كثيرون يستحقون الغضب

تم نشره الأربعاء 17 آذار / مارس 2010 03:15 صباحاً
كثيرون يستحقون الغضب
طاهر العدوان

الغاضبون من اجل الاقصى والقدس الذين يستحقون رفع القبعات, هم شباب القدس ونساؤها الذين يحافظون بحجارتهم واجسادهم ودمائهم على النزر اليسير مما تبقى لهذه الامة من صفات الدفاع عن الحرية والعّزة والكرامة.

والغاضبون الذين يستحقون التحية هم هؤلاء النفر البسيط المعتصمون في الاقصى, ومن بينهم النائب في الكنيست احمد الطيبي, وهم هؤلاء الذين يمثلهم روحهم الشيخ رائد صلاح الذي جعل ام الفحم على صورة الناصرة ايام شاعر فلسطين المناضل المرحوم توفيق زياد لسان الشعب الفلسطيني وضميره, بينما نامت المدن الاخرى على احلام المفاوضات من اجل المفاوضات وحيث انسحب المناضلون ليناموا قريري الأعين تحت رعاية أمن اجهزة كلايتون.

غير هؤلاء وهؤلاء من ثلّة المدافعين عن القدس والاقصى لا يظهر غضب وان حدث فهو من باب رفع العتب, او نشاط حزبي محدود نكاية بالحكومات, والواقع, اننا في زمن يستحق الغضب فيه كثيرون غير اسرائيل. فالاحتلال في كل الاحوال هو العدو, والغضب منه او عليه لا يستلزم يوما او يومين انما جميع الايام التي يستمر فيها احتلاله وتتواصل فيها جرائمه واعتداءاته.

من يستحق الغضب, قوات الامن الفلسطينية في الضفة الغربية ومن يقف خلفها, الذين تركوا اهل القدس, مع قِلّتهم, يقاومون وحدهم في شوارع المدينة (عاصمة فلسطين), فيما مدن وقرى الضفة الاخرى تنعم (بأمن الامن). ومن قائل, بانه لو كان هناك قوات أمن للسلطة في القدس المحتلة لما كان اهلها قادرين على ان يتظاهروا او يقاوموا كما يفعلون اليوم!!

من يستحق الغضب, حرب التصريحات والاتهامات, التي يتبادلها قادة الشعب الفلسطيني, باستغلال كارثة القدس, لتسجيل النقاط والمكاسب, لصالح الزعامات والكراسي. ولو ان هناك قيادات تاريخية, تتناسب وحجم القضية المقدسة, ومسؤوليتها الخطيرة لرأينا هذه القيادات تغضب اولا من نفسها واحوالها وما هي عليه من شقاق وانقسام, فتبادر الى اعادة اللحمة للشارع الفلسطيني ولحركة نضاله الوطنية, بما يجعل القوة الفلسطينية النضالية موحدة, لا شذرا مذرا.

من يستحق الغضب, هي الدول العربية, التي تحتاج الى اعلان يوم غضب من قبل الامة في السابع والعشرين من الشهر الحالي, بمناسبة انعقاد القمة في ليبيا. يوم غضب ضد السياسات العربية المتخاذلة والضعيفة والمتهالكة امام قوة وشراسة الهجمة الصهيونية على الامة ومقدساتها وهويتها وثقافتها وكرامتها.

ليست اسرائيل وحدها من يستحق الغضب اذا, هناك كثيرون بين صفوف القيادات الفلسطينية وقيادات الامة العربية مطالبون بالاصغاء الى الغضب المختزن خلف الصدور بين شعوب تقف مشدوهة عاجزة عن احتمال كل هذا الكم من الاهانات والاذلال الذي تتعرض له على أيدي قادة اسرائيل هؤلاء القادة الذين ما كانوا ليتقدموا الى هذا الحد من الاستهانة بالدول العربية والاسلامية, لو انهم يشعرون ان هناك من يتصدى لهم ويملأ عيونهم خوفا او يبث فيهم شيئا يسيرا من القلق ومن رد فعل له وزن وقيمة.

taher.odwan@alarabalyawm.net

 

 

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات