اصوات المحتجين ترتفع.. لا تنزعجوا

تم نشره الخميس 18 آذار / مارس 2010 04:22 صباحاً
اصوات المحتجين ترتفع.. لا تنزعجوا
فهد الخيطان

المدينة نيوز- يشهد المجتمع الاردني ديناميكية عالية تعبر عن نفسها بمظاهر عديدة ابرزها حركات الاحتجاج المطلبي في اوساط المعلمين والطلاب وموظفي القطاع العام عموما.

التظاهر والاعتصام ظلا لزمن طويل اساليب محرمة على هذه الفئات, ولفترة قريبة كان المعلم يخشى التصريح باسمه المفتوح لصحيفة عن امر ثانوي في مدرسته, اليوم نجده يصرخ على شاشة الجزيرة مطالبا باستقالة الوزير. في وضع مشابه حاول احد الوزراء ارهاب موظفي وزارته لمنعهم من الاحتجاج على قرارات تخفيض المكافآت والعلاوات فردّ الموظفون بتنظيم اعتصام خضع الوزير بعده لمطالبهم.

والحديث عن نقابة للمعلمين ظل همسا في الغرف المغلقة ثم صار تحركا علنيا لا يخشى القائمون عليه الفصل او العقوبة.

لا يتحرك المواطنون برغبة في المعارضة او بدافع لتحدي الدولة انما هو تعبير عن تصميمهم على المشاركة في صوغ مستقبلهم. لم يعد بالامكان الاستمرار في ادارة المجتمع بالادوات القديمة, سبعون بالمئة من الاردنيين في سن الشباب يتطلعون الى الامام ولهم الحق في ان يكونوا جزءا من حركة التغيير.

تعميق الثقافة الديمقراطية وتحقيق التنمية السياسية لا يتأثيان بالندوات والمحاضرات بل بحراك اجتماعي ملموس وانخراط ميداني في النشاط المطلبي والنقابي, والطريق لتحقيق غايات الاصلاح السياسي والديمقراطي هي بمأسسة الحركات المطلبية وصهرها بأطر نقابية مدنية لتصبح قنوات للتعبير والاحتجاج المنظم والاهم من ذلك الحوار الناضج مع مؤسسات الدولة وصولا الى توافق يوازن بين الحقوق والامكانيات.

ولا ننكر ان مناخ الانفتاح واجواء الحرية في البلاد هما اللذان يمنحان حركات الاحتجاج فضاء التعبير. في الاسبوع الاخير الذي شهد سلسلة من اعتصامات المعلمين لم تسجل حادثة احتكاك واحدة بين رجال الامن والمعتصمين.

بعض الرجعيين والمحافظين يسمون هذا تساهلا من طرف الدولة يشجع على الفلتان متجاهلين ان التظاهر والاعتصام من صميم الحقوق الاساسية التي كفلها الدستور للمواطنين وان القمع والترهيب لا ينتج غير الاحتقان والحقد والتطرف (عندما يتظاهر عمال المياومة امام رئاسة الوزراء, او يتجمع طلاب التوجيهي الغاضبون من النتائج عن وزارة التربية لا يعد هذا انتقاصا من هيبة الدولة او تعديا على المؤسسات. تفقد هيبتها الدولة حين تلجأ للقوة لاسكات الناس وتََكبَر في عيون مواطنيها عندما تمنحهم الحق في التعبير وتنصت الى اصواتهم.

هذه حال الناس في كل مكان في العالم يتظاهرون في الشوارع ينتقدون ويشتمون الوزراء ويرفعون الحكومات ويسقطونها ومع كل جولة تخرج الدولة اكثر قوة وتماسكا.

في كل جولات الاحتجاج التي شهدناها مؤخرا تصرفت الحكومة واجهزتها بحكمة فلم تمنع اعتصاما مطلبيا ولم تقمع تجمعا شعبيا, وفي احيان كثيرة مدت يدها للحوار وكان منتجا, وعليها ان لا تتراجع عن هذه السياسة وتفتح الابواب للتعبير السلمي بكل اشكاله والاهم من ذلك ان تفخر بان لديها شعبا جريئا لا يتردد في الدفاع عن حقوقه فذلك ما يجعل الاردن قويا في مواجهة التحديات الماثلة من حوله.0





مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات