قطار جاكوبايت.. يجتذب السياح إلى اسكتلندا

المدينة نيوز - ذاعت شهرة أفلام هاري بوتر بفضل أجواء الإثارة والسحر والغموض، التي تمتاز بها، ويظهر بها القطار البخاري "جاكوبايت ستيم ترين" باسم القطار السريع "هوغورتس إكسبريس".

ويتيح هذا القطار السياحي، الذي يعتبر آخر قطار يعمل بالبخار في اسكتلندا، فرصة الاستمتاع بالمناظر الطبيعية في المرتفعات في المنطقة الواقعة بين فورت ويليام ومنطقة ماليغ، ويجتذب هذا القطار السياح من مجتمع الصفوة والمشاهير.

وقال بيتر جيمس إن السياح لا يمكنهم رؤية النار، التي يتم بها دفع هذا القطار التاريخي حيث تتم عملية احتراق الفحم بداخل الجرار الأسود، الذي يتولى مهمة سحب عربات قطار جاكوبايت.

وأكد بيتر جيمس، مسؤول إمداد القطار بالوقود، أنه لا يجوز أن ينطلق اللهب للخارج، وإلا تكون هناك مشكلة في القطار. وأضاف أن القطار يستهلك ما يقرب من ثلاثة أطنان ونصف من الفحم إلى أن يعود مرة أخرى إلى محطة فورت ويليام في المساء.

مشهد رائع

ومن المشاهد الرائعة خلال هذه الرحلة عندما يشاهد السياح القطار متوقفاً في محطة السكك الحديدية بأكبر مدينة تقع على المرتفعات الغربية في اسكتلندا. ويصدر عنه صفير وضجيج بينما يتساقط بعض رذاذ الأمطار، ويخيم فوق رؤوس السياح بعض السحب الدخانية المنبعثة من الجرار. ويصعد أغلب السياح إلى متن القطار قبل فترة طويلة من انطلاق صفارة بدء السير.

ويأتي السياح المغرمون بالسكك الحديدية من جميع أنحاء العالم للجلوس في القطار التاريخي، الذي يضم سبع عربات، تحمل الطاقم الفني والسياح عبر طريق غير معتاد يجوب المرتفعات الاسكتلندية الفريدة من نوعها.

وبعد ظهور هذا القطار في سلسلة أفلام هاري بوتر الشهيرة، أصبح هذا القطار يستقطب أيضاً الأفواج السياحية من عشاق السحر والمغامرة. ويعتبر القطار البخاري "جاكوبايت" في واقع الأمر هو القطار الذي ظهر باسم القطار السريع "هوغورتس إكسبريس" في سلسلة الأفلام، التي تغلفها أجواء الإثارة والغموض.

وأوضحت فلورنسا، من طاقم القطار، أن هناك مجموعة من السياح الأمريكيين يأتون كل عام ويرتدون ملابس مختلفة مستوحاة من شخصيات سلسلة روايات هاري بوتر الشهيرة وبكل التجهيزات والمعدات. وأضافت فلورنسا، التي تعمل ضمن طاقم القطار منذ 19 عاماً، أن مهمتها على متن القطار تتمثل في مراقبة حالة القطار ومتابعة أحوال الركاب والسياح أثناء رحلة القطار.

وتنطلق رحلات القطار من آواخر فصل الربيع حتى الخريف لتقطع مسافة 40 ميلاً على المرتفعات الغربية في اسكتلندا بين فورت ويليام ومنطقة ماليغ، التي تعتبر واحدة من قرى الصيادين الغربية في بريطانيا. ومن هذه المنطقة يتمكن السياح من الانطلاق عبر رحلات العبَّارات إلى جزرة سكاي والجزر الصغيرة في أرخبيل هيريدس في المحيط الأطلنطي.

