إسرائيل تعرّي أمريكا
المدينة نيوز- الواضح ان حكومة اسرائيل اليمينية معنية بفضح المستور الامريكي وكشف عورة ادارة الرئيس اوباما وحرمانها من اي هامش للمناورة او التكتيكات السياسية القائمة على تخدير الفلسطينيين والعرب بشعارات الرغبة في السلام،،.
وقد قصدت الحكومة الاسرائيلية توجيه صفعة لنائب الرئيس الامريكي بايدن الذي اعتبر العودة للمفاوضات غير المباشرة ، انجازا امريكيا وجاء الى المنطقة لتعزيزه لكن اسرائيل ردت على ذلك بقطع الطريق امام اية مفاوضات مباشرة او غير مباشرة واغلاق كل منافذ الحلول بارادة امريكية بعد ان احتكرت امريكا وحدها رعاية التسوية التي يفترض انها استجابة لارادة دولية وقرارات الشرعية العالمية وليس بامركتها كما هو الحال،،.
وقد قصدت اسرائيل ان تعلن عن التوسع في مشاريعها الاستيطانية في الساعات التي كان يزور فيها نائب الرئيس الامريكي اسرائيل والاراضي المحتلة ، وبالتالي لم يكن امام الرئيس الفلسطيني الا ان يعلن استحالة البدء في مفاوضات مباشرة او غير مباشرة التي ارادت اسرائيل استغلال الموافقة الفلسطينية والعربية عليها مؤخرا من اجل تكريس التوسع في الاستيطان،،.
وقد تكون اسرائيل غير راضية عن التوجه الامريكي فيما يتعلق بمعالجة الموضوع الرئيسي في نظر اسرائيل وامريكا وهو المشروع النووي الايراني حيث يبدو ان اسرائيل لا تقبل اقل من شن حرب مدمرة ضد ايران وانهاء وجودها النووي والعسكري تماما كما حدث في العراق وهو ايضا يضعف المنطقة ويربكها لتظل اسرائيل القوة الوحيدة بلا منازع بالاضافة الى رهان اسرائيل على ان ضرب ايران ينهي اي شكل من اشكال المقاومة والممانعة في المنطقة.. الخ.
اذن اسرائيل تتعجل انهاء ايران ولا يعنيها ان تحرج امريكا او لا تحرجها ولا يعنيها ان تضعف السلطة الوطنية الفلسطينية وخط الاعتدال العربي كما لا يعنيها الاستمرار في المتاجرة بالتسوية والمضي في مبادرات وحلول لحفظ ماء وجه امريكا ومعها العرب،،.
ولا يخفى كذلك ان اسرائيل تقصد تحجيم الرئيس اوباما وادارته وحرمانه من اتباع اسلوب ناعم لخدمة اسرائيل وهي مصرة على ان تعود معادلة العلاقة الامريكية الاسرائيلية الى سابق عهدها في ظل ادارة بوش الابن وحكم جماعة اليمين المحافظ المتصهينة التي كانت وراء احتلال العراق والحرب الوقائية واستباحة المنطقة وتفكيك اقطارها لتدمجها في المشروع الشرق اوسطي الكبير او الجديد،،.
وقد نحجت اسرائيل والصهيونية العالمية في فرض تراجعات على اوباما واسقطت كل وعوده بالعمل من اجل تسوية ومن اجل علاقات طبيعية بين الغرب والاسلام ، كل ذلك لا يرضي اسرائيل ، لذلك فهي تندفع اكثر من اي وقت في ترجمة ما تريد بعكس ما يريد ترجمته اوباما ولو لفظيا او شكليا او ظاهريا ، وتحرمه من اي هامش للمناورة وتفرض ما تريد بامتلاكها القرار الامريكي ، وكل ما عدا ذلك تفاصيل.
