ليس حلا

تم نشره الأحد 23rd تشرين الثّاني / نوفمبر 2014 03:41 صباحاً
ليس حلا
جهاد المنسي

جاء توقيف نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين زكي بني ارشيد، ليفتح صفحة ملتبسة في طبيعة العلاقة بين الحكومة والجماعة، التي وجدت في المملكة منذ أربعينيات القرن الماضي، منصة انطلاق لها، ورعاية، كانت تتوتر أحيانا، وتتوافق أحايين أخرى.
التوقيف، بعيدا عن كل المبررات التي قيلت بشأنه، جاء ليفتح سلسلة توقعات مختلفة، حول مبرراته، وتوقيته، والهدف منه، والرسالة المراد توصيلها للجماعة، وربما لجهات أخرى، جراء ذلك.
الواضح أن اعتقال رجل، بحجم بني ارشيد، ليس صدفة، وغير عبثي، والقرار صدر بعد دراسة كما يبدو، خاصة أن الجميع يعرفون الرجل، وموقعه في الجماعة، ودوره فيها، وما يمكن ان يفتح الاعتقال من تصعيد متوقع، وما يتبعه من مواقف من الطرف الآخر.
الحكومة قالت وبررت كثيرا سبب الاعتقال، واستحضرت مواد قانونية، خالفها بني ارشيد في تصريحاته المختلفة، والتي اتهم فيها بأنه "يعكر صفو العلاقة مع دولة صديقة"، بيد أن كل ذلك لا يخفي حقيقة، أنه يراد من هذا التوقيف توصيل رسالة أكثر من واضحة للجماعة، قد يكون ملخصها هو القول إن "اليوم بات مختلفا عن الأمس"، والجماعة أصبحت تحت النظر، ولا يمكن السكوت عن تصرفات، تعتبرها الحكومة، تؤثر على علاقاتها العربية والإقليمية، وعلى الدولة بشكل عام.
ما جرى أصبح واضحا وجليا، واليوم ليس أمس، وربما يوم غد مختلف أيضا، فمن يقول إن ما جرى ليلة الخميس ليس تصعيدا، مخطئ، ويبتعد عن تشخيص الواقع الجديد، وما يجري في المنطقة حولنا، والتطورات المختلفة في الإقليم، وما يمور به من اصطفافات فرضتها هذه التطورات، خاصة التقلبات التي جرت، سواء في مصر أو سورية والعراق، وحتى في دول الخليج العربي، التي شهدت حالة انقسام غير مسبوقة جراء ما جرى في الإقليم.
دعونا نتفق، كنا في الأردن نفخر بأن حرية القول والكلام لدينا مصونة، ونرى في أنفسنا مختلفين عن دول الجوار، في احترام حق الفرد في الكلام والكتابة، ولكن هذا لم يمنعنا من المطالبة بحريات أوسع وأشمل، وبالمزيد من الديمقراطية، باعتبار أن الحريات أساس بناء الدولة المدنية، وأن توسيع هامش الحرية المسؤولة، يأتي في المقام الأول، لأية دولة ديمقراطية، تسعى للإصلاح والحرية والديمقراطية والمواطنة.
ذلك لم يمنع وجود انتكاسات متفاوتة في المسيرة الديمقراطية، التي بدأت تأخذ وتيرة إيجابية منذ بدايات تسعينيات القرن الماضي، فكنا نشهد حالة مد إيجابية، وحالات شد في بعض المفاصل، ورغم كل ذلك، فقد حافظنا على وتيرة جيدة، في الحريات العامة واحترام حقوق الانسان.
بطبيعة الحال، كان المجتمع المدني، أفرادا وأحزابا ونقابات، يأمل ويطالب بتعزيز الدولة المدنية والحريات العامة، والطرف الآخر كان يرى أن ما جرى ايجابي، ويستحق الثناء، ولكن التباين في وجهات النظر لم يدخِل الدولة (حكومة ومؤسسات، واحزابا) في عراك حاد، وتناطح سلبي، ولم نصل يوما حدّ لي الذراع الشديد، بين أطراف المعادلة، وحرص الجميع على عدم الوصول لذلك.
في هذه المرحلة الحساسة يتوجب على الجميع، وعلى كل الأطراف، الجلوس إلى طاولة حوار، أساسها الحفاظ على الأردن، القوي المنيع.

الغد 2014-11-23



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات