متنزهون: الامن يوفر مناخات للاستمتاع بالطبيعة الخلابة في جرش
المينة نيوز:- مع ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة بدأ آلاف المواطنين بالتوافد على غابات سوف ودبين ومحمية الغزلان وغابة الأرز في محافظة جرش، للاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي تغطي المكان وتمده بالإبهار.
فجرش مع بدء فصل الربيع، باتت لوحة من الجمال والبهجة، تكسوها لوحة تلهم الشعراء، وتفتح الخيال الخصب للرواة والقاصين والمبدعين لوصف الإبداع الالهي الذي يذيب الهم عن النفس ويشرح الصدر ويترك الأمل بأن على هذه الارض ما يستحق الحياة.
وقد غدت جرش اليوم، وهي تكتسي حلتها من اعلى قمة فيها بجبل المنارة في سوف، وحتى اخفض منطقة عند بحيرة سد الملك طلال، كعروس في ليلة زفافها، أو كليلة قمرية اكتمل بدرها، يزيدها جمالا الماء والخضراء والإطلالة البهية وخرير الماء المتدفق من الينابيع ينساب بالجداول بين الحقول.
محمد عقل من ابناء العاصمة اختار أن يقضي وأسرته يوم العطلة تحت ظلال أشجار غابات دبين، فحزم امتعته باكرا ليستغل كل ساعة هناك، يقول "لبترا"، "ان المكان لوحة ربانية غاية في الجمال.. جئنا بعد اسبوع شاق من العمل للترويح عن انفسنا وابنائنا الذين يقضون اسبوعهم داخل الشقق والاحياء المكتظة بالسكان، فهذه فرصة للتمتع بالطبيعة وجمالها بعد فصل الشتاء الذي انعم الله علينا به بالخير العميم من الامطار والثلوج".
خالد يوسف الذي يقطن العاصمة عمان، يؤكد أن "ازدحام العاصمة وضوضائها وارتفاع درجات الحرارة، يدفع به وأسرته لقضاء أيام الجمعة والعطل الرسمية في المناطق الجبلية الباردة"، معتبرا أن أفضل هذه المناطق محافظة جرش التي تتمتع بـ "نكهة سياحية خاصة تتوفر فيها عيون المياه والغابات الطبيعية فيها".
ويرى أن غابات دبين الكبيرة والمتشابكة، تتيح للفرد فرصة التأمل وإخراج ما في نفسه من ضغوطات جمة تولدها الظروف العملية والأسرية ومتطلبات الحياة الصعبة، منوها إلى أنها "آمنة وتتوفر فيها أماكن مناسبة للعب الأطفال وممارسة هواياتهم المتعددة".
زياد الناصر من ابناء المنطقة قال، ان نعمة الامن والامان التي ينعم بها وطني مدعاة لحركة سياحية محلية نشطة لما يشعر به المواطنون انّى ذهبوا في الغابات التي تعد جرش من ابرزها دون ان يعكر صفوهم احد او يساورهم شك بأن هناك خطرا قد يداهمهم.
ويضيف ان "هذا المشهد الذي نراه امامنا في ظلال الاشجار وعلى جوانب الطرق حيث الآلاف من العائلات تمارس طقوس الاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة بكل طمأنينة وراحة بال وهدوء فرصة لا تعوض للترويح عن الأسر".
الناطق الاعلامي لجمعية اعلاميون من اجل السياحة والبيئة الزميل حسني العتوم قال، ان المتعة التي يجنيها زائر المناطق الجرشية هذه، هي نتيجة لما توفره من أجواء تفيض بعناصر الجمال الأخاذة واعتدال في درجات الحرارة، يرافقه توفر الخدمات العامة المختلفة.
واضاف ان الجمعية تعمل وبالتنسيق مع وزارة السياحة والجهات المعنية في المحافظة لتطوير المناطق التي يرتادها المصطافون من خلال عمل ممرات اضافة في الغابات لاستيعاب الاعداد المتنامية لروادها كل عام وتوفير ساحات لوقوف السيارات والحافلات وملاعب للأطفال ومقاعد ومظلات واستراحات توفر الوجبات السريعة والاطعمة للزوار، داعيا وزارة السياحة للتشبيك مع القطاع الخاص بهدف توفير مزيد من الخدمات التي من شأنها تعظيم السياحة الداخلية والعربية.
وبين مدير محمية غابات دبين بشير العياصرة أن الآلاف من السياح يقومون بزيارة غابات دبين ومحمية دبين للغزلان وغابة الأرز أيام الجمع والعطل الرسمية، عدا عن طلبة المدارس والأفواج السياحية من الدول العربية والأجنبية.
وأوضح أن "الزوار يستطيعون مشاهدة الغزلان من خلف أسيجة تضمن حمايتها من العبث، وتوفر للزائر فرصة الاستمتاع بمناظرها وإطعامها، إلى جانب توفر مواقف للسيارات بالقرب منها".
ومن أهم العوامل التي تجذب السياح للمنطقة، وفق العياصرة، توفر الخدمات العامة أهمها؛ شبكة طرق جاهزة وواسعة وآمنة ضمن المواصفات والمقاييس المطلوبة، وتوفر المرافق الصحية، والغطاء النباتي من الأشجار الحرجية والتي تمتد على مساحة تزيد عن 60 ألف دونم، والعناية المستمرة بها لتظهر بشكل جميل وجاذب.
وأضاف، ان قرب المسافة بين غابات دبين ومحمية دبين للغزلان وغابة الأرز، اللتين تقعان بموقع مرتفع يطل على عمان وجبال محافظة البلقاء والأغوار والزرقاء وعجلون، عوامل أخرى جذبت الزوار إلى هذه المناطق، اضافة الى اعتدال درجات الحرارة في فصل الصيف وتوافر المواقع الأثرية في محافظة جرش.
وتتواجد كل يوم جمعة في المنطقة فرق من الدفاع المدني والشرطة السياحية وعمال الحراج والطوافين، إلى جانب توفر أبراج لمراقبة حدوث الحرائق وتحديد موقعها والسيطرة عليها إن وقعت في أسرع وقت.
وتقع غابات دبين في الجزء الغربي من محافظة جرش ضمن مناطق بلدية برما، وتعتبر من أكبر الغابات في محافظة جرش وعلى مستوى المملكة، وهي آخر الامتداد الطبيعي لغابات الصنوبر الحلبي في شمال الكرة الأرضية من هذا العالم.
وتم في هذه الغابة رصد ودراسة ما يزيد على 263 نوعا من النباتات البرية من فصيلة العشبيات، وحتى مختلف أنواع الأشجار البرية والحرجية المتنوعة، إلى جانب رصد نبات الاوركيدا النادر، بالإضافة لأنواع الأشجار المعمرة والتاريخية التي تتجاوز أعمارها مئات الأعوام.
وفي غابة دبين تم رصد أكثر من 60 نوعا من الحيوانات البرية المختلفة الأنواع من الزواحف والفقاريات والطيور، وكذلك عشرات الأنواع من اللافقاريات والفراش.
ويتراوح طول الأشجار المعمرة فيها ما بين 5 - 20 مترا، وتحتضن الغابة طبقة الشجيرات التي تعيش تحت هذه الاشجار الكبيرة وطبقة العشبيات المتنوعة، ومن أنواع الاشجار التي تضمها أشجار اللزاب والصنوبريات والسنديان والملول والبطم والخروب والقيقب والزعرور.
(بترا)
