هل تتراجع واشنطن عن مساعي السلام؟!

كان المحلل الذكي يتصور ان اعلان خطة انشاء مستوطنات جديدة كبيرة، لدى وصول نائب الرئيس الأميركي، تستهدف الفلسطينيين!!. فنتنياهو يريد ان يقول لهم: لا تتصوروا أن الاميركيين يمكن ان يقدموا لكم شيئاً.. لا الرئيس أوباما الذي نفش ريشه في القاهرة، ولا نائبه الذي يتصور انه أوفى أصدقاء اسرائيل في واشنطن!!.
نتنياهو يريد ان يقول للفلسطينيين نحن فقط نعطي.. لا الاميركان ولا الاوروبيين ولا أشقاءكم العرب!!.. وعليكم ان تتوجهوا لنا فقط!!.
طبعا قد يكون هذا هو الهدف من الاعلان عن مستوطنات جديدة كلما جاء مسؤول أميركي الى المنطقة. لكن الصورة تبقى أشد قتامة اذا كان الاسرائيليون يتحدون اميركا واوروبا، ويتحدون العرب في مثل هذه المفاجآت. فالحقيقة ان محمود عباس وطاقمه التفاوضي كانوا يتحدثون كثيرا مع رئيس الوزراء اولمرت.. مع ان حكومته كانت تمارس الاحتلال، وتمارس القتل والحصار وتبني الجدران والمستوطنات وتقيم الحواجز. فلماذا تضع السلطة الوطنية شروطها على نتنياهو الآن. وهل الائتلاف الليكودي. يختلف فعلاً عن ائتلاف كاديما؟!.. هل يختلف نتنياهو عن ارئيل شارون؟!.
- ماذا نتوقع؟!.
نتوقع ان يقرر وزراء الخارجية العرب سحب مساندتهم للتفاوض غير المباشر الذي طلبه محمود عباس.. اذا تراجع الرجل عن ذلك.. بعد قصة المستوطنة والف وستمائة وحدة سكنية، ووحدات اخرى في القدس!!. ومن غير المستبعد ان ينتقل قرار وزراء الخارجية الى القمة العربية في طرابلس. فالمطلوب هو وضع الولايات المتحدة واسرائيل في مواجهة بعضهما، مع ان ذلك لا يؤدي الا الى تراجع جديد لادارة اوباما.. بعد التراجعات الكثيرة!!.
- هل يريد العرب دفع الادارة الاميركية الى قبول العناد الاسرائيلي، ورفع يدها عن مساعي السلام وعن الدور الاميركي في حل الدولتين؟!.
- قد يكون هذا هو الهدف. ومعنى هذا ان العرب يقبلون المواجهة الاسرائيلية. فبعد فشل اميركا لن يبقى شيء. الا قبول العرب للصدام المباشر.
- هل يفعل العرب ذلك؟!.
- .. نتمنى!!.