ونظراً لأن هذه القرية لا تضم الكثير من عوامل الجذب السياحي، فإن السياح يكتفون بالإقامة في هذه القرية لمدة ساعة ونصف لمشاهدة جميع المنازل أكثر من مرة. علاوة على أنه يمكنهم الوصول إلى مكان يضم العديد من مطاعم الأسماك في وقت قصير للغاية بعد وصول القطار "جاكوبايت".

سحر فريد

تمتاز منطقة ماليغ بسحر فريد من نوعه خلال فصل الصيف عندما ترتفع درجات الحرارة وترسل الشمس أشعتها الدافئة على المرتفعات الاسكتلندية، فعندئذ يتمكن السياح من القفز في المياه والاستمتاع بالسباحة خلال فترات الاستراحة.

وخلال ذروة الموسم السياحي يتم إطلاق قطارين يومياً على خط السكك الحديدية، التي يجوب منطقة رائعة ويمر على تجمعات المياه العذبة والمالحة ويصعد الجبال العالية وينطلق وسط الوديان الواسعة ويجتاز الممرات الضيقة. ويشاهد السياح الأغنام وهي ترعى في المروج الخضراء، ولكنها ليست بأعداد كبيرة.

وبعد مرور ساعة على مغادرة فورت ويليام تظهر حركة في القطار؛ حيث تعلن فلورنسا في مكبر الصوت عن مرور القطار في أكثر المناطق إثارة أثناء الرحلة، وتطلب من السياح فتح النوافذ، التي يمكن فتحها؛ حيث يمر القطار على جسر بطول 380 متراً قبيل الوصول إلى محطة غلينفينان.

وبعد المرور على الجسر العتيق تستمر الرحلة بضعة دقائق حتى يصل القطار إلى محطة غلينفينان، التي تضم متحف السكك الحديدية بالمرتفعات الغربية على رصيف المحطة مباشرة، والذي يقدم للسياح المزيد من المعلومات المثيرة حول خط السكك الحديدية، الذي لا يزال أحادي المسار حتى الوقت الحالي. وقد بدأ الايرلنديون في إنشاء خط السكك الحديدية في عام 1897، ولم يكن قطار " جاكوبايت" مخصصاً للركاب في سنواته الأولى؛ نظراً لأن صيد الأسماك كان يحتاج إلى السكك الحديدية لنقل البضائع إلى أماكن الاستهلاك.

مقصورة كأفلام هوليوود

يضم القطار التاريخي مقصورة تشبه أفلام هوليوود، التي تدور حول الطالب الشاب في مدرسة تعليم السحر، وتمتاز العربات الأخرى بتصميم إسبارطي إلى حد ما. ولا يزال القطار محتفظاً بطابع الفخامة والرقى كما كان الحال قبل عقود عديدة، ويتم تقديم الشاي والكعك للسياح خلال الرحلة.

وأوضحت فلورنسا أن القطار سيصل عما قليل إلى النقطة، التي تُعجب بها كثيراً خلال الرحلة التي تمتد لمسافة 60 كيلومتراً. وأكدت فلورنسا أن معظم السياح لم يشاهدوا هذا المنظر من قبل؛ حيث يمر القطار قبيل الوصول إلى محطة ماليغ على بحيرة صغيرة تظهر بشكل مختلف كل يوم حسب الظروف الجوية وحسب أوقات اليوم. وأضافت فلورنسا أنها تقف في نفس المكان وتنظر من النافذة ويعجبها المنظر كثيراً.

ويُعجب السياح كثيراً برحلة القطار، التي تمتد لحوالي ساعتين، لأنه من الرائع حقاً أن يجلس المرء في الوقت الحالي في قطار عتيق يعمل بالبخار، لاستلهام روح الماضي بعدما انتشرت القطارات السريعة التي تعمل بالكهرباء. ولكن ما يشوب هذه المتعة هو تسرب الدخان من النوافذ إلى داخل القطار عندما يسير في الأنفاق في الجزء الأخير من الرحلة.