ديمقراطيات منزوعة الدسم !

تم نشره الإثنين 08 آذار / مارس 2010 02:36 صباحاً
ديمقراطيات منزوعة الدسم !
خيري منصور

المدينة نيوز- قد تصلح هذه الديمقراطيات لمجتمعات مترهلة أعاقت السُّمنة حركتها ، وحولتها البيروقراطية الى آلات ذات مفاصل يعلوها الصدأ.

انها وصفة لم يقترحها حتى الآن السّيد الانجلو ساكسوني للعالم ، وان كان الرئيس القادم من الجهة الأخرى والأشبه بجملة معترضة في كتاب البيت الأبيض قد اوحى بها.

الديمقراطيات "الدايت" أو منزوعة الدسم تصلح للترشيق وأحيانا لترشيد شهوة الالتهام ، التي لا يجيدها احد قدر القطط وهي تتلذذ بسادية بالفئران قبيل الاجهاز عليها ، وهذه ليست المرة الأولى أو الوحيدة التي نعود بها مجددا الى صفر الديمقراطية في التاريخ ، منذ شهدتها تلك الساحة الاغريقية في أثينا حتى جنازاتها الرمزية المتعددة في معظم آسيا وأفريقيا ، فالديمقراطية ليست قرارا ، وليست هواية ميسورة لمن يريدون تجريب أنماط الحكم ، انها حليب تربوي أولا وعاشرا ، وما لم يؤهل الناس لها بدءا من البواكير أو ما يسمى نعومة الاظفار تبقى مجرد مصطلح غير قابل للفك ، على تلك الطريقة الساخرة التي تحدث بها ارنست همنجوي عن الورقة من فئى الألف أو المليون دولار أضافت شعوب العالم الثالث المنكوب بالأوبئة والاستبداد والعمى المفاهيمي الى الديمقراطية قليلا من الدم ، تماما كام يضاف الحليب الى القهوة ، ونادرا ما عادت الديمقراطية المشردة الى قواعدها سليمة من الصناديق ، اذ سرعان ما تندلع أصوات هنا وهناك تشكك بها وتكون الحصيلة كما في العديد من النماذج المعروفة توائم بأسماء القتلى والجرحى والمعتقلين لأنهم متهمون بالتعامل مع الأجنبي ومع القوى المتربصة بالأوطان.

هذه المعزوفة لم تعد تطرب حتى من يعزفونها لأنها لحن نشاز في عصر لم يعد يقبل الحفلات التنكرية الا في مناسباتها بحيث يعود كل كائن بعد شروق الشمس في اليوم التالي للحفلة الى سحنته الحقيقية وصوته الطبيعي ، فالحصان يصهل والأغنام تثغو والغربان تنعق ، وما يكتب ويقال ويبث أرضيا وفضائيا على مدار الساعة بل اللحظة عن الديمقراطية باللغة العربية يزن أطنانا لكنه يراوح بين سؤال ناقص واجابة أشد نقصانا ، وهذا ما يفسر لنا حالة التخثر وتصلب الشرايين التي أصابت الواقع العربي منذ قرر أن يكذب على نفسه حتى يصدق،.

خاطرة ـ بقية

ورغم فضائل الميديا ووسائل الاتصال الا ان لها رذيلة لا يمكن تخطيها هي اتاحة الفرصة ذاتها لمن يضللون ويميلون مع حركة الريح ويبدلون ألوانهم بمهارة تفوق مهارة الحرباء ، ما دام الدافع هو ذاته ، وهو البحث عن النجاة والخوف المدفوع الى أقصى الهلع،.

وذات يوم - قد لا يكون بعيدا - سوف يدرك العرب كم خسروا بسبب غياب الحريات والشفافية ، رغم أوهام الربح العاجل ، وقد سبقنا ذلك الحكيم الذي اختصر المسألة كلها في حمارين ، أحدهما ينوء بحمولة الملح والآخر يبرطع لخفة الاسفنج ، وحين تورطا بقطع مستنقع ، ذاب الملح وامتلأ الاسفنج ، وتحول البكاء الى ضحك شامت ، مثلما تحول الضحك الى بكاء مالح،.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات