الخشب لا ينزف دما

المدينة نيوز- في ملحمة الالياذة, لهوميروس, ان عراف وكاهن طروادة, لاكون, حذر قومه من حيلة الحصان الخشبي الذي صممه الاغريق لاختراق اسوارهم المنيعة, وقام بضرب رمحه في الحصان الخشبي فاصاب احد الاغريق المختبئين داخله فخرج الدم من جوف الحصان, ولم يصدق العراف احد.. وخوفا من انكشاف حيلة الحصان, طلبت ربة الاغريق, اثينا من اله البحر بوسيدون ارسال ثعابين بحرية التهمت ابناء لاكون, فظن الطرواديون ان ذلك عقوبة الهية لهذا العراف لانه كذب عليهم..
كما يحفل عمل ابن المقفع (كليلة ودمنة) بعشرات الدروس المماثلة على لسان الطير والبهائم ولا يزال التاريخ يدفع عجلاته على اجساد المغفلين من دون ان يتعلموا شيئا من هذه الدروس, ومن اشهر الشعوب التي جرى استغفالها في عصرنا الحديث: العرب الذين صدقوا وعود بريطانيا اكثر من مرة (وعد مكماهون ووعد الكتاب الابيض) ثم وعود الامريكان.. وكذلك الاكراد الذين صدقوا وعود بريطانيا في معاهدة سيفر وينتظرون اليوم وعود الامريكان بدولة مستقلة في المثلث التركي الايراني - العراقي - واهل القفقاس ايضا الذين صدقوا وعود نابليون ثم اتاتورك ثم هتلر ثم ريغان خلال الحرب الباردة..
اما اكبر المخادعين والمخاتلين في التاريخ, فهم اليهود الذين لم يخذلهم يهوه رغم ظهور عشرات العرافين مثل لاكون,الذين حذروا منهم, ومن اللافت للانتباه تلك الاصوات المبكرة التي اطلقها امريكيون وروس حذروا فيها من سقوط هاتين الدولتين, تحديدا في قبضة اللوبيات اليهودية.
ففي روسيا وقبل اكثر من قرن حذر الادباء الروس من سيكولوجيا المرابي اليهودي وكرس دوستويفسكي دراسة خاصة لهذا الموضوع (دفاتر السجن) وتابعه لاحقا المؤرخ يفسييف الذي قتله اليهود في شوارع موسكو.
وفي امريكا كان بنيامين فرانكلين, واضع الدستور الامريكي اول من حذر من الخطر اليهودي عام 1789 قائلا: (لن تمضي مئتا سنة حتى يكون مصير احفادنا ان يعملوا في خدمة البيوتات المالية اليهودية).
وقد تابعه العديد من رجالات امريكا مثل تاجر السيارات الشهير هنري فورد وذلك في كتابه الشهير (اليهودي العالمي) ومثل الرئيس ايزنهاور ايضا الذي حذر في خطبة الوداع 1960 من تحالف اللوبي اليهودي مع المجمع العسكري والشركات والمخابرات الامريكية.
والى جانب اصوات كهذه كان لمؤسسي الاشتراكية, ماركس وانجلز اراء اكثر تشددا, اضافة لوصفهم بالجماعات الهمجية ولصوص التاريخ (انجلز) ربط ماركس بين تحرر العالم كله من الرأسمالية المالية وبين تحرره من اليهودية الربوية..
ورغم كل ما سبق ثمة من لا يريد ان يصدق ان الخشب لا ينزف وان اليهود قابعون في اكثر من حصان خشبي وان المطلوب هو اننا لا نصدق هذه الحيلة ونقتفي اثر الدم في قلب هذا الحصان اينما وجد.0