الصناعة الاردنية قادرة على حماية الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية

المدينة نيوز - كشفت جولة ميدانية نظمتها غرفة صناعة الاردن بالتعاون مع جمعية مستثمري شرق عمان الصناعية على اربعة مصانع بمنطقة ماركا ان الصناعة الاردنية قادرة على حماية الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية وتوفير فرص العمل.
وكشفت الجولة أن الصناعة الاردنية التي تواجه حاليا شبح رفع اثمان الكهرباء مجددا بداية العام المقبل، تملك مستودعا كبيرا ملىء بمحركات النمو والحلول للتحديات الاقتصادية التي تواجه المملكة، وانها مصلحة مشتركة للجميع.
وحسب صناعيون التقتهم (بترا) خلال الجولة، تعني الصناعة الوطنية توفير فرص العمل وتعزيز الأمن الاقتصادي والاجتماعي ورافد أساسي للخزينة وحماية للمواطنين من غلاء الأسعار وتحقيق التنمية وتعزيز المسؤولية المجتمعية ودعم المجتمعات.
وتصل مساهمة القطاع الصناعي بالاقتصاد الوطني الى 40 بالمئة بصورة مباشرة او غير مباشرة، ويرفد احتياطيات المملكة من العملات الأجنبية بما يزيد على 7 مليارات دولار سنويا كنتاج للتصدير والاستثمار.
ويدفع القطاع الصناعي حوالي مليار دينار سنويا تعويضات للعاملين، ويرفد الخزينة بأكثر من 1ر1 مليار دينار سنويا ضرائب على الانتاج، ويعتبر من اهم القطاعات الجاذبة للاستثمار حيث يستأثر بحوالي 70 بالمئة من حجم الاستثمارات المتدفقة الى المملكة.
ويشغل القطاع الصناعي 236 الف عامل في 17 الفا و500 منشأة قائمة بمختلف مناطق المملكة، برأسمال مسجل يقدر بحوالي 5ر3 مليار دينار فيما تشكل صادراته 90 بالمئة من الصادرات الأردنية الكلية وتصل لحوالي مليار مستهلك في 120 بلدا.
وشملت الجولة التي شارك فيها مسؤولون من المؤسسات الرقابية زيارة مصانع البان حمودة والشركة الاردنية العالمية(يونيفرسال) ومجموعة خليفة للصناعات المتقدمة بالاضافة الى مصنع حلويات النجمة.
ووصف رئيس مجلس الادارة والمدير العام للشركة الاردنية العالمية لانتاج افران الغاز والغسالات عمر الحسنات الصناعة الوطنية بانها" دم الاردن وذات جودة عالية ومنافسة من الدرجة الاولى" مشيدا ببيئة الاعمال بالمملكة ونعمتي الامن والاستقرار.
وقال أن الصناعة الوطنية بحاجة الى مزيد من الدعم والتطوير وتوفير العمالة المحلية الفنية والمدربة مهنيا، مبينا أن الصناعة الوطنية تتحمل كلف عالية في الإنتاج لارتفاع أسعار الطاقة بخاصة الكهربائية ما يؤثر على تنافسيتها.
وطالب الحسنات الجهات المسؤولة بوقفة حقيقية لدعم الصناعة الوطنية والحد من استيراد السلع الشبيهة وحماية المنتج المحلي من المنافسة غير الشريفة التي تتعرض لها وبخاصة من منتجات الدول التي تلقى دعما في بلادها.
واوضح الحسنات أن الصناعة الوطنية صمام الأمان الاجتماعي للمجتمع كونها المولد الأول لفرص العمل وهي اليد المنتجه والمصدرة للخارج والداعمة لميزان المدفوعات، مؤكدا أن أسعار الطاقة هي القاسم المشترك الأول بالنسبة للتحديات التي تواجه الصناعة الوطنية.
واشار الى الى مصنع يونيفرسال تأسس عام 1982 على مساحة 8 الاف متر ينتج افران الغاز والغسالات بمواصفات عالية الجودة تضاهي نظيرتها المستوردة ويشغل 170 عاملا ويصدر انتاجه الى دول اوروبية وافريقية وعربية الدول وبخاصة العراق.
من جهته قال مدير عام مجموعة خليفه للصناعات المتقدمة جليل خليفة أن وجود قطاع صناعي وطني منافس سينعكس إيجاباً على الناتج المحلي الإجمالي ومعدل دخل الفرد والصادرات والعجز في الميزان التجاري وتخفيض نسب البطالة ومحاربة الفقر وتحسين مستوى معيشة المواطنين بما يلبي طموحات جلالة الملك عبد الله الثاني.
