هل نحن على أبواب أزمات جديدة؟

تم نشره الثلاثاء 20 كانون الثّاني / يناير 2015 02:03 صباحاً
هل نحن على أبواب أزمات جديدة؟
د.رحيل محمد غرايبة

الأزمات التي تعصف بالمنطقة ما زالت تسير نحو مزيد من التعقيد، وما زالت المنطقة العربية مستعدة لاستقبال عدد آخر من الأزمات التي ربما ستزيد الأمر سوءاً، ما يقتضي المزيد من الحذر، والمزيد من دقة القراءة والنظر، من أجل امتلاك القدرة على التعامل الذكي مع الأحداث.
بعض الدول في المنطقة مُقدِمة على مرحلة جديدة من التغييرات الحتمية التي تخضع لعوامل طبيعية وليست ثورية..
أما الأزمة الأخرى فهي تجري في فلسطين المحتلة، سواء على صعيد الحكومة «الإسرائيلية»، أو على صعيد السلطة الفلسطينية، وتشير بعض القراءات إلى رغبة ظاهرة بتغيير القيادتين تمهيداً لإرساء معالم المرحلة النهائية، ما يجعل الأطراف الدولية تبحث عن بدائل أكثر جرأة في الاستجابة لمقتضيات الحل المطلوب، فربما مجيء طرف «اسرائيلي» أكثر راديكالية وأشد تطرفاً، مع مجيء طرف فلسطيني أكثر استغراقاً في الاستسلام وأكثر جرأة في الاستجابة يمثل أحد المسارات المقترحة.
أما الوجه الأكثر خطورة لمعالم أزمة المنطقة ربما يتمثل في انضاج صيغة التوافق الأمريكي – الإيراني، الذي خطا خطوات كبيرة وفاعلة في هذا السياق، والذي يستوجب أن تنعكس آثاره على المنطقة بأسرها، وسيمسُّ أطرافاً عديدة وكثيرة، وسيمسُّ الترتيبات المتوقعة على مستقبل سوريا، ومستقبل العراق، وكذلك وضع حزب الله والعلاقة مع الأطراف الفلسطينية وعلى رأسها حماس، لأن إيران ستعمد إلى توظيف كل ما لديها من أوراق لانتزاع أكبر قدر من المكاسب المتعلقة بإيران الدولة والنفوذ والمستقبل، وسيكون اللعب على مبدأ الموازنات، بين مصلحة إيران من جهة، ومصلحة أمريكا «وإسرائيل» من جهة أخرى.
اللاعبون الكبار لا ينظرون إلى الآخرين إلّا بمنظار أحجار رقعة الشطرنج، وتقتضي طبيعة اللعبة التضحية ببعض القطع، وبعض الأحجار الكبيرة أحياناً في البحث عن تعظيم المكتسبات أو تحقيق نسبة أعلى من النصر على صعيد حسابات كل طرف، ولا يجوز أن يخطر على بال من جعل نفسه ورقة أنه محصن من الحرق، أو أنه فوق قرار الاستغناء عن الخدمات في اللحظات الحاسمة.
نحن في الأردن بحاجة ماسة إلى استراتيجية وطنية واضحة تهدف إلى حفظ بلادنا ودولتنا ومؤسساتنا وأن ننجو من المحرقة في هذه المرحلة، وألا نكون حطباً فيها، وهذا يقتضي المسارعة إلى جملة من الحوارات الوطنية المسؤولة التي تحقق أكبر قدر من المشاركة، وأوسع مساحة من التمثيل، من أجل تحقيق هذا الهدف.

(الدستور 2015-01-20)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات