كيان الدولة ومنعتها واستقرارها وثباتها!

المدينة نيوز - يكثر هذه الأيام الحديث عن خطط الحكومة ببرنامج تفصيلي حسب توجيهات وتوجهات جلالة الملك.
نحن دولة تدخل القرن الواحد والعشرين، بعد تسعين عاماً من الاستقرار، والتقدم، والثبات. ودور القيادة في بلدنا هو ترسيخ دولة الاستقرار والتقدم والثبات، بتجنيد كل القوى الحية في مجتمعنا، ودفعها الى المعركة في مواجهة الفوضى الفكرية والنفسية والجهل والتخلف الاجتماعي.
نقرأ أحياناً لأكاديميين أن الأردن صار امارة عام 1946 وانه بسبب قرار الأمم المتحدة عام 1947، عقد عدد من الفلسطينيين مؤتمر اريحا وطلبوا توحيد الضفة الغربية في المملكة الأردنية الهاشمية!!. وشارك في هذا «الرصد» التاريخي نائب في مجلس النواب الأردني!!.
هذا ليس مهماً بالنظر إليه كقراءة متخلفة لتاريخ بلدنا، لكن ما يحيط بالأردن من تفاعلات القضية الفلسطينية، والتفافات إسرائيل على مشروع الدولة الفلسطينية، يجعلنا نتنيه إلى أسوار الأردن الكيان الراسخ، وإلى قلب الوحدة الوطنية المستهدفة. فحين قرر الاحتلال تدمير كيان الدولة العراقية، دمر الجهاز الإداري، والعسكري، والثقافي.. وأقام هياكل واشباح تولت سحق الروح الوطنية في الشعب بحرمانه من ماء الشرب، والكهرباء، والأمن الفردي، والعمل.. وكل ما وصل إليه العراق الغني الكبير!!.
إن تركيز الملك القائد على تنمية الطاقة ومصادر المياه والمشروعات الكبرى ليس مجرد اهتمام بمستوى المواطن وحياته، وإنما هو أولاً ترسيخ الدولة واستقرارها، وثباتها. فهناك دول فاشلة فعلاً، رغم أن لها رئيس ونشيد وعلم، ورغم انها قادرة على إثارة المشاكل في الإقليم الذي تنتمي إليه. وهناك دول مزدهرة فعلاً رغم شح الموارد الطبيعية، وحجم المشكلات الأمنية المحيطة بها، ومحدودية السكان والأرض.. وكل أسباب الفشل أو الازدهار تعود إلى رسوخ الدولة وثباتها وقيادتها واستقرارها.
وجود مخطط حكومي وبرنامج تفصيلي، أمر جيد، لكن الأهم هو كيان الدولة، ورسوخها، واستقرارها. ولعل الأهم في برامج التعليم والشباب والتربية الوطنية هو قراءة تاريخ الأردن الحديث منذ أن وضع عبد الله المؤسس اللبنة الأولى.. إلى أن وصلنا إلى .. عبد الله الثاني!.