سيولة فائضة وفرص ضائعة

تم نشره الثلاثاء 24 آذار / مارس 2015 01:58 صباحاً
سيولة فائضة وفرص ضائعة
خالد الزبيدي

هناك تفاوت كبير في الأداء والربحية بين الشركات الاستثمارية في مختلف القطاعات، إذ غالبيتها تُسّير أعمالها بشكل مرض بعد ان استطاعت التأقلم مع المستجدات في ضوء الأزمة المالية العالمية، وتداعيات ما يسمى بـ « الربيع العربي»، وهناك شركات تعاني من شح السيولة، وأفضى ذلك الى رصد بدايات تعثر لعدد غير قليل من الشركات بما يهدد فرص العمل ودفع الأجور ورواتب العاملين لديها، وإبطاء مساهمتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
الراصد لأداء القطاع المصرفي والشركات المالية والصناديق وشركات عاملة يجد لديها سيولة فائضة، حيث عمد بعض الشركات الى تخفيض راس المال ورد مبالغ جيدة للمساهمين لضعف فرص الاستثمار وتباطؤ الاقتصاد بشكل عام، والأموال التي تم ردها للمساهمين اما تودع لدى الجهاز المصرفي، او الاستثمار في قطاعات اخرى أو زيادة الانفاق الجاري للمساهمين.
وفي نفس الاتجاه هناك شركات تعاني تباطؤ التدفقات النقدية، وشح السيولة، علما بأنها شركات عاملة منتجة ولديها موجودات جيدة لكنها غير قابلة للتسييل، وان قدرتها على زيادة رؤوس اموالها صعبة وتحتاج الى معالجة جراحية للمحافظة عليها كوحدات عاملة توفر فرص عمل وترفد الخزينة بالإيرادات، والمشاركة في عجلة التنمية.
وهذه الشركات تحتاج لمعالجة كل واحدة على حدة، والاحتكام الى معيار التثبت من قدرتها على الاستمرار، والبحث في أفضل السبل لتمكينها من الحصول على تمويل كاف بكلف أموال معتدلة، خاصة أن الحصول على التمويل المصرفي وفق المعايير السائدة من حيث الكفالات وسلامة والتدفقات النقدية صعب المنال.
مع غياب قانون فعال للسندات، وعدم دخول قانون الصكوك الإسلامية حيز التنفيذ كما في معظم الدول التي تستثمر في هذه الأداة التمويلية الرائدة، واقتصار التمول على الجهاز المصرفي الأردني بكلف عالية ووفق سياسات التشدد في منح الائتمان السائدة، فإن معاناة الشركات المعسرة ستبقى وقد تتفاقم مع غياب المعالجات الحقيقية لهذه الشركات، ومعها سيتم هدر الآلاف من فرص العمل، وترتفع معها معدلات البطالة والفقر، وهما من أكبر التحديات التي تواجه الاقتصاد والمجتمع الأردني.
البنك المركزي طرح صيغ مهمة لتشجيع البنوك المرخصة لزيادة تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وقد حققت نجاحا كبيرا، ومن المتوقع أن تحرز هذه الصيغة نجاحات اضافية خلال العام 2015، كما اطلق ترتيبا مع البنوك لتمويل الشركات الصناعية بمبالغ كبيرة إلا أن استخدامها لم ينجح كما يجب، والحاجة تستدعي إعادة البحث لمعرفة الاسباب الحقيقية لضعف جدوى تمويل القطاع الصناعي.
توظيف السيولة الفائضة وهي بمليارات الدنانير في مشاريع قائمة هو التحدي الكبير امام الاستثمار في البلاد، وان تجاوز هذه المعضلة سيؤدي الى تحسين حركة الاستثمار والاقصاد على الكلي.

(الدستور 2015-03-24)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات