ماتجيبها إلا نسوانها

تم نشره الإثنين 17 تشرين الثّاني / نوفمبر 2014 11:49 مساءً
ماتجيبها إلا نسوانها
هادي جلو مرعي

خمسون إمرأة هن المؤهلات أولا للعمل ضمن فريق إبتدائي يقال، إنه عماد تشكيل نسائي مقاتل لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الأنبار الغربية حيث يتواجد عناصر التنظيم الأكثر تشددا والذين أحالوا الأنبار الى ساحة مواجهة مفتوحة مع القوات النظامية والعشائر للسيطرة على أجزاء واسعة منها. لم نعرف حتى اللحظة ماإذا كان هذا الإعلان شكليا بغية تحقيق مكاسب معنوية وإعلامية، أم هو حقيقة، ولايبدو إن مقاتلي العشائر بحاجة الى أن يقحموا نساء الأنبار في معمعة حرب مع تنظيم يجيز فعل كل شئ بما في ذلك بيع النساء المقاتلات ونساء الأعداء في حال وقوعهن في أسر عناصره الذين جربوا متعة، ذلك مع الإيزيديات، وبعض السوريات عدا عن ماتسببوا فيه من فقدان آلاف النساء لوجودهن وكرامتهن في سوريا وإضطرارهن للعمل كمتسولات وكبغايا في بلدان عدة حول سوريا بما في ذلك لبنان.
في الأنبار هناك بيئة محافظة لايسمح فيها للمراة بالحركة المعتادة في المجتمعات المنفتحة خاصة مع بعض الأعراف العشائرية المتزمتة، وكانت تجربة المرأة المقاتلة غير المنتظمة في تشكيل عسكري حاضرة خلال السنوات الماضية، فالحاجة أم مؤيد مثال جيد فهي حملت السلاح وقادت مجموعة من الرجال لصد التنظيم الإسلامي في مناطق من الرمادي وماتزال هناك، بينما ضربت السيدة أمية الجبوري مثلا أكثر روعة بقتالها الشرس في صلاح الدين، وواجهت داعش مع مقاتلين من عشيرتها رغم مسؤولياتها السياسية وعملها الوظيفي حتى تم قتلها أثناء واحدة من المعارك الشرسة، وكانت عديد النسوة في مناطق جنوب العراق ووسطه تطوعن وحملن السلاح أيضا مع تقدم داعش الحثيث مطلع الصيف الماضي، ثم سرعان ماخبى ذلك بمرور الوقت، ولايسمح للمرأة بتجاوز خطوط حمر موضوعة عبر تعاليم دينية متشددة وأعراف عشائرية تعودها المجتمع المحلي، وهذا هو ماسيؤول إليه مصير التشكيل الجديد في الأنبار على مايبدو، حيث سينتهي بمرور الوقت، ولاحظ له في البقاء سوى لجهة إستخدامه كوسيلة مثلى للدعاية الإعلامية ورفع المعنويات.
لكن الأمر برمته مختلف في كردستان الأكثر تحررا حيث إنتظمت النساء منذ عقود في فصائل مقاومة الحكومات العراقية المتعاقبة، وقاتلن الى جانب البيشمركة في شمال العراق، وفي أجزاء من تركيا وإيران وسوريا، وكان حضورهن حقيقيا في كوباني التي شهدت أعنف المعارك مع تنظيم داعش، وبدت المرأة الكردية أكثر مهنية وحرفية من نظيرتها في بقية العراق.
على أية حال فالمرأة العراقية يسمح لها بالإنتظام في مؤسسات الدولة الأمنية بتخصصات مختلفة وهناك المئات يعملن في وزارة الداخلية العراقية، لكن ليس واضحا ماإذا كانت المرأة ستنجح في تشكيل مليشيا نسائية ولنقول عنها، ماتجيبها إلا نسوانها؟ ولنترك الأمر للأيام القادمة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات