خطبة الجمعة المقترحة : حوادث السير

المدينة نيوز - نشرت وزارة الاوقاف محاور خطبة الجمعة المقترحة وموضوعها حوادث السير .
وجاءت كما يلي :
محاور مقترحة لخطبة الجمعة بتاريخ 3/4/2015م
بعنوان "حوادث السير"
• إن إحصائيات معهد المرور الأردني تشير إلى وقوع 107861 حادثاً نتج عنها وفاة 768 شخصاً وجرح 15954 جريحاً وخسائر مادية كلفت 259 مليون دينار أردني وذلك عام 2013م.
• إن نتائج حوادث السير من قتلى وإصابات وخسائر نفسية ومادية تدعونا للوقوف صفاً واحداً لإيقاف هذه المجازر والمصائب التي ترتكب بحق الإنسان في بلادنا ، فكم من طفل بريء ينتظر عودة والده بكل شوق يفقد والده ويسرق بسمته طيش سائق متهور ، وكم من أسرة مستورة قضى معيلها بحافلة مسرعة لتعيش في أجواء من الضنك والفقر والشدة، وكم من سليم منتج يعمر الأرض بعمله أمسى بفعل حوادث المرور قعيداً لا حول له ولا قوة ليدرج على لوائح أصحاب الحاجات الخاصة.؟؟
• إن حوادث المرور تلحق أضراراً بالفرد والأسرة والمجتمع والدولة على حد سواء فنتائجها أيتام أبرياء فقدوا معيلهم وشباب أقوياء خسرتهم أمتهم وشيوخ ضعفاء قتلوا ونساء عفيفات ترملن وأوقات قد هدرت وطاقات قد عطلت وأموال في الدواء والعلاج أنفقت.
• جاء الإسلام ليحفظ الضرورات الخمس وأولهن الحياة فحرم إزهاق الأرواح والتعدي على حياة الإنسان بأي شكل كان ورتب على ذلك حدوداً وعقوبات قال تعالى: ( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)المائدة 32 ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لزوال الدنيا أهون على الله تعالى من قتل مؤمن بغير حقّ) رواه ابن حبان وإن النبي صلى الله عليه وسلم: ( يأتي المقتول يوم القيامة متعلقاً رأسه بإحدى يديه متلبباً قاتله باليد الأخرى ، تشخب أوداجه دماً حتى يأتي به العرش فيقول المقتول لرب العالمين : هذا قتلني فيقول الله عز وجل للقاتل: (تعست) ويذهب به إلى النار). رواه الترمذي.
• وكما حفظ الإسلام حياة الإنسان حفظ عقله وماله وعرضه فحرم الإساءة إليه والاعتداء عليه عمداً أو خطأً ، ونهى عن ترويع الآمنين المطمئنين فقال نبي الهدى والرحمة عليه الصلاة والسلام: (لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً) رواه الطبراني والحاكم وابن ماجة وليس هناك ترويع أشد فزعاً وهولاً من خطر السرعة الزائدة عن حدها .
• أوجب الإسلام حرمة المال و الاهتمام به وعدم تمكين السفهاء منه فقال تعالى: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً) سورة النساء5 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم موصياً في حجة الوداع : (إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا)رواه ابن ماجة وقال عليه الصلاة والسلام : (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)رواه ابن ماجه.
• لقد كرم الله عز وجل الإنسان فخلقه بيديه وبث فيه من روحه وأسجد له ملائكة عرشه وسخر ما في الكون له فقال تعالى : (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ) الإسراء 70. و سخر الله تعالى وسائل النقل والانتقال وحمل الأمتعة والأثقال من سفن وطائرات وقطارات وسيارات وغيرها كما سخر الأنعام والكائنات فقال سبحانه : ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس) النحل 5 ــ 8.
• وفي هذا المقام ينبغي أن نتذكر أمراً يقع فيه أكثر الناس بعد وقوع حوادث المرور فينسبون الأمر إلى القضاء والقدر ويتغافلون عن كونهم هم من تسببوا في الحادث ، ونقول لمن تذرع بالقضاء والقدر ليعلل خطأه ويبرأ نفسه إن الله لم يأمرك أن تسرع في القيادة ولا أن تهمل صيانة المركبة بل أمرك أن تتقيد بقواعد السلامة وأن تحتاط لسلامتك وسلامة الآخرين فالقضاء والقدر لا يعفيك من مسؤولية ما فعلت واقترفت .
• ينبغي للمسلم أن يراعي آداب الطريق فيقود حافلته بتأن ولا يفرط في السرعة، ولا يزعج الناس ولا يؤذيهم أثناء سيرهم في الطرقات العامة بالأنوار المبهرة أو الأصوات المزعجة وينبغي أن يكون السائق هيناً لين الجانب متسامحاً مع أخيه المسلم قال تعالى : (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً) الفرقان 63، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للناس في الحج وقد دفعوا من عرفات إلى مزدلفة :( أيها الناس : السكينة السكينة) ابن ماجة.
• ومن آداب المرور عدم إغلاق الطرق وخاصة ما نشهده من تزاحم السيارات عند بعض المساجد فلا يجوز أن نغلق الطرق حتى ولو وقفنا للصلاة وليكن وقوفك في الأماكن المخصصة.
• ومن الواجب التقييد بقواعد المرور وذلك من باب قوله تعالى : (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) النساء59.