وانشأت مجموعة خليفة مصنعا عام 1998 لانتاج الوسائل التعليمية والمكتبية على مساحة 4500 متر مربع ويختص بإنتاج شاشات العرض الكهربائية واليدوية والأثاث الهندسي وألالواح التفاعلية الالكترونية ووفرت 110 فرصة عمل غالبيتها لاردنييين.
وحسب خليفة تنتج مجموعته الصناعية حاليا 1000 لوح الكتروني مدرسي باليوم ما جعل تمتلك اكبر خط انتاجي بالعالم فيما تصدر حاليا منتجاتها الى الاسواق الاوروبية والافريقية والاسيوية.
بدور، قال المدير الاداري في مصنع البان حمودة المهندس وليد الهويدي أن الصناعة الغذائية الاردنية تخضع للرقابة على الإنتاج تضاهي الدول العالمية وهناك منافسة عالية بين الصناعيين انعكست على جودة المنتجات وارتقت بالصناعة الوطنية.
واشار الى مصنع البان حمودة تأسس عام 1986 في احدى مزارع منطقة الخالدية بالمفرق على مساحة 5 الاف متر مربع ثم انتقل الى مقره الحالي بعمان عام 1991 لتصل مساحته الحالية الى 15 الف متر مربع.
وبين الهويدي ان المصنع وفر 630 فرصة عمل غالبيتها لاردنيين وينتج 18 طنا من مختلف منتجات الالبان والعصائر في الساعة ويصدر منتجاته الى العديد من الاسواق العربية وفي مقدمتها السوق العراقية.
امن جانبه قال مدير عام مصنع حلويات النجمة رمضان ابو لبة ان الصناعة الوطنية قادرة على منافسة أي منتج عالمي في حال توفر لها الدعم الفني من الجهات الحكومية.
واضاف ابو لبة "نحن لا نريد دعما ماليا نريد دعما فنيا وتشجيعا وزيادة الترويج الخارجي بخاصة أن صناعتنا الوطنية ذات جودة عالية وتمتلك سمعة كبيرة وتواكب التطور التكنولوجي".
واكد ابو لبه أن مشكلة الصناعي الاردني تتركز في نقص الأيدي العاملة المحلية وعدم التزامها في كثير من الأحيان على الرغم من توفر فرص عمل كبيرة لها في القطاع الصناعي وبرواتب مجزية ومزايا اخرى.
وزاد ابو لبه ان الصناعي الاردني يواجه مشاكل اخرى عند جهات رسمية وتعقيدات بيروقراطية الى جانب قضية الاضرابات المتكررة في ميناء حاويات العقبة ما يؤثر على حركة انسياب مدخلات الانتاج ويعيق عمليات التصدير الى الاسواق الخارجية بالاضافة الى ارتفاع كلف الطاقة.
واطلق مصنع النجمة الذي وفر 420 فرصة، مبادرات لتشغيل الفتيات كفنيات لتصنيع الحلويات واخرى لتشغيل الصم بهدف المساهمة بدمج ذوي الاعاقة مع المجتمع.
من جهته اكد رئيس جمعية مستثمري شرق عمان الصناعية الدكتور اياد ابو حلتم ان الصناعة الأردنية وبالرغم من كل التحديات التي تواجهها ما زالت قادرة على النمو والاستمرارية والمنافسة في الأسواق المحلية والخارجية نظرا للسمعة التي حققتها والجودة التي وصلتها.
وطالب ابو حلتم الحكومة بوقف رفع اثمان الكهرباء على القطاع الصناعي بداية العام المقبل وبخاصة مع انخفاض اسعار النفط عالميا باعتبار الصناعة من أهم القطاعات الاقتصادية وتسهم بقيمة مضافة عالية نسبيا في الناتج المحلي الإجمالي تصل الى25 بالمئة.
يشار الى الى ان صادرات منطقة شرق عمان الصناعية بلغت خلال الاشهر العشرة الماضية من العام الحالي 260 مليون دينار فيما استقطبت المنطقة استثمارات صناعية بقيمة 84 مليون دينار خلال الأشهر الثمانية الماضية من العام الحالي اكثرها خارجية.
وتضم منطقة شرق عمان الصناعية مناطق ماركا وأحد وطارق وأبو علندا والحزام الدائري والنصر وبسمان، وتضم 1860 منشأة معظمها صناعات صغيرة ومتوسطة وفرت نحو 30 ألف فرصة تشغل غالبيتها العمالة المحلية.
وتتوزع المنشآت المقامة حاليا في منطقة شرق عمان الصناعية، التي تأسس أول مصنع فيها عام 1961 على قطاعات الصناعات الإنشائية والأثاث والغذائية والهندسية والأجهزة الكهربائية المنزلية والبلاستيكية والمنظفات والتعبئة والتغليف والألبسة.