تربويون : التربية والتعليم هي المصنع لتكوين العقلية المجتمعية والفردية

المدينة نيوز:- ناقش المشاركون في مؤتمر "نحو استراتيجية شاملة لمحاربة التطرف...فرص التوافق الوطني وتحدياته" اليوم الاحد، اصلاح المناهج والعملية التربوية ومحاور تتعلق بتنقيح المناهج وقيم المواطنة المتساوية وحقوق الانسان في المناهج الدراسية وتوسيع المعرفة بالثقافات والاديان والمذاهب ودور العملية التربوية في تنمية الشخصية المستقلة والتفكير النقدي لدى الاجيال الشابة.
وقال وزير التربية والتعليم الاسبق الدكتور ابراهيم بدران الذي ادار الجلسة، ان التربية والتعليم هي المصنع الرئيسي لتكوين العقلية المجتمعية والفردية الى جانب الاعلام والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وافرازاتها.
واضاف ان البلاد العربية دخلت مرحلة لا تستطيع الاستمرار فيها في المواربة والتهرب من الاجابة على الكثير من الاسئلة، مؤكدا انه عندما نتحدث عن الارهاب والعنف فأننا نتحدث عن عقلية شكلت لتكون مستعدة للتجاوب والخروج عن القانون والدولة والاعراف الانسانية.
من جانبه، قال وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات ان التطرف والارهاب والغلو ظواهر عالمية وليست محلية سببها سيطرة الانظمة الشمولية في كثير من البلاد العربية وبلاد العالم الاسلامي وغياب التعددية وما افرزته هذه الحالة من ظلم واحتكار للرأي ومصادرة حق الاخر في حرية التفكير والتعبير.
واكد ان التطرف لم يدخل بلدنا عن طريق التعليم وانما دخل عن طريق الفضاء المنفتح ووسائل التواصل الاجتماعي ونقل افكار وممارسات خارجة عن مجتمعا من الداخل، مبينا ان حركة التغيير والتطوير في الوازرة ومناهجها لم تكن رد على احداث تمر بها المنطقة في اي يوم من الايام ولكنها تبنى وتعدل وفق معايير مستمدة من دستورنا وقانون التربية والتعليم الذي حدد فلسفة التربية في طريقة بناء الفكر ألسليم لتعزيز الانتماء الوطني وتعزيز الفهم الصحيح للإسلام للتصدي للغلو والتطرف والتكفير والارهاب وتحصين ابنائنا ضد هذه المفاهيم من خلال تعميق مفاهيم التسامح والاعتدال والوسطية والتعايش مع الاخر واحترام الاختلاف في الراي وصون النفس البشرية وحمايتها وفق ما جاءت به رسالة عمان.
وقال ان المناهج الاردنية هي افضل المناهج على المستوى الاقليمي وهي مناهج مبنية على اسس تربوية راسخة وفق نظريات تربوية عالمية المعايير وتراعي كل الجوانب التربوية والتعليمية للطالب وكانت وما زالت قادرة على بناء شخصية الطالب الاردني بجوانبها كافة.
واضاف ان المناهج الاردنية زاخرة بالمفاهيم التي تحث على الاعتدال والتسامح واحترام الاخر وقبوله وتتضمن كافة المباحث الدراسية بشكل تكاملي من الصف الاول الاساسي الى الصف الثاني عشر، مينا ان الوازرة تعمل حاليا على تطوير سياساتها واستراتيجياتها التربوية وتحضر لعقد مؤتمر اصلاح التعليم تتناول فيه كل محاور العلمية التربوية والتعليمية من تدريب المعلمين ومراجعة المناهج وتوظيف التكنولوجيا في التعليم وتطوير التشريعات وغيرها من المحاور لضمان افصل المخرجات التربوية.
