اختتام فعاليات مؤتمر نحو استراتيجية لمحاربة التطرف

المدينة نيوز :- اختتمت اليوم الاثنين فعاليات مؤتمر "نحو استراتيجية شاملة لمحاربة التطرف، فرص التوافق الوطني وتحدياته" الذي نظمه مركز القدس للدراسات السياسية واستمر ثلاثة ايام.
وحاول المشاركون في الجلسة الاخيرة التي ناقشت دور الحركات والتيارات الاسلامية في محاربة التطرف، الاجابة على اسئلة وعناوين من بينها: هل يمكن وضع جميع هذه الحركات والتيارات في سلة واحدة، وما مفهوم التطرف في خطاب هذه الحركات؟ اضافة الى مسؤولية الحركات الاسلامية في تبني وتعميم الثقافة المدنية في خطابها السياسي والفكري، وتنقيح خطابها بكل ما يمس مبدأ المواطنة المتساوية، وتبديد الغموض والمساحات الرمادية في مواقفها حيال الإرهاب ومنظماته، ودور هذه الحركات في استنهاض حركة التنوير الاسلامية في مواجهة يعض المدارس الفكرية الظلامية.
وقال مدير الجلسة الدكتور فايز الربيع ان من سمات التطرف، التعصب للرأي، حيث يؤمن المتطرف بانه على صواب والبقية على خطأ، من خلال الغلظة في الدعوة والنظرة التشاؤمية والاندفاع وعدم ضبط النفس والخروج عن القصد الحسن وعدم التيسير.
واضاف ان الارهاب يرتبط بالفعل عندما يتحول الى اعتداءات على الممتلكات او التهديد بالعنف والاعتداء على الحريات والارواح وتشكيل التنظيمات المسلحة لمواجة المجتمع والدولة ولا شك ان التطرف هو من مقدمات الارهاب، مينا ان الارهاب لا دين له من اية جهة تصدره دينية كانت أو غير دينية.
واستدرك قائلا" لا يمكن وضع جميع الحركات الاسلامية فكرا وتنظيما وممارسة في سلة واحدة، وإن كانت الحواضن الفكرية قد تتداخل فيما بينها".
وقال ان فكر الامام حسن البنا لا يكفر مسلما اقر بالشهادتين، الا ان هناك من يقول ان الجماعات المتطرفة خرجت من عباءة الاخوان المسلمين ومنهم ابن لادن وايمن الظواهري وحتى جاء من يقول ان ابوبكر البغدادي كان من الاخوان ثم غيرمنهجه.
ونوه الى ان هناك من ينكر على الاخوان فهمهم للوطنية ومفهوم الوطن والمواطنة، لافتا الى ان السلفية الجهادية تتبنى الجهاد كمنطلق للتغير ضد الحكومات والاعداء الخارجيين على حد سواء فالانظمة متجذرة ولا يمكن تغييرها سلميا مشيرا الى ان السلفية موجودة في بطون الكتب وقد حاولت السلفية الجهادية فرض بعض طروحاتها.
من جانبه قال المراقب العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين، سالم الفلاحات، ان الامة العربية والاسلامية تمر بظروف سياسية صعبة وقد اختلط الحابل بالنابل، واصبح قتل الابرياء وقطع الرؤوس يتم باسم الاسلام، والاسلام منه براء.
واشار الى ان الحركات الاسلامية تتحمل جزء من المسؤولية التشاركية مع الفعاليات الاخرى المعنية بمواجهة التطرف والارهاب وبخاصة فيما يتعلق بالجانب الفكري والثقافي والتحصيني للاجيال القادمة لان الغلو والتطرف فكري في البداية.
ودعا الى محاربة الارهاب كل الارهاب بجميع اشكاله وفي جميع المواقع والاتبعاد عن التصنيف الانتقائي للارهاب والصاقه بالعرب والمسلمين وجعله علامة مميزة لهم فقط.
وتابع يجب على القانون الدولي التطبيق وعدم الكيل بمكيالين، وافساح المجال للمفكرين الاسلاميين والقياديين في منابر التوجيه المختلفة والكف عن سياسة اقصاء الاسلاميين وحرمان المجتمعات المحلية والدولية من اسهاماتهم للوقوف امام الخطر الماحق.
ودعا الى تعميق ثقافة الفهم المتأني وتجنب التعميم والحكم المتسرع على الاشياء والمواقف وعدم تحكيم الانطباعات المتسرعة والمواقف المسبقة.
كما طالب بالحفاظ على حاضر ومستقبل الاجيال من التطرف بالاتجاهين من خلال بناء مناهج ثقافية وتربوية وتعليمية متنورة مبصرة على ايد عربية فكرية وعلمية وسياسية ومجامع فقهية وعلمية موثوقة غير مهتزة ولا منهزمة.
وقال امين عام المنتدى العالمي للوسطية المهندس مروان الفاعوري، انه آن الاوان لاتباع نهج الوسطية الذي يعظم القواسم المشتركة بين ابناء المجتمع، والذي هو بمثابة الطريق الثالث الذي يجب الاخذ به، بعيدا عن التطرف او الاستبداد.
واضاف ان الوسطية والاعتدال ومحاربة الغلو التطرف بمختتلف اشكاله، لا يعني التفريط بحقوق الامة،مستغربا استبعاد منظمات المجتمع المدني والفعاليات السياسية بالمشاركة في وضع استراتيجية موحدة لمكافحة الارهاب والتطرف.
بدوره قال ممثل المبادرة الاردنية للبناء "زمزم" الدكتور نبيل الكوفحي، ان المبادرة شعرت بالصدمة يوم امس، من الأحكام التي اقرتها جماعة الاخوان المسلمين بفصل عدد من قياداتها دون ان تسألهم او تتدرج في الحكم مؤكدا ان فصلهم فعل متطرف رافضا ممارسة الاقصاء للاخر.
وتابع ان دور الاسلاميين مهم في محاربة الارهاب، خاصة وان لهم مصداقية، الا ان الحركات الاسلامية تحتاج الى اعادة انتاج ثقافة الرسالة.
وقال ان على الحركات الاسلامية واجب بما حملت من تاريخ معتدل، الدعوة الى التسامح، مشيرا الى خطاب الحركات الاسلامية في محاربة الظلم الاجتماعي والاقتصادي، بالتسامح، وتجاوز الأذى.
وأشار الى ان منهجي اللغة العربية والشريعة الاسلامية، لا تغذي التطرف، لكن طريقة التلقين هي الخطأ، داعيا الى تنمية العقلية النقدية، فالاختلاف بين الناس رحمة.
بدوره قال الباحث في شؤون الحركات الاسلامية أسامة شحادة، ان الغلو في الاسلام مر على ثلاثة مراحل، أولها كان في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ومنها الرجل الذي اعترض على قسمة النبي في الغنائم وانكر ذلك الصحابة عليه.
أما المرحلة الثانية للتطرف في التاريخ الاسلامي فكانت أيام الخليفة الثالث عثمان بن عفان في زمن الخوارج وظهر ان ايد خارجية تتلاعب بهم امثال عبدالله بن سبأ وهذه قضية ستبقى الى اليوم، ان جماعات التطرف سيتم التلاعب بها دائما.
واضاف ان الخوارج يعانون من ضعف في العلم الشرعي الاسلامي، وهم لا يعترفون بالعلماء الاسلاميين.
وقال انه يلاحظ ان معظم قيادات داعش هي قيادات عسكرية سابقة وليست سياسية او علماء شريعة، وكذلك الأمر في تنظيم سيناء، الذي يقوده الضباط السابقون في الجيش والأمن المصري.
--(بترا)