نفايات الشمال الارهابية

غالبا ما تختار البلديات مناطق شرق او جنوب المدن للنفايات، للاستفادة من حركة الرياح كما يبدو..
ومن المصادفات السيئة ايضا ان بلديات الشمال العالمي اختارت شرق وجنوب العالم لنفاياتها من الاغذية والتبغ والادوية والنسيج والسلاح والثقافات والسياسات كذلك..
فبلدان العالم الثالث هي مختبر فئران حقيقي للعقاقير والامصال والادوية من كل نوع..
والقمح الامريكي الذي تقدمه الولايات المتحدة معونات انسانية برسم الابتزاز السياسي، هو القمح الذي يتجاوز المقاييس الامريكية للاستهلاك البشري الاشقر بعد عدة سنوات في صوامع المخزون الاستراتيجي الامريكي..
والتبغ الفرنجي المصدر ليس سوى بقايا الحقول المعالجة كيميائيا..
ويقال ان الشركات العالمية الكبرى التي تسيطر على زراعة الشاي والتبغ والبن في آسيا وافريقيا واميركا اللاتينية وبعد ان تقوم بتصنيف الانواع الجيدة وتصديرها الى الشمال تترك الباقي للمعالجة الكيميائية وتسويقه ضمن مئات الاصناف الرديئة المعلبة جيدا..
وبات معروفا كيف تقوم الدول المتطورة والمراكز الاقليمية المرتبطة بها بالتخلص من صناعاتها التقليدية مثل النسيج ونقلها إلى المناطق الحرة المجاورة حيث الايدي العاملة ارخص خاصة النسائية..
كما هو معروف ايضا ان المعونات العسكرية الامريكية للدول الصديقة في العالم الثالث هي عبارة عن الاسلحة التي تخرج من خدمة الجيش الامريكي وتظل صالحة للحروب الاهلية والاقليمية بما يخدم المصالح الامريكية..
ومن اسوأ النفايات الاخرى التي يتلقاها العالم الثالث، النفايات الثقافية والنفايات الأدبية والفكرية للمدارس التي تتآكل في الشمال الواحدة بعد الأخرى من البنيوية الى التفكيكية، والأخطر من كل ذلك النفايات الارهابية التكفيرية بعد تدوير واعادة انتاج محاكم التفتيش الاسبانية وفرسان الهيكل على شكل جماعات اجرامية من نمط داعش واخواتها…
(العرب اليوم 2015-03-15)