الإذاعة المدرسية
تعد الإذاعة المدرسية عنصراً مهماً من عناصر البيئة التعليمية، ومن أهم الأنشطة الغير صفية، التي يشارك فيها الطلاب يومياً، بتقديم العديد من الفقرات الإذاعية المختلفة، فساهمت مساهمة ناجحة في تنمية وتطوير مهارات وقدرات الطلاب، ليكونوا قادرين على الحوار والنقاش، والتعبير عن آرائهم وأفكارهم، وتعويدهم على البحث والاستطلاع في كافة المجالات الدراسية المختلفة، ولكن للأسف نجد أن الإذاعة المدرسية تحولت إلى نشاط روتيني في بعض المدارس، وكأنها ليست إلا واجباً صباحياً لا بد منه، فهل من الممكن تطوير الإذاعة المدرسية؟، وماهي الوسائل التي تساعد على ذلك؟.
إن تطوير الإذاعة المدرسية، شكلاً ومضموناً، يعتمد في البداية على الإدارة المدرسية، ومن ثم على المعلمين والطلاب، فهم المحركون الأساسيون لعوامل البيئة التعليمية، ويتم ذلك من خلال القيام بمجموعة من الإجراءات المقترحة، تبدأ بتعيين المعلم المناسب للإشراف على الإذاعة، والذي يجب أن يكون مختصاً في اللغة العربية، ليكون موجهاً ومرشداً للطلاب، ومساعداً لهم في التدرب على إلقاء الفقرات الإذاعية، وأيضاً العمل على تحفيز الطلاب للمشاركة في الإذاعة من خلال مكافأة كل من الطلاب والصفوف الذين يقدمون برنامجاً إذاعياً ممتازاً، ويجب أن يتم وضع خطة إذاعية للأسبوع كاملاً، تهدف إلى التنويع في البرنامج الإذاعي، حتى لا تكون الفقرات المقدمة معتمدة بشكل كلي على الاقتباسات من المجلات والكتب، بل يجب أن يتم تخصيص فقرة لإبداعات الطلاب، ككتابة الشعر وإلقاءه، والإنشاد، وغيرها من المواهب الإبداعية عند الطلاب، ويجب العمل على تشجيع أعضاء الهيئة التدريسية للمشاركة في الإذاعة المدرسية، كتقديمها مثلاً، والاقتراح بتقديم مسابقة أسبوعية يشارك فيها الطلاب بطريقة فعالة من خلال الإذاعة المدرسية، وتعتبر هذه الاجراءات سابقة الذكر نوعاً من أنواع التحفيز المادي والمعنوي، والذي يساهم في المحافظة على تطور ونجاح الإذاعة المدرسية.
تنبثق أهداف الإذاعة المدرسية من أهداف الإعلام التربوي، القائم على توجيه الطلاب، وزيادة وعيهم، وجعلهم أكثر إندماجاً مع المجتمع المدرسي، فتساهم الإذاعة في اكتشاف مواهبهم وتنميتها من خلال توفير الوسائل الممكنة التي تساعدهم على إبراز قدراتهم وهواياتهم، لذلك لا بد من وجود وعي تام بأهمية الإذاعة المدرسية، ودورها الفعال في البيئة التعليمية؛ لأنها وسيلة مهمة من وسائل التعليم المدرسي، لما تضيفه من فوائد إيجابية على حياة الطلاب، وتجعلهم فعالين ومتفاعلين مع العوامل المحيطة بهم، فأنصح الأخوات والأخوة المعلمات والمعلمين، وخصوصاً مربي الصفوف، بأن يجلسوا مع طلابهم ويتحدثوا معهم عن كيفية الإعداد لبرنامج إذاعي كفؤ، يحتوي على فقرات متنوعة ومفيدة، وأن يقوموا بتشجيعهم للمشاركة في الإذاعة، وذلك من شأنه المساعدة على جعل الإذاعة المدرسية منبراً ثقافياً، وعلمياً، وإجتماعياً مفيداً.