لغة الحوار

تم نشره الأربعاء 12 تشرين الثّاني / نوفمبر 2014 02:28 صباحاً
لغة الحوار
نزيه القسوس

لحوار هو لغة الحضارة ولغة المدنية واللغة الراقية بين الناس ويجب أن يكون الحوار هو الخيار الأول مهما كانت الظروف والأسباب والرأي الآخر الذي يمكن أن يخالف آراءنا ومن خلاله يمكن الوصول إلى قواسم مشتركة تزيل سوء الفهم والاحتقان أحيانا.
هذه المقدمة نضعها لنتحدث عن عشرات الاعتصامات التي حدثت وتحدث في بلدنا كل يوم وهذه الاعتصامات غير السياسية لأصحابها مطالب محددة فهم إما أنهم يشعرون بالظلم أو التهميش أو يطالبون بتحسين أحوالهم المعيشية ونحن هنا لا نناقش هل هؤلاء المعتصمون على حق أو باطل؟ بل نريد أن نناقش أسلوب التعامل معهم من قبل مسؤوليهم وقمة هذا التعامل مع الأسف هو التطنيش وسياسة التطنيش هذه هي بالتأكيد سياسة فاشلة ونتيجتها الاحتقان والاحتجاج والاعتصام.
موظفو إحدى المؤسسات -على سبيل المثال- يطالبون مسؤوليهم بتحسين رواتبهم لأن الحياة أصبحت قاسية عليهم وعلى عائلاتهم بسبب الغلاء الفاحش الذي يجتاح البلاد وقد لا تكون هناك إمكانية لتحسين أوضاعهم وزيادة رواتبهم على الأقل في الوقت الراهن لكن المسؤولين في هذه المؤسسة يغلقون أبواب مكاتبهم في وجه هؤلاء الموظفين ولا يتنازلون بالالتقاء معهم أو مع ممثليهم ليتناقشوا معهم في موضوع زيادة الرواتب وشرح وجهة نظرهم حول هذا الموضوع وأن أنظمة هذه المؤسسة أو إمكاناتها المالية لا تسمح لهم بزيادة الرواتب في الوقت الحاضر وهذا ما يجعل احتقان هؤلاء الموظفين يزداد يوما بعد يوم إلى أن تتفاقم الأمور وتكون النتيجة الإضرابات والاعتصامات.
والسؤال الذي نطرحه اليوم هو: لماذا لا يلتقي مسؤولو أي مؤسسة؛ لموظفيها بعض المطالب مع هؤلاء الموظفين ويتحاورون معهم ويناقشون مطالبهم على الواقع فهل سيخسر هؤلاء المسؤولون شيئا أو أن هناك احتمالا كبيرا بأن يقنعوا موظفيهم بوجهة نظرهم ويعيدوا الأمور إلى المربع الأول ويزيلوا الاحتقان الموجود لديهم.
بالحوار البناء المخلص نستطيع حل العديد من القضايا والمشاكل وعندما نتعامل مع الرأي الآخر بالاحترام وليس بالتطنيش ونفهم ما هو هذا الرأي فعندئذ يكون التعامل مع أصحاب هذا الرأي سهلا وبسيطا وقد تكون النتيجة مريحة جدا للطرفين.
إن معظم الاعتصامات التي نراها في بلدنا من أسبابها الرئيسة؛ إهمال لغة الحوار والتعامل بلغة التطنيش وهذه اللغة سيكون أصحابها هم الخاسرون دائما وستتوالى الاعتصامات ولن تكون لها نهاية ما دامت لغة الحوار مفقودة.
هناك قول مأثور للأديب الفرنسي المشهور فولتير وهذا القول هو: خذ نصف عمري لكن دعني أقلْ رأيي. وهذا القول يعني بالتحديد أنْ حاورني واسمع وجهة نظري لأنه لا يجوز لأي إنسان كائنا من كان أن يهمل الرأي الآخر ولا يسمعه.
لو جرب مسؤولونا لغة الحوار مع موظفيهم لما رأينا اعتصاما واحدا في شوارعنا ولاستطعنا حل العديد من مشاكلنا ووصلنا إلى قناعات مشتركة نحن بأمس الحاجة اليها في الوقت الراهن.

الدستور 2014-11-12



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات