أسئلة ما بعد "القنيطرة"

تم نشره السبت 24 كانون الثّاني / يناير 2015 01:50 صباحاً
أسئلة ما بعد "القنيطرة"
منار الرشواني

رغم نوعية القتلى اللبنانيين والإيرانيين في الهجوم الإسرائيلي الأخير في منطقة القنيطرة السورية، إلا أن إسرائيل حرصت، من خلال التسريبات الإعلامية المبكرة على الأقل، على تأكيد دور "الصدفة" المحضة في حصد هذه العملية -التي أريد تصويرها بأنها "أقرب إلى الروتينية"- كل هذا العدد من قيادات حزب الله والحرس الثوري الإيراني. بل وخلافاً لكل التهويلات المعهودة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد بدت إسرائيل على حافة الاعتذار من إيران بالتأكيد على أنه لم يكن هناك معرفة مسبقة بوجود جنرال إيراني في الموكب المستهدف. فيما المنطق يفترض أن تلعب إسرائيل على وتر السؤال (الغريب في طرحه في الواقع) المتعلق بسبب وجود عسكري إيراني رفيع على الحدود السورية-"السورية!".
هكذا، يكون السؤال الأول الذي تثيره تلك المواقف التالية للعملية، هو عما تحاول إسرائيل إخفاءه عقب النجاح في تنفيذ هكذا عملية "نوعية". ولعل أوضح الإجابات الممكنة عن ذلك تتمثل في وجود اختراق جديد في صفوف حزب الله، بحجم اختراق مسؤول وحدة العمليات الخارجية للحزب، محمد شوربا، والموقوف منذ ما يقرب من أربعة أشهر، عقب إفشاله مجموعة من العمليات العسكرية.
أما السؤال الأهم فهو عن حقيقة إشعال جبهة الجولان المحتل منذ العام 1967، والذي لوح به بشار الأسد وحزب الله فقط عقب اندلاع الثورة السورية في العام 2011.
فمعروف للجميع أن سلام أربعة عقود على هذه الجبهة كان قرار نظام الأسد أباً وابناً. والسبب هو صيانة حكم العائلة، كما عبر عن ذلك بشكل جلي وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بتصريحه في شباط (فبراير) 2010، بأن "رسالتنا يجب أن تكون واضحة للأسد: عندما تقع حرب جديدة، لن تخسرها فقط بل ستخسر السلطة أيضا، أنت وعائلتك".
ومن ثم، فإن اتخاذ خطوات جدية من قبل إيران وحزب الله استعدادا لإشعال جبهة الجولان، يثير السؤال عما إذا كان الأسد قد قرر خسارة عرشه؛ طوعاً أو كرها، كونه سيكون فعلاً أول المستهدفين بالانتقام الإسرائيلي، لاسيما أن إسرائيل لم تعد تلتزم منذ الحرب 2006 بقواعد الاشتباك التقليدية المحددة المكان مع حزب الله في لبنان ذاته، فكان أن استهدفت البنية التحتية والمطار في بيروت، وشلت البلد ككل.
وحتى نقيض هذا السيناريو لا يبدو مبشراً لحزب الله؛ والمتمثل في انتصار إيران والحزب في الحرب السورية. إذ إن تهيئة جبهة الجولان يعني اعتقاد الطرفين بأن المرحلة التالية لهكذا انتصار ستكون تدخلاً إسرائيليا ضد الحزب المستنزف، بما يمنع أن تصبح محاطة بالإيرانيين من لبنان وسورية. ولتكون نهاية الحرب السورية، وفق هذا السيناريو، مجرد إعلان البداية لحرب جديدة أوسع وأكبر.
في كل الأحوال، يتجاهل حزب الله في استعداداته على جبهة الجولان الموعودة أن العامل الحاسم في تمكنه من هزيمة إسرائيل في جنوب لبنان، لم يكن عتاده العسكري ومقاتلوه، بقدر ما كان الحاضنة الشعبية في الجنوب ولبنان والعالمين العربي والإسلامي عموماً يوم كان مقاومة عابرة للطوائف، فيما الحزب اليوم يشارك في قتل السوريين، ويستقبل بحفاوة نوري المالكي الذي يُجمع شيعة العراق، قبل سُنّته، على طائفيته وفساده.

(الغد 2015-01-24)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات