دخان الأراجيل وغبار المعارك

تم نشره الإثنين 15 آذار / مارس 2010 02:01 صباحاً
دخان الأراجيل وغبار المعارك
طاهر العدوان

يتم الحديث عن تغير امريكي - اوروبي لغير صالح اسرائيل, بعد قصة بايدن مع نتنياهو ومسألة الاستيطان. وما نشرته الصحف الاسرائيلية عن »غضب عرمرمي« لهيلاري كلينتون على رئيس وزراء اسرائيل وقراراته الاستيطانية, هذا التطور قد يكون مشجعا للمعتدلين والمتفائلين في عواصم المنطقة, لكنه, ابداً, لا يشكل ثمرة لسياساتهم ولا نتيجة طبيعية لمواقفهم.

اذا كان هناك بالفعل, غضب من اسرائيل في واشنطن ولندن وباريس, فان اكتفاء قادة الدبلوماسية العربية (وزراء الخارجية) بذلك هو مصيبة كبرى وكارثة. فمن المفترض ان تشجع هذه التطورات الدولية ضد حكومة نتنياهو الوزراء وحكوماتهم ودولهم لاتخاذ خطوات تصعيدية قوية وجادة ضد اسرائيل دفاعا عن القدس وهويتها ومن اجل الدولة الفلسطينية المستقلة.

لقد مرّ العام الماضي والعرب يضعون قدما فوق اخرى بانتظار ان يحسم أوباما المعركة مع نتنياهو لصالح المبادرة العربية والشرعية الدولية. وما جرى ان »دخان الأرجيلة« الذي ملأ اجواء الدبلوماسية العربية قابله نتنياهو بغبار معارك دبلوماسية طاحنة ضد الرئيس الامريكي. حشد فيها جميع انصار اسرائيل في الكونغرس والصحافة, وكانت النتيجة فوزا كبيرا لنتنياهو, الذي لم يتراجع ويجمد الاستيطان انما تقدم به خطوات بعيدة. حتى انه بدأ يتحدث عن 50 ألف وحدة استيطانية في القدس المحتلة بعد عشر سنوات. والسؤال اين ستقام الدولة الفلسطينية اذا كانت اسرائيل تريد تحويل القدس بعد 10 سنوات الى تل ابيب اخرى!!

بوضوح اكبر, كلمة »لعم« بين الرفض والقبول, التي اعلنها الرئيس الفلسطيني من عملية المفاوضات غير المباشرة, هي وليس غيرها, من آثار غضب ادارة أوباما, التي ارادت استثمار هذه المفاوضات لتحسين وضعها في انتخابات الكونغرس المقبلة.

ولو ان وزراء خارجية الدول العربية استبدلوا اقتراحهم الاخير بمهلة ال¯ 4 شهور لمفاوضات غير مباشرة, بالذهاب فورا الى مجلس الامن, مع التهديد بسحب المبادرة, للمطالبة بفرض عقوبات دولية على اسرائيل أسوة بما يفعله الغرب ضد ايران لكان الوضع افضل بكثير للمسجد الاقصى المهدد والدولة الفلسطينية التي يتم نسف اساساتها.

من يدافع عن القدس اليوم, وعن عاصمة الدولة الفلسطينية المنشودة, وعن المبادرة العربية, ومن يضغط على ابو مازن لرفض عرض المفاوضات »الغاشمة« هم بضع عشرات من النساء الفلسطينيات والشباب على ابواب أسوار القدس المحتلة وحواجز الاحتلال في قلنديا, وامام الجدار العازل في بلعين, وهذا يؤكد ان تخلي السلطة الفلسطينية عن المقاومة اليومية وعن سلاح الانتفاضة, لا يؤدي فقط الى »جرب الاستيطان« الذي تعيشه العصابة الصهيونية الحاكمة, انما ادى الى ان يتخلى عنها العرب. الذين استمرأوا حكاية »المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية« واعتبروها غاية في حد ذاتها تُذلّل من اجلها الارض والحقوق والمقدسات!.0

taher.odwan@alarabalyawm.net

 

 

 

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات