الى وزير التربية
كنت مدققة لغوية في وزارة التربية و التعليم و ذات يوم عاد إلي كتاب كنت قد دققته و في الكتاب جملة مكتوبة هي : " المشروعات المذكورة الثلاث " و حول العبارة خطوط و دوائر بخط معالي الوزير د . محمد الذنيبات و عبارات من بينها : " تعلم النحو يا مدقق اللغة " ، " العدد يخالف المعدود " ، و قاعدة مخالفة العدد من 3-10 للمعدود في التذكير و التأنيث قاعدة معروفة لكن هناك قاعدة اخرى و هي أن العدد إذا تأخر عن المعدود يجوز تذكيره و تأنيثه ، و عليه فقد كان تدقيقي سليما نقيا من الأخطاء .
بعد تلك الحادثة وصلني كتاب بنقلي إلى الميدان بوظيفة معلمة ففوجئت و كان وقت تسلمي للكتاب هو نهاية دوام يوم 2/4 و تاريخ النقل هو 3/4 أي اليوم التالي .
في اليوم التالي أخذت أسأل في وزراة التربية عن سبب نقلي المفاجئ فرفض الجميع إخباري رفضا قاطعا ابتداء برئيس قسمي و انتهاء بمكتب الأمين العام ، بعد ذلك قابلت أحد الزملاء بإذن الله فأخبرته بالقصة فتطوع بمساعدتي و انتظرته في مكتب الأمين العام كما أخبرني و عندما جاء دخلنا سويا إدارة المكتب ثم دخل زميلي وحده غرفة الأمين و لم يسمحوا لي أنا بالدخول ، خرج زميلي بعد مدة من مكتب الأمين ليخبرني بالنتيجة قائلا بالحرف الواحد : " إن موضوعك صعب لأن نقلك تم من الوزير مباشرة " فسألته عن السبب فقال : " لأنك أخطأت في تدقيق الكتاب " ، فذهلت !!
بعد ذلك توجهت إلى مكتبي فوجدت رئيس قسمي يأتيني بكتاب انفكاكي حيث أجلس مع أنني أعرف أن الموظف نفسه هو من يقوم بإجراءات الحصول على كتاب انفكاكه أما أنا فجاءني كتابي حيث أجلس سبحان الله و من أحضره هو رئيس القسم ... ماشاءالله !! لم يتركوا لي أي فرصة للتنفس و الحمدلله .
و إنني هنا أطرح نقاطا عدة :
1- لقد نقلني معالي الوزير من أجل كلمة ( كلمة واحدة ) لم اخطئ فيها و لم يحدث قبل ذلك ان عاد إلي كتاب من عند الوزير فيه خطأ مني .
2- كنت مدققة عالية الكفاءة و يشهد زملائي على هذا الأمر و ما دخلت وزارة التربية التعليم إلا بعد ان أثبت كفاءتي العالية في امتحان كتابي .
3- على فرض إن موظفا لم يتقن تخصصه فهل يتم نقله إلى الميدان ليدرس الأجيال ؟!
4- إذا كنت انا قد أخطأت فلماذا لم تستجوبني يا معالي الوزير حتى تسمع دفاعي قبل ان تتخذ إجراء يغير حياتي ؟
5- لقد ظلمت ... نعم أنا ظلمت ، و لقد ذكرت مرة يا معالي الوزير أنك تكره الظلم و إني أطلب إليك ان تنصفني فإن فعلت فأجرك على الله و إلّم تفعل أو حتى تحاول التأكد من الأمر فإني أرفع أمري و امرك يا معالي وزير التربية إلى رب الوزراء جميعهم .
6 – هذه الرسالة و ما جاء فيها امانة في عنقك يا معالي وزير التربية د . محمد الذنيبات بوصفك ولي أمر تسأل عنها يوم الدين عندما تقف بين يدي الله و أسأل انا عن صحة ما جاء فيها .
و أخيرا فإني افوض امري إلى الله و هو حسبي و نعم الوكيل و له الأمر من قبل و من بعد .
رندة أحمد