الاستيطان العقبة الرئيسة أمام تحقيق السلام (1)

على الرغم من الجهود المكثفة التي تبذلها الولايات المتحدة الاميركية والتي يقودها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في سعيه لاعادة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات، الا أن حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي اليمينية ما زالت تواصل ممارساتها العدوانية ضد ابناء الشعب الفلسطيني في القدس وباقي الاراضي الفلسطينية، كما انها تواصل سياستها احادية الجانب من خلال استمرار الانتهاكات الاسرائيلية واستمرار الاقتحامات للمقدسات الاسلامية والمسيحية والتي ادت الى تصاعد التوتر في المدينة المقدسة.
ففي الوقت الذي شهدت فيه عمان اتصالات مكثفة بحضور وزير الخارجية الاميركي تمثلت في اللقاء الثلاثي الذي جمع جلالة الملك عبدالله الثاني ووزير الخارجية الاميركي جون كيري ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس الماضي 13-11-2014م والبحث في سبل إعادة الهدوء وإزالة أجواء التوتر في القدس، إضافة إلى تهيئة الظروف الملائمة لإحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وكذلك لقاء الملك -كيري ولقاء كيري-عباس في اليوم ذاته اقول في هذا الوقت اعلنت السلطات الاسرائيلية موافقتها على بناء 200 منزل استيطاني جديد في مستوطنة راموت شمال القدس على ارض استولت عليها اسرائيل عام 1967م وضمتها إلى المدينة في خطوة لم تلق اعترافا دوليا قط، كي تضيفها الى مئات الوحدات السكنية والمشاريع الاستيطانية التي نفذتها وتنفذها في الاراضي الفلسطينية.
اسرائيل وبكل صلف اذن تواصل سياستها العدوانية وتستمر في الاستيلاء على الاراضي وطرد اهلها واحلال اليهود مكانهم دون الالتفات الى رفض الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي وبريطانيا وفرنسا للبناء الاستيطاني وادانتها له واعتباره غير شرعي ويهدد عملية السلام وحل الدولتين.. وليس هذا فحسب فان اسرائيل تحمل الفلسطينيين مسؤولية فشل المفاوضات وفشل الجهود الرامية الى استئنافها وكأن العالم لا يعرف ممارساتها والاعيبها التي تتخذ من المفاوضات ذريعة وتغطية على ممارساتها التي لا تخدم الا اهدافها التوسعية والعدوانية.
من هنا فان على المجتمع الدولي ممثلا باللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا مسؤولية كبرى في الضغط على اسرائيل للانصياع الى الشرعية الدولية وتكثيف الجهود من اجل وقف الاجراءات احادية الجانب والاستيطان بكافة اشكاله ودعم مسيرة السلام وصولا الى حل القضية الفلسطينية التي تشكل جوهر الصراع في المنطقة حلا عادلا ودائما وشاملا يعيد للفلسطينيين حقوقهم المشروعة في اقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية وبغير ذلك فان المنطقة مرشحة للانفجار في اية لحظة.
الرأي 2014-11-19