حقائق

دخل حلف شمالي الأطلنطي علي خط الخلاف المحتدم حول البرنامج النووي الإيراني، فالحلف حتي وقت قريب كان بعيدا عن هذه القضية ربما علي اعتبار أنها لم تصل الي درجة أن تعد مصدر خطر علي أمن واستقرار دول الحلف.
ولكن الأمين العام الحالي, رئيس وزراء الدنمارك السابق, أندرس فوج راسموسين, أعلن أن دول الحلف ستحمي نفسها إذا وجدت أنها مهددة جراء مضي إيران قدما في برنامجها النووي, وهو تصريح يعد الأول من نوعه، كما أنه يتعامل مع تهديدات واردة من البرنامج النووي الإيراني وليس التعرض مباشرة لتهديدات، فيمكن لدول من الحلف أن تري أن البرنامج النووي الإيراني قد وصل الي مرحلة من التطور بحيث أنه بات يمثل خطرا محتملا علي أمنها أو مصالحها، ومن ثم تفكر في القيام بعمل عسكري ضد هذا البرنامج,.
هنا نحن لا نتحدث عن ضربة عسكرية إسرائيلية أو حتي أمريكية بل نتحدث عن حلف شمالي الأطلنطي الذي يضم الدول الغربية الأكثر قوة ونفوذا وتقدما. في نفس الوقت جاءت كلمات المدير العام الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو حاملة قدرا كبيرا من الحسم في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني في الفترة المقبلة، فالرجل أكثر ميلا من سابقه محمد البرادعي في التعاطي بإيجابية مع تقارير الأجهزة الاستخباراتية، إضافة الي أنه يبدو أكثر ميلا للشك في نوايا إيران من خلال تأكيد أن تركيب العناصر المختلفة للمشاهد الجارية في إيران اليوم تدفع الي الاستنتاج أن البرنامج النووي الإيراني مبرمج لإنتاج السلاح النووي ـ في تقديري أن دخول حلف شمالي الأطلنطي علي خط الأزمة الإيرانية الغربية, والكلمات الحاسمة التي استخدمها المدير العام الجيد للوكالة الدولية للطاقة الذرية تشير الي انتقال مستوي التعامل مع البرنامج النووي الإيراني الي درجة متقدمة, وأنه ما لم تبادر القيادة الإيرانية بتغيير نمط تعاملها مع الدول الغربية في هذا الملف، فإن المخاطر سوف تتزايد في الفترة المقبلة باحتمال توجيه ضربات عسكرية لمواقع منتقاة في إيران بهدف تعطيل البرنامج النووي هناك, ودفع الأوضاع الداخلية الي حافة الفوضي الشاملة، وهو سيناريو يحمل بداخله مخاطر عديدة علي إيران وشعبها,، بل وعلي شعوب المنطقة بالكامل.
إinafie@ahram.org.eg