أيها الوزير .. دعك من الذقن والبنطال !!

المدينة نيوز- وزير التربية والتعليم أكاديمي محترم ، أقيمُه من أبحاثه ودراساته.
الوزير قال في تصريحات للزميلة "العرب اليوم" قبل يومين ، ان على المعلمين ان يحلقوا ذقونهم ويهتموا بملابسهم ، قبيل مطالبتهم بتأسيس نقابة ، وتذمرهم الذي لاداعي له.الوزير لم ينفًّ التصريحات طوال يوم نشرها.وبعد ان ارتسمت الاهانة على وجوه المعلمين ، ولوّح معلمو الكرك بإضراب ، هرول الوزير في الصفا والمروة ، طالبا النجدة من الله ، محاولا الاتصال بلجنة ، كانت قبل يومين غير شرعية ، أي لجنة تأسيس نقابة المعلمين للالتقاء بهم ، قائلا انه لم يقل هذا الكلام ، الا ان اللجنة اعتذرت ، مطالبة اياه بالاعتذار.
هذا يعني ان الصحيفة كاذبة."العرب اليوم" لاتكذب.وزلات لسان الوزراء باتت عديدة ، فمن وزير يقول للعمال انهم غير مُنتمين للوطن ، الى وزير يقول لمهندسيه ان اضرابهم ضد الوطن ، الى ذات وزيرنا الذي يقول ماهو اخطر من قصة الملابس والذقن حين يقول ان المعلم يجب ان يكون ولاؤه للدولة فقط ، وهو يغمز من قناة كل اعضاء النقابات ، وكأن بيننا من هو موالْ لدول اخرى ، الى وزير يعتبر ان الحكومة غير مُلزمة بتبرير قراراتها ، ونعد زلات اللسان فنجدها كثيرة ، لان الكل يتحدث ، ولاخبرة لديه بما يقال ومالايقال ، ومايثير الناس ومالايثيرهم.
إهانة المعلم بهذه التعبيرات ، اهانة لفقرهم واحوالهم.الوزارة اساسا سبب احوالهم.معلم غاضب يتصل بي اليوم ويقول ان عامل النظافة يجمع اكثر من المدرس ، مع الاحترام والتقدير لعامل النظافة.لان اصحاب البيوت ينفحونه دينارا وخمسة.ولانه يجد في عمله مايُباع ويشترى.الغاضب قال ..هل يقبل الوزير ان نقيم اداءه على اساس مظهره ؟وهل وصلنا الى هذا المستوى من القدح للمعلمين ، الذين لايرحمونهم حتى بإجازة للعمل في الخارج ، ويمنحوهم بضعة دنانير يكون مطلوبا مقابلها انتاج اجيال ذكية ولامعة ووطنية واخلاقية.
سأفترض افتراضا آخر ان الوزير قال هذا الكلام من باب الغمز غير المباشر وليس للنشر.تلك ليست مشكلة الصحيفة ولا من اجرى اللقاء ، لان المسؤول حين يجلس بحضرة وسيلة اعلام ، عليه ان يعرف انها تفتح عيونها وآذانها لكل كلمة ورمشة عين.غدا سيخرج علينا من يقول ان وسائل الاعلام تتصيد اخطاء الوزراء.وان الاعلام يُوقعهم في حفر من نار.الاصل والقاعدة ان يعرف الوزير ماذا يقول ومالايقول.والاصل ان لانبحث عن شماعة نُعلق عليها اخطاءنا كوزراء.الذي خلع عين الطالب قبل ايام ، والمعلم الذي قبله الذي خلع عين طالب اخر ، هل كانت ربطات عنقيهما من فيرساتشي.ام من السوق الحرة في مطار هيثرو.لاتتهربوا من اصل المشكلة الى المظهر.اهم الرجال الذين صنعهم الاردن درسوا مقابل رغيف الخبز والبيضة ، وليس عبر اي شيء اخر.
يبقى احتمال اخير لقصة حلق الذقن.قصد الوزير قد يكون سياسيا موجها الى المنتمين لتيارات اسلامية في وزارة التربية والتعليم ، وقد يقصد بدعوته ان يتركوا تياراتهم ويلتحقوا بالحداثة.هنا على الوزير توفير حلاق في كل مدرسة ومقص لكل معلم ، ومكوجي في غرفة المدرسين لغايات المزيد من الكوي.
معالي الوزير ، دعك من الذقن والبنطال ، وفكر قليلا في جيوب المعلمين وفقرهم قبل اي شيء اخر.
mtair@addustour.com.jo