وقال الدكتور الذنيبات ان الوزارة تعمل حاليا على تنفيذ برامج لامنهجية للتوعية والتثقيف للطلبة للتعريف بالمفاهيم الانسانية ومحاربة الغلو وافكار التطرف والحد من ظاهرة التسرب المدرسي وتشديد الرقابة على المدارس الخاصة ومنع الدراسة المنزلية وتأهيل معلمي التربية الاسلامية بالتعاون مع وزارة الاوقاف وتوظيف الاذاعة المدرسية لتعزيز مغاهيم التربية الوطنية وتنفيذ مشروع العمل التطوعي والثقافي" مدرستي وطني" خلال العطلة الصيفية.
واكد ان محاربة التطرف والغلو هي مسؤولية تكاملية بين اجهزة الدولة المتعدة والاعلام والاسرة والمجتمع وهي مسؤولية وطنية تهم كل فرد في الاردن الذي يعد بلدا ديمقراطيا يؤمن بالعدل والمساواة والتعددية والحرية وهو نصير لقضايا امته العربية والاسلامية.
واكد رئيس لجنة التربية النيابية الدكتورالنائب بسام البطوش " اننا بحاجة الى مزيد من الجرأة في المعالجة والتقديم دون ان نخشى على طلبتنا الابتعاد عن جوهر الدين، داعيا الى ضرورة التركيز على المنظومة التعليمية بكافة عناصرها سواء المناهج والطالب والمعلم والبيئة المدرسية وعلاقة المدرسة مع الاسرة والدولة ومؤسسات المجتمع المدني بشكل عام".
وقال ان محاربة التطرف والغلو والهجمة عليهما يجب ان لا تكون على حساب الاسلام المعتدل، مشيرا الى ما نشهده من هجمة عالمية على الاسلام من قبل مختلف وسائل الاعلام العالمية وقادة الرأي العالمي.
وتساءل عن اسباب الغاء مادة الثقافة الاسلامية كمتطلب اساسي في الجامعات رغم المطالب المستمرة ومنها النيابية لإعادة تدريس الثقافة الاسلامية في الجامعات وكمتطلب اجباري.
بدوره قال الاب حنا كلداني خوري كنيسة شهداء الاردن ان الاصلاح يبدأ في البيت والمدرسة مشيرا الى وجود اخطاء تاريخية في المناهج الاردنية تمثلت في الغاء التاريخ المسيحي العربي وتاريخ ما قبل الاسلام فيما تخلو المناهج كذلك من المبادرات التي قام بها مسيحيو الاردن.
واشار الاب كلداني الى عدم ذكر الاماكن المسيحية في القدس في المناهج الدراسية واقتصار ذلك على الاماكن الاسلامية وخلو مؤلفي المناهج ولجان الاشراف عليها من الشخصيات المسيحية وعدم تعريف الطلبة بالآثار المسيحية في الاردن.
من جانبه اعتبر الخبير التربوي الدكتور حسني عايش، ان المعرفة تسمو على العبادة، ودعا الى ضرورة التركيز على الفلسفة في المدرسة والجامعة لمكافحة التطرف انطلاقا من النزعة الفطرية للطفل والميل الطبقي عنده نحو المعرفة والتناقض ما بين ما يتعلمه في المدرسة والواقع الذي يعيشه والانفصام الذي يحدث عنده نتيجة هذا التناقض وحق الطفل والطالب الاساسي في التفكير بنفسه.
وقال ان غياب الفلسفة وتعلمها في المدرسة والجامعة يعني ايجاد خريجين متعصبين وغير متسامحين مع وجهات النظر الاخرى، فيما اعتبر ان التعليم الناقد مصدر الكمال الاخلاقي والمواطنة المسؤولة التي تسهم في تحقيق سبع فضائل هي فضيلة التواضع المعرفي وفضيلة الشجاعة العقلية والمعرفية والتقمص العقلي بالإضافة الى فضيلة التكامل والكمال وفضيلة المثابرة العقلية وفضيلة الايمان بالعقل الى جانب فضيلة الانصاف العقلي من خلال معاملة جمع وجهات النظر بصورة متساوية.
(بترا)