التراجع عن الخطأ فضيلة

المدينة نيوز- حالما سمعنا عن نوايا لإعادة الجمارك على سيارات الهايبرد سارعنا في هذه الزاوية لتوجيه نداء للحكومة بإمهال السوق عاما آخر. لكن مع الأسف
“ما ردّوا علينا”، مع أن هذا الرأي بدا لي قويا ومقنعا وتلقيت كثيرا من ردود الفعل الإيجابية. وقد تابع زملاء كُثُر التأكيد على وجهة النظر نفسها، لكن يبدو أن الحكومة كانت تفكر في شيء واحد لا تستطيع ان تعطي اعتبارا لغيره وهو توفير القروش للموازنة.
طبعا هناك رأي آخر يقلل من شأن تلك السيارات وفعاليتها ويتحدث عن عيوبها، ومن الصعب تبين ما هو موضوعي وما هو صدى لمصالح أخرى. وهناك الادّعاء الآخر بأن المستهلكين استغلّوا فرصة الجمارك المخفّضة لاستيراد سيارات المحركات الضخمة من هذا النوع من الولايات المتحدة وهو ما يفسد الهدف المقصود بتوفير الوقود ويضيع المال على الموازنة، والردّ طبعا هو بعمل تمايز لصالح السيارات ذات المحركات المتوسطة والصغيرة، لكن الحجّة هنا ان ثمّة ضغوطا أميركية لا تقبل التمييز ضدّ المحركات الكبيرة التي تميز السيارات الأميركية، وهذه أيضا حجّة غير مقبولة فهناك مصلحة وطنية وليصنع الأميركان محركات صغيرة بأسعار منافسة بدل أن نتكيف نحن مع رغباتهم. لم تهتم الحكومة كثيرا بشرح وجهة نظرها ويبدو بالمختصر أن احتياجات الساعة غلبت حسابات المدى الطويل، ولا يبقى لنا إلا أن نقول للحكومة إذا راودتها لحظة شك في قرارها “المتسرع” أن التراجع عن الخطأ فضيلة.
الذين لا بواكي لهم
وقبل يومين قرأت خبرا يدفعني لتوجيه نداء آخر يخصّ المواطنين من القطاع الخاص أصحاب المطالبات المالية من العراق. فالتصريح يقول إن متابعة هذا الموضوع مجمّدة بسبب تلكؤ الجانب العراقي، وسنبقى بانتظار قدوم وفد منهم لفتح الموضوع. ولا بدّ أن الخبر أحبط هؤلاء الناس ودمّر معنوياتهم، وأنا اعرف معاناتهم بل إنني أعاني كشريك لهم اذ يستجيرون بي وبغيري كل ساعة وكل يوم، وصاحب الحاجة أرعن كما يقال ومن هؤلاء من دمرت بيوتهم وحجز على عقاراتهم وأمل حياتهم معلق بالحصول على حقوقهم، وقد يطول انتظار تجاوب الحكومة العراقية إلى الأبد فلماذا لا تقدم الحكومة على خطوة حازمة وجريئة باستخدام الأموال العراقية المجمدّة عندنا ولدينا قانون يسمح بذلك.
العمارة المصرية
هل تذكرون مسلسل انهيار العمارات في مصر! كان ذاك من ملامح عصر الانفتاح والأصح الانفلات اللاأخلاقي للجشع وشهوة الإثراء، فتكاثرت المشاريع الإسكانية التي تغش في الموادّ وفي الكميات وتتجاوز المخططات وتضاعف الطوابق لينهار كل شيء على رؤوس العائلات البائسة. ها أن أول حادثة من هذا النوع أول من أمس في بيادر وادي السير تقطع سيرة مشرفة للبناء في الأردن. ونداؤنا إلى الجهات الحكومية ونقابة المهندسين أن تأخذ على الفور الدرس لجعلها أول وآخر الحوادث من نوعها.