عندما يكذب الرؤساء!!

المدينة نيوز- اذا صحت استطلاعات محطة سي. ان. ان ومعهد او. ر. سي التي انتهت الى ان ثلثي الشعب الامريكي لا يثقون برؤسائهم بدءا من جورج واشنطن وابراهام لنكولن حتى اوباما وسلفه ، فان هذا بحد ذاته بمثابة اعادة تصويت وبالتالي اسقاط لمن فازوا بالرئاسة على اختلاف الانتماء الحزبي ، يقول ثلثا الامريكيين ان النزاهة والصدق هما خارج البيت الابيض والادارات المتعاقبة.
فهل اضطروا لانتخاب الاقل كذبا بدلا من الصادق؟ والاقل سوءا بدلا من الجيد؟.
الامر نسبيّ بالضرورة سواء تعلق بالحكم على اخلاق الساسة والزعماء او على اي شيء اخر في الحياة ، لان مفهوم الانسان الكامل او المعصوم ليس ارضيا على الاطلاق وتاريخ البشرية هو بشكل او باخر تاريخ اخطائها لكن لماذا تعيد هذه الاستطلاعات الصادرة عن مؤسسات اعلامية واسعة النفوذ النظر حتى برؤساء سابقين منهم من يعتبر رائدا ومؤسسا كجورج واشنطن ومنهم من حرر العبيد كابراهام لنكولن؟.
الارجح ان هناك ازمة ثقة تفاقمت بين الناخب والمنتخب في امريكا ، خصوصا بعد ان اعلن الكثيرون عن خيبة املهم بمن علقوا عليه الامال. وظنوا انه سوف يجترح معجزات ويعيد المعادلات العرجاء الى وضعها القويم.
ان ما يثار الان حول منجزات الرئيس اوباما ومقارنتها بوعوده في التعبير ، يقدم قرينة واضحة لازمة الثقة التي تشمل باثر رجعي رؤساء راحلين ، فاوباما الذي مر اكثر من عام على توليه منصب الرئاسة لم يستطع الوفاء باول عهد قطعه لنفسه امام ناخبيه وامام العالم وهو اغلاق القلعة الكافكاوية السوداء المسماة غوانتينامو فضلا عن اخفاقه في وضع حد للصراع العربي الاسرائيلي وانهاء الملف الايراني النووي ، وثمة من يرون ان الصهيونية واللوبي الناطق باسمها في امريكا لوى عنق الرئيس وذراعه معا فلم يواصل موقفه الحاسم من مسألة الاستطيان في فلسطين.
ان اعادة قراءة التاريخ ومنه سير زعماء وابطال شأن معرفي بامتياز ، فقد توضح الايام ان من كان بطلا ذات يوم لم يكن في حقيقته سوى اسم حركي لآمال شعبية او مشجبا لاحلام المحرومين والمقهوين ، وحين يقول عدد لا يستهان من الامريكيين ان جورج واشنطن ولنكولن كانا يكذبان على الناس فهم يتخطون الحاجز التقليدي الذي يحرس الموتى من فقد الاحياء خصوصا في زمن لم تعد فيه خطوط حمر لاي شيء،.
وقد تكون الحقبة البوشية سواء ما تعلق منها بالاب او الابن سببا كافيا لخلخلة الثقة بين الامريكيين وما كانوا يتصورون بانه مقدس وممنوع من النقد فقد اكتشف الشعب المخدوع انه يساق وقودا لحروب لا تعنيه هي حروب مافيات النفط وتصفية الحسابات خصوصا بعد ان اكتشف العالم وفي مقدمته الامريكيون ان كل الذرائع الملفقة للحرب على العراق تساقطت واحدة بعد الاخرى مثلما تساقطت الاقنعة تباعا عن وجوه الجنرالات وتجار الحروب وسماسرة الاسلحة لم يخطر ببال لينين ذات يوم ان المعاول سوف تدمر تماثيله في اوزبكستان ولم يخطر ببال محر العبيد لنكولن ان احفاده سوف يضبطونه متلبسا بالكذب حتى وهو رميم،،.