ما بعد "عاصفة الحزم"

تم نشره الخميس 02nd نيسان / أبريل 2015 01:37 صباحاً
ما بعد "عاصفة الحزم"
د. موسى شتيوي

مضى أسبوع على انطلاق "عاصفة الحزم"، بقيادة السعودية ومشاركة عدد كبير من الدول العربية. الحملة العسكرية هدفت إلى إضعاف أو القضاء على القدرات العسكرية للحوثيين، وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يتمتع بنفوذ كبير، وتدين له غالبية الجيش اليمني بالولاء. وقد شعرت السعودية بالخطر، نتيجة سيطرة الحوثيين على اليمن، وعدم احترامهم للاتفاقات السابقة مع أطراف المعادلة السياسية. وهذا مفهوم؛ إذ إن سقوط اليمن في أيدي قوى معادية للسعودية يشكل خطراً وتهديداً للأمن الوطني السعودي. وأكثر ما يقلق السعودية في هذا السياق هو الارتباط الوثيق بين الحوثيين وإيران، وبما يأتي أيضاً باعتباره جزءاً من بسط النفوذ الإيراني في المنطقة، وبخاصة في العراق وسورية ولبنان.
وهناك عامل آخر قد لا يقل أهمية؛ على الأقل بالنسبة لتوقيت العملية، وهو المحادثات الإيرانية مع دول "خمسة زائد واحد"، والتي اقتربت كثيراً من الاتفاق على الملف النووي الايراني. وقد أرادت السعودية أن تبعث برسالة مزدوجة: لأميركا، تعبيراً عن عدم رضاها عن الاتفاق، وقلقها من أن يشكل ذلك تحولاً بالسياسة الأميركية، وما قد يترتب على ذلك من تراجع مكانة المملكة بوصفها حليفاً استراتيجياً لأميركا. والثانية، لإيران من حيث أن السعودية لا تقف مكتوفة الأيدي أمام التوسع الإيراني بالمنطقة، واستباقاً لأي تفاهمات لتقاسم النفوذ في المنطقة بين إيران والولايات المتحدة بعد الاتفاق.
لكن قد يكون هناك سبب ثالث يفسر "عاصفة الحزم" على اليمن، وهو شعور العديد من الدول والسعودية منها بعدم قدرتها على التصدي للنفوذ الإيراني في سورية والعراق؛ لاسيما أن الحرب على الإرهاب، وبالأخص على "داعش"، من مصلحة الدول العربية المنخرطة بالتحالف، وإن هزيمة "داعش" في العراق وسورية تخدم النظامين السوري والإيراني أيضاً، وليس الدول المجاورة لهما فقط.
المهم في هذا السياق هو وجود خطة واضحة للتعامل مع الأزمة اليمنية حتى النهاية؛ لأنه ليس من المتوقع أن تحقق الضربات الجوية النتائج العسكرية المطلوبة، وبما قد يتطلب الانخراط في حرب برية في اليمن؛ فمن هي الأطراف التي تشارك بها، وما النتائج التي يمكن أن تترتب على ذلك عسكرياً وسياسياً؟ لا يبدو أن هناك أجوبة كافية عن ذلك حتى اللحظة.
الأزمة في اليمن وسورية والعراق هي أزمات سياسية. وعليه، فإن الحلول النهائية لهذه الأزمات يجب أن تكون بالضرورة سياسية. أطراف النزاع تلجأ إلى استخدام القوة لتعزيز مواقفها التفاوضية أو السياسية، لكنها لن تكون قادرة على حسم الأمور لأي طرف. ما نراه الآن هو الكثير من استخدام القوة والقليل من السياسة، وما نحتاجه هو العكس تماماً؛ اللجوء للسياسة والحوار للوصول لتفاهمات تحفظ حقوق ومصالح الجميع. وبما أن إيران حاضرة وبقوة في العديد من مناطق الصراع، فلا بد في لحظة ما للأطراف المتنازعة؛ سواء كانت محلية أم اقليمية، من الجلوس على طاولة المفاوضات للتفاهم. بعكس ذلك، سندخل مرحلة من النزاع العسكري والسياسي الذي بدأ يأخذ منحى طائفياً أو مذهبياً، وستدخل المنطقة في أتون حرب طاحنة طويلة الأمد، تحصد مئات الآلاف من الأرواح، ولا نعرف متى وكيف تنتهي.

(الغد 2015-04-02)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات