89 % من اطفال الاردن يتعرضون للعنف
المدينة نيوز :- نسبة مفجعة اعلن عنها نائب ممثل اليونيسف في الأردن ميكيلي سردفاديه خلال اللقاء التشاوري يوم امس الثلاثاء حول بدائل العقاب الجسدي للأطفال، وقال ان المسح الوطني للسكان عام 2012 بيّن ان نسبة الاطفال المتعرضين للعنف كانت 89 % و20 % منهم تعرضوا لاساءة بدنية شديدة مثل الصفع على الوجه او الرأس او الاذنين او باستخدام اداة للضرب.
وجاء المسح الوطني للسكان عام 2012 لبيان اهمية حماية الطفل من العقاب البدني ودعم اليونيسف الاردن للوصول لبيئة آمنة للطفل.
رئيس قسم علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور مجدي الدين خمش يرى ان النسبة التي اعلن عنها اليونيسف تعد مؤسفة للغاية بان يتعرض الاطفال لهذا الحجم من العنف سواء العنف اللفظي او الجسدي او حتى النفساني، وللاسف جميع هذه الاشكال من العنف تتم داخل الاسرة.
دور الاسرة حسب خمش لا يتم بشكله الصحيح في المجتمع الاردني فيجب ان تتوفر التربية السليمة والتعامل الحسن في كافة الاسر وتحديدا مع الاطفال، بعض الاسر الاردنية وعندما ننظر الى تركبيتها كما اشار خمش نجد ان تركيبتها مولدة للعنف ضد الاطفال، لان عدد الاطفال كبير ولا يتناسب مع دخل الاسرة، فعلى الاسرة ان توازن بين دخلها المالي والانجاب حتى تستطيع ان تلبي احتياجات اطفالها.
كثرة الانجاب في الاسرة الواحدة يخلق توترا يوميا، وعدم قدرة على تلبية حاجات المواليد المادية وغير المادية، ويتصرف الاب او الام بشكل عنيف مع الاطفال حتى يسيطروا عليهم.
العامل الثاني الذي تحدث عنه خمش لـ"العرب اليوم" متعلق بالجانب السلطوي عند الاباء، وهذه الثقافة المتعلقة بفرض الرأي والتسلط ترتبط بظروف وشروط عديدة تخلق اطفالا حاقدين يسعون للانتقام عند كبرهم ما يخلق مجتمعا عنيفا يؤدي الى العديد من الممارسات العنفية التي تؤذي المجتمع ككل.
ورعت وزيرة التنمية الاجتماعية ريم ابو حسان مندوبة عن جلالة الملكة اللقاء الذي نظمه المجلس الوطني لشؤون الأسرة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" وجمعية إنقاذ الطفل بدعم من الاتحاد الأوروبي.
اما الخبير التربوي حسني عايش فقد شكك بنسبة المسح الوطني التي وصلت الى 89 % معتبرا ان الاردن وخلال الخمسين عاما الماضية شهد تطورا عاليا في كافة المجالات فلا يمكن ان تكون تلك النسبة صحيحة، مشيرا الى ان مفهوم العنف يجب ان يكون واضحا في المسح الذي تم اجراؤه وذلك لاختلاف المفهوم بين العديد من البلدان.
ولكن وبشكل عام تحدث حسني لـ"العرب اليوم" مبينا اهم الاسباب التي تؤدي الى حدوث العنف ضد الاطفال هو جهل اولياء الامور والراشدين بحقوق الطفل مشيرا الى قلة صبر الاهل على اطفالهم وجهلهم بطبيعة الطفل النشيط والفضولي الذي يكثر من التساؤلات فيستخدمون معه اسلوب العنف من اجل تطويعه.
وحسب الامين العام للمجلس الوطني لشؤون الأسرة فاضل الحمود فإن عقد هذا اللقاء يأتي بالتزامن مع مرور خمسة وعشرين عاما على اتفاقية حقوق الطفل لبحث العقاب البدني الواقع على الاطفال في الأسرة والمجتمع موضحا أن أهم منطلقات عمل المجلس هو إحكام الشريعة الإسلامية السمحة وترسيخا لدور المجلس في تعزيز دور الأسرة وتمكينها من تلبية احتياجات افرادها ضمان أمنهم وتنشئة ورعاية أطفالها وحمايتهم.
وأشار الحمود الى اهتمام رئيسة مجلس أمناء المجلس الوطني لشؤون الأسرة الملكة رانيا العبد الله منذ سنوات عديدة بقضايا الطفولة، حيث عملت على تأسيس العديد من المؤسسات الوطنية ودعمت الكثير من المبادرات التي تعنى بهذ الشأن.
وأوضح الحمود أنه سيتم خلال اللقاء الذي سيستمر يومين مناقشة أوراق عمل أعدها خبراء ومختصون على المستوى الوطني والمستوى الدولي تتناول بدائل العقاب البدني الواقع على الأطفال وتأسيسها لوضع خطة وطنية قائمة على نهج عمل تشاركي يجمع كافة المؤسسات الوطنية الحكومية وغير الحكومية وصولا للحد من العنف الجسدي الواقع على الأطفال في الأسرة والمجتمع.
بينما أكدت مديرة جمعية إنقاذ الطفل منال الوزني أن العقاب البدني وجميع أشكال العقاب القاسية أو المُهينة هي من أهم مُسببات العنف في المجتمعات، فنحن عندما نجعل العنف مقبولا ومبررا في أعيُن الأطفال فماذا نتوقع منهم في المستقبل غير العنف؟.
وأضافت الوزني أن إيجاد قوانين تَمْنَع العنف ضد الأطفال تساعدنا للعمل بشكلٍ مباشر مع الأطفال وعائلاتهم؛ وهدفها تغيير مفاهيم وممارسات المجتمعات وخصوصا في ما يتعلق بالعنف ضد الأطفال، مشيرة الى أن ضرورة على توعية الأطفال وذويهم على كيفية تجنب العنف وذلك من خلال إشراكهم والعمل معهم على ايجاد الوسائل المناسبة للتخلص من هذا النوع من العنف مع الحفاظ على خصوصية تلك المجتمعات.