مخيم اليرموك: شبح المجاعة ماثل ودمشق تستعد لعملية عسكرية

تم نشره الخميس 09 نيسان / أبريل 2015 09:46 صباحاً
مخيم اليرموك: شبح المجاعة ماثل ودمشق تستعد لعملية عسكرية
فلسطينيون في مخيم اليرموك

المدينة نيوز :- تهدد المجاعة والكارثة الصحية مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، في سورية، ما لم يتم تأمين ممر إنساني لإدخال الغذاء وإخراج الجرحى، الذين "يستخدمهم تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" دروعاً بشرية في القتال الدائر منذ أيام".
وبدا أن دمشق تستعد لعملية عسكرية في مخيم اليرموك بعد سيطرة تنظيم داعش على أجزاء واسعة منه، فيما عشرات آلاف الأشخاص عالقون في المخيم وسط ظروف إنسانية قاسية جدا.
وأعلن وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر الأربعاء أن الوضع الراهن في مخيم اليرموك في جنوب دمشق يستدعي "حلا عسكريا".
وقال بعد اجتماعه مع عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني الذي يزور دمشق في محاولة لايجاد حل للأوضاع في المخيم، "الأولوية الآن لإخراج ودحر المسلحين والإرهابيين من المخيم، وفي المعطيات الحالية لا بد من حل عسكري، ليست الدولة هي من تختاره ولكن من دخل المخيم وكسر كل ما قد توصلنا إليه".
وسقط اثنا عشر شهيداً فلسطينياً، منهم خمسة ذبحاً على يدّ "داعش"، في حين أصيب 21 بجروح بليغة، منذ اقتحام "التنظيم" للمخيم، الذي يسيطر الآن على ثلث مساحته"، وفق أمين سر تحالف قوى الفصائل الفلسطينية خالد عبد المجيد.
في حين واصل وفد منظمة التحرير، برئاسة عضو اللجنة التنفيذية أحمد مجدلاني، أمس لقاءاته مع المسؤولين في الحكومة السورية، وذلك على وقع القتال المستمر بين "أكناف بيت المقدس" والفصائل الفلسطينية، ضدّ "داعش" و"جبهة النصرة".
وينوء المخيم تحت معاناة إنسانية مأساوية، فبحسب عبد المجيد في حديثه لـ"الغد" من دمشق، "ما يزال زهاء "15 ألف لاجئ فلسطيني، بجانب أقرانهم السوريين، رهينة الحصار المفروض من "داعش" والجوع والمرض، بينما لم يتم إخراج سوى 400 – 500 عائلة، أي حوالي 2000 – 2500 شخص فقط".
وقال إن "داعش" يحتل المنازل في المخيم، ويستخدم المدنيين دروعاً بشرية في قتاله الإرهابي"، محذراً من "تعرض المخيم لمجاعة حقيقية وكارثة صحية إنسانية إذا استمر القتال من دون توفير ممر إنساني آمن لإدخال المواد الغذائية والطبية وإخراج المصابين والجرحى".
وأضاف إن "وكالة الغوث الدولية (الأونروا) لم تتمكن مع هيئة الإغاثة للاجئين الفلسطينيين من إدخال المواد الغذائية للمخيم، في ظل حالات القنص المستمرة من قبل التنظيم، مما يمنع المواطنين من التحرك أو الخروج من منازلهم".
وأوضح أن "الخسائر في صفوف "أكناف بيت المقدس"، وفق ما تم إعلانه حتى الآن، حوالي 79 مقاتلاً، ما بين الإعدام رصاصاً أو ذبحاً أو قنصاً، مقابل خسائر بشرية بالعشرات بين صفوف "داعش".
ونفى صحة ما يتردد من سيطرة "داعش" على 90 % من مساحة المخيم، مؤكداً أنه "يسيطر على ثلث المساحة، في المنطقة الواقعة جنوباً، والمجاورة للحجر الأسود، حيث يقع مركز التنظيم".
واعتبر أن "المشهد الحالي لا يؤشر إلى توقف القتال قريباً"، مفيداً بأن "قوى تحالف الفصائل ستطلب من اجتماع الفصائل (الذي عقد مساء أمس في دمشق) توحيد الموقف الفلسطيني عبر المشاركة في مجابهة "داعش" و"النصرة" ومن خلال المتابعة مع الجهات الرسمية في الحكومة السورية".
وقال مجدلاني "ما تقرره الحكومة السورية (بالنسبة الى المخيم) سوف تدعمه القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير".
ويجري الوفد الفلسطيني لقاءات مع الفصائل المتواجدة على الساحة السورية لبحث انهاء أزمة مخيم اليرموك، كما يلتقي عددا من المسؤولين في الحكومة السورية لبحث سبل إنقاذ السكان في المخيم الذي يعتبر من أكبر تجمعات اللاجئين الفلسطينيين في سورية.
وعلى صعيد متصل، أفاد تقرير أصدره أمس مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، ومقره بيروت، بأن "مستقبل مخيم اليرموك، سواء في حال سيطرة "داعش" بالكامل عليه أم استعادته كاملاً أو جزءا منه، من قبل المجموعات الفلسطينية، سيكون قاتماً".
وقال، في قراءته للمشهد الراهن في المخيم، إن "بقاء سيطرة "داعش" على أجزاء من المخيم، ستغذي احتمالات خروج جزء آخر من المدنيين".
وأضاف إن "مصير المخيم مرتبط بمستقبل مجموعاته المسلحة، إما لناحية تقدم داعش للسيطرة على كامل المخيم، أو استعادة "أكناف بيت المقدس" زمام المبادرة، وتقدمها في عمق المخيم واسترجاعه أو جزء منه، مقابل خيار انسحابها منه".
وأوضح بأن "عملية الانسحاب تقتضي بالضرورة وجود تسوية مع أحد الأطراف، سواء النظام السوري أو "داعش" والنصرة، بالنظر لواقعهم الميداني، أو التمكن من الانسحاب دون تسوية معهما باتجاه حي التضامن"، في المخيم.
أما الاحتمال الأقرب في الظرف الراهن، بالنسبة للتقرير، فيتمثل في "تمكن "أكناف بيت المقدس" من استعادة زمام المبادرة من خلال التزود بالسلاح والذخيرة، بهدف استعادة المخيم أو جزء منه شمالاً؛ وبالتالي إعادته إلى وضعه السابق؛ كما كان على مدار العامين الماضيين".
وأوضح بأن "إمكانية استمالة "أحرار الشام" التي تسيطر على مربع غرب اليرموك ممكن، في حال تمّ تبديد مخاوفها من داعش والنصرة، ما قد يساعد على تغيير بعض المعادلات الميدانية في اليرموك"، معتبراً أن "تكلفة هذا الخيار ستظل باهظة".



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات