انسوا الموضوع

تم نشره الخميس 25 شباط / فبراير 2010 12:54 صباحاً
انسوا الموضوع
جهاد الخازن

 إذا تفاوضت السلطة الوطنية مع اسرائيل من دون حماس قالت الحكومة الإسرائيلية إن السلطة لا تمثل كل الفلسطينيين، وإذا تفاوضت السلطة بعد مصالحة مع حماس قال الفاشست الإسرائيليون ان حماس لا تعترف بإسرائيل.

أقول: انسوا الموضوع. لا سلام مع هذه الحكومة الإسرائيلية، فهي حكومة مستوطنات وقتل وتدمير تضم رجال عصابات ونازيين جدداً ومتطرفين دينيين غارقين في خرافات كتبوها هم، وأزيد ان هذا ليس رأيي وحدي فالمسؤولون الفلسطينيون جميعاً، من الفصائل كافة، يقولون هذا في مجالسهم الخاصة، وقد حدثت قادة الفصائل الأساسية كلهم في الأسابيع الأخيرة ووجدتهم يختلفون على أشياء كثيرة إلا أنهم يتفقون على هذه النقطة.

في باريس سمعت وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر يقول للصحافي فريد زكريا في مقابلة عبر تلفزيون «سي إن إن» إنَّ حل الدولتين يفيد اسرائيل لأنها لا تستطيع أن تبقى يهودية وديموقراطية وهي تحتل أراضي الفلسطينيين، وكرر بيكر وهو يلوح بإصبعه ان الحل يجب أن يضمن أمن اسرائيل، ويأسف ان الفلسطينيين منقسمون ما يعرقل سير المفاوضات.

وكنت أفكر في من يضمن أمن الفلسطينيين، وانا في طريقي الى جناح أبو مازن في الفندق حيث نزلنا جميعاً، وحكيت له ما سمعت من بيكر، وهو قال ان الفلسطينيين سيذهبون الى القاهرة في الثاني من آذار (مارس) لاجتماع في مقر الجامعة العربية للبحث في «مفاوضات الجوار» التي يقترحها الأميركيون وسماع رأي لجنة المتابعة العربية في الموضوع.

مرة أخرى، المفاوضات لن تنتهي الى أي اتفاق، هذا إذا جرت، واخترت أن أعود مع الرئيس محمود عباس الى موضوع المصالحة الفلسطينية وما سمعت من الأخ خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، في دمشق هذا الشهر.

أبو مازن كرر لي ما سمعت منه على الهاتف، فهو رفض أي اجتماع قبل توقيع حماس ورقة المصالحة، وأصرّ، بل أقسم، إن المصريين لم يغيروا فيها حرفاً بعد أن وقعتها فتح. وقلت للرئيس ان الأخ أبو الوليد يقول انه واثق من انه لو جلس وأبو مازن وحدهما في غرفة مغلقة لخرجا باتفاق، وقال أبو مازن: هذا بعد التوقيع، وهو يلاحظ أن حماس وافقت على الورقة المصرية في 7/10/2009 ثم رفضتها في 17 من الشهر نفسه.

أبو مازن قال ان المصريين قدموا الورقة الى فتح وحماس مع التحذير: خذها (وكما هي) أو اتركها. والأميركيون هددوا السلطة وطلبوا عدم التوقيع، إلا أن فتح تجاوبت مع الوساطة المصرية ووقعت وبقي ان توقع حماس، ورفض أبو مازن استعمال الانقسام الفلسطيني حجة في عدم سير المفاوضات، وقال ان المفاوض ليس من فتح أو حماس بل هو منظمة التحرير الفلسطينية فهي التي وقعت اتفاقات أوسلو، وكل اتفاق لاحق، وهي التي تجري المفاوضات، وهو أكد أن أي اتفاق تتوصل اليه المنظمة مع اسرائيل سيعرض على الفلسطينيين في استفتاء فيكون القرار للشعب لا لأي مسؤول أو فصيل.

أبو مازن طالب بأن يكون الشعب حكماً في الخلاف مع حماس وكرر دعوته الى انتخابات، في حزيران (يونيو)، والطرف الذي يفوز بها يحكم الأراضي الفلسطينية كلها ويفاوض أو يقاوم.

وقلت له انني طرحت الموضوع مع الأخ خالد مشعل، وهو قال إن الانتخابات لا يمكن أن تكون حرة، ورجال حماس مطلوبون أو مطاردون، ولا يستطيعون تنظيم حملات انتخابية أو الانتقال من مكان الى آخر، وكان رد أبو مازن ان بالإمكان إجراء انتخابات حرة ديموقراطية، كالانتخابات السابقة، وبإشراف عربي ودولي، وتحدى حماس أن تقبل الاحتكام الى الشعب، وقال ان أنصارها يعقدون اجتماعات في الضفة ويصدرون بيانات وتصاريح باستمرار.

الخلاف الفلسطيني عذر لعدم السير في المفاوضات، والمسؤولون الفلسطينيون يقولون (وهذا رأيي أيضاً) ان بنيامين نتانياهو اشترط على إدارة أوباما، أو أرغمها عبر اللوبي اليهودي والكونغرس، أن تحل مشكلة البرنامج النووي الإيراني مدخلاً للمفاوضات والحل مع الفلسطينيين. والمسؤولون الفلسطينيون لا يستبعدون ضربة عسكرية اسرائيلية لإيران تجر اليها الولايات المتحدة وتقلب المنطقة كلها رأساً على عقب، وتبعد مشروع الدولتين عشر سنوات كما أبعدته الحرب على العراق لأسباب اسرائيلية ثم نفطية.

أبو مازن يقول: خيارنا المفاوضات ونعمل على أساس مبادرة السلام العربية، إلا أنه لا بد أنّه يدرك في قرارة قلبه ان المفاوضات مع حكومة الفاشست الإسرائيليين عبثية ولن تنتهي الى شيء، وإدارة أوباما أثبتت ان عندها الرغبة في حل إلاّ أن ليس عندها القدرة، بعد

أن كانت إدارة بوش ولا رغبة لها أو قدرة. غير أن النتيجة واحدة، وعلى الفلسطينيين والعرب ان يدرسوا الخيارات الأخرى، وفي حين ان الخيار المنطقي، أو البديل الأول، هو الحرب، فإنني لم أدعُ الى حرب يوماً ولا أدعو اليها اليوم؟

khazen@alhayat.com

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات