسلام بصورة مشوهة بإلصاقه بالأعمال الإرهابية.

وحث الدكتور أبو خضير منظمات المجتمع المدني والأحزاب على إيجاد إستراتيجية وطنية لمناهضة الإرهاب تضع المصالح الوطنية في سلم أولوياتها، وتعظيم الدور الذي تقوم به قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية في المحافظة على الأمن والاستقرار، وعدم إشغالها بالاعتصامات والتجمعات التي تلجأ إليها بعض فئات المجتمع للحصول على مكتسبات آنية.

كما حثها على أن تكون أولى أولوياتها أمن الوطن واستقراره وهذا يأتي بالتعاون والتكافل في تقديم المساعدات لبؤر الفقر المنتشرة، وأن تنتهج منهج الوسطية لمحاربة الإرهاب والتطرف، وأن تكرس القناعات بأن الإصلاح يجب أن ينبع من الذات كذلك أن تقوم بوضع خطة لتعزيز ثقة المواطن بدائرة الإفتاء العام وما يصدر عنها من فتاوى تحرم الالتحاق بالجماعات الإرهابية وممارساتهم في القتل والتدمير وأن هدم الكعبة ونقضها حجرا حجرا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم .

أما أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية ومدير عام صندوق الحج الدكتور وائل عربيات، فيرى ضرورة أن يدرك المجتمع أن ما يجري حولنا عملية ضرب الإسلام باسم الإسلام، ومحاولة جاهدة واضحة ممولة وممنهجة لإظهار أن الدين الإسلامي يدعو إلى العنف والتطرف والإرهاب بل الإجرام بحق الإنسان والإنسانية والعالم .

وأضاف أن الرسالة التي نزلت رحمة للعالمين يريدون تشويهها وإظهارها بأنها تدمير لكل القيم الإنسانية والربانية .

ودعا المجتمع إلى ضرورة التصدي لكل هذه المحاولات بالتسلح بالإيمان والمعرفة والتزود بالمعلومات الكافية حول الإسلام، وتبني الفكر الوسطي المعتدل الحقيقي، وتسليح الأبناء بالمعرفة وتوضيح حقائق الإسلام الصحيحة لهم .

كما دعا وزارة الأوقاف إلى تأهيل مساجدنا لتكون منارات علم ومعرفة ومراكز تنوير لاتصال الخطيب بالجمهور مباشرة وضرورة سماع المسلم والمصلي له مما يقتضي معرفة طبيعة الخطبة ومحتوياتها ومنهجيتها وسلامة اللغة والمعرفة الكافية وأن يكون الخطيب واعيا لما يقول وأن يقود حركة المجتمع لا أن يتخلف وراءها لان الحصن المنيع يصعب اختراقه .

وحث الدكتور عربيات الإعلام على أن يكون له دور كبير في توضيح صورة الإسلام السمحة بالحديث المباشر أو الندوات الحوارية أو الإنتاج الإعلامي التلفزيوني.

وأشار إلى ضرورة أن يكون للأحزاب خاصة الأحزاب السياسية الإسلامية موقف واضح تجاه القضايا التي تهم الإسلام والمسلمين والتصدي لها بالعلم والفكر، مبينا أن الإصلاح يقوده الأقوياء والأمناء الغيورون على المصلحة العامة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات