الطرف الثالث

أزعم أن غالبية حوادث السير يتسبب بها طرف ثالث يكمل طريقه وكأن شيئا لم يحدث.
تسير وفق السرعة القانونية ملتزما بمسربك، فجأة تتقدم نحوك سيارة مسرعة، وبحركة لا إرادية تحرك مقود السيارة للابتعاد عن هذا الذي هاجمك بسيارته، وإذ بك تصطدم بسيارة أخرى. ويمضي ذلك المتهور في حال سبيله دون أن يلتفت إلى الخلف، وهو الذي خالف القانون بزيادة السرعة وتغيير المسرب بشكل مفاجئ.
تنتظر رقيب السير ليحدد من صاحب الحق ومن المتسبب في الحادث.
رقيب السير أمامه طرفان، ولن يستمع لشكاوى الطرف المتسبب بأن سيارة ثالثة هجمت عليه فانحرف لا إراديا لتلافي حادث أخطر.
جواب رقيب السير أن أمامه طرفين، وأن صاحب الحق يجب أن يحصل على حقه من المتسبب، ثم أين هي السيارة الثالثة؟
بما أن الكاميرات أصبحت تغطي معظم شوارع العاصمة، وبما أن مديرية الأمن العام تمتلك غرفة عمليات يمكنها مراقبة معظم شوارع عمان، هذا ما نراه على شاشة التلفزيون الأردني حينما يزور الملك المديرية أيام الثلج، فقد أصبح بالإمكان التعرف بسهولة على الطرف الثالث.

(السبيل 2015-03-31)