السعودية والمرحلة الجديدة

تم نشره الأحد 25 كانون الثّاني / يناير 2015 01:55 صباحاً
السعودية والمرحلة الجديدة
ياسر الزعاترة

بخلاف الكثير من التكهنات التي أطلقتها بعض الدوائر الغربية، جاءت عملية انتقال السلطة في السعودية سلسة، ولم يلحظ المراقبون أي مشاكل تذكر، ، الأمر الذي يبدو طبيعيا في حالات الأسر الكبيرة والممتدة كما هو الحال في المملكة العربية السعودية.
وما لاحظه المراقبون هو حجم الاهتمام العالمي بالحدث المتمثل في وفاة العاهل السعودي، ومن ثم الترتيبات التالية، الأمر الذي يعكس في واقع الحال مستوى الأهمية التي تحظى بها المملكة؛ ليس في الحالة العربية وحسب، وإنما الإقليمية والدولية أيضا، وبالطبع بوصفها المُصدِّر الأكبر للنفط في العالم، فضلا عن مكانتها الروحية بالنسبة للمسلمين، ناهيك عن الأدوار الأساسية التي لعبتها وتلعبها في المنطقة، وحيث أصبحت اللاعب العربي الأهم .
اليوم يأتي الحكم الجديد في السعودية، وقد تخلص من الهاجس الذي حكم السياسة الرسمية طوال السنوات الأربع الماضية، فيما ورث هاجسا آخر لا يقل أهمية، مع إشكالات أخرى تتطلب الكثير من الحكمة للخروج بالمنطقة من أزمتها الراهنة.
وفي حين كان هاجس الربيع العربي هو الذي تصدر السياسة السعودية خلال السنوات الأربع الماضية، فإن ما جرى في مصر يجعل الأمر أقل إلحاحا بكثير مما كان عليه الحال سابقا، وبالطبع في ظل محور عربي تتصدره المملكة، ويمكن القول إنه لا يواجه الكثير من المخاطر الكبيرة، باستثناء التحدي الإيراني.
في السياق الأخير يبدو الأمر أكثر إلحاحا مما كان عليه من قبل في ظل اقتراب النار الإيرانية من الثوب الخليجي بسيطرة الحوثيين على اليمن، فضلا عن العراق وسوريا ولبنان، وفي ظل خطاب موغل في العداء من إيران حيال المملكة، حتى أن المراقبين يرون أن ما جرى خلال الأيام الأخيرة في صنعاء كان الرد الذي لوّحت به إيران ضد المملكة ردا على سياستها النفطية التي أدت إلى تدهور أسعار النفط على نحو أصاب طهران بالهستيريا.
من الواضح أن هذا الملف (الصراع مع المشروع الإيراني) هو الذي سيتصدر أجندة المملكة خلال السنوات القليلة المقبلة، وذلك إلى حين أن تقبل إيران بتسوية إقليمية تمنحها حجمها الطبيعي في المنطقة. وإذا كان حضور أردوغان لجنازة العاهل السعودي مثيرا للاهتمام، فإن فتح خط دافئ بين الرياض وأنقرة قد يعني تعاونا يفضي إلى تحجيم النفوذ الإيراني، لاسيما أن مصر لا تبدو في وارد المشاركة في المعركة ضد إيران كما يتبدى من السياسات الراهنة، في ظل ميل واضح من النظام إلى تحسين العلاقة مع طهران، مقابل مكاسب اقتصادية، فيما الثمن بالنسبة لإيران هو العمل على إعادة تأهيل بشار الأسد الذي يعتبر الركن الأكبر في مشروع التمدد الإيراني.
لن يكون الأمر سهلا بكل تأكيد، لكنه لن يكون صعبا أيضا، فالنزيف الذي تعانيه إيران على مختلف المحاور سيجعل إمكانية انتصارها مستحيلة، مهما طال أمد المعركة، وحتى إثارة القلاقل هنا أو هناك يمكن الرد عليها بدعم مجموعات جاهزة في الداخل الإيراني إذا اقتضى الأمر، مع العلم أن شيئا من ذلك بدأ يحدث خارج الأطر الرسمية العربية.
داخليا، يمكن القول إن ثمة حاجة إلى بعض أشكال التغيير، ومن عادة الحكم الجديد أن يفعل ذلك، ، ربما التفكير بشكل من أشكال الإصلاح السياسي بحسب ما تستوعبه الأطر الموجودة.

(الدستور 2015-01-25)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات