التبادل .. أسرى يستنشقون هواء الحرية

تم نشره السبت 20 آذار / مارس 2010 02:43 صباحاً
التبادل .. أسرى يستنشقون هواء الحرية
ياسر الزعاترة

المدينة نيوز- "التبادل". .فيلم في ثلاث حلقات تتبع عمليات الأسر من أجل تبادل الأسرى بكل تفاصيلها في الصراع العربي الإسرائيلي ، سواءً تلك التي نجحت في إخراج أسرى ، أم تلك التي أجهضت في محطاتها الأولى.

وفي حين تتبع الفيلم في جزأيه الأول والثاني عمليات التبادل بين حزب الله والكيان الصهيوني ، ومن ثم عملية التبادل التي تمت مع الجبهة الشعبية (القيادة العامة) ، فقد جاءت حلقته الثالثة لتركز على عمليات أسر الجنود التي نفذتها حماس في الأراضي المحتلة منذ نهاية الثمانينات وحتى عملية الوهم المتبدد التي تمخضت عن أسر الجندي جلعاد شاليط.

لا شك أن حزب الله قد تمكن من إذلال العدو الصهيوني في سياق تبادل الأسرى ، الأمر الذي انسحب على عملية الجبهة الشعبية التي نجحت في الاحتفاظ بالجنديين بعد أسرهما ، بينما فرطت جهات في حركة فتح بستة جنود آخرين كانوا بحوزتها.

يعكس الفيلم بمحطاته المختلفة مدى الأهمية التي احتلتها قضية الأسرى في وعي القيادة السياسية والعسكرية لحركة حماس ، الأمر الذي بدأ مبكرا عندما لم يكن للحركة سوى عدد قليل من الأسرى في سجون الاحتلال ، أعني منذ العمليتين اللتين نفذتهما خلية محمد شراتحة وعبد ربه أبو خوصة (كلاهما أسير) ومحمود المبحوح (شهيد) ومحمد نصار (طليق) ، وكان ذلك في العام 1989 ، والتي سعت إلى الاحتفاظ بجثث الجنود لمبادلتهم بالأسرى ، حيث لم يكن بوسع الحركة الاحتفاظ بجنود أحياء في مكان ضيق يتحكم الاحتلال بكل شبر فيه.

مبعث هذا التوجه هو إصرار الحركة على برنامج المقاومة المسلحة ، وعدم تعويلها على قضية التفاوض كما هو حال الآخرين ، وعندما تعول حركة على هذا الخيار ، فهي تدرك أن لذلك ثمنا كبيرا يتمثل في قافلة من الشهداء والأسرى. وفي حين يذهب الشهداء إلى ربهم ملهمين سواهم درب الجهاد ، فإن الأسرى يظلون جرحا نازفا في جسد الشعب ، لاسيما أولئك الذي تكون لهم صلة بالعمل المسلح ممن يأخذون أحكاما عالية ، ما يعني ضرورة منحهم شيئا من الأمل بالحرية من دون التنازل عن القضية التي قاتلوا من أجلها ، ولن يحدث ذلك من دون عمليات عسكرية تنطوي على أسر جنود تتم مبادلتهم مع الاحتلال.

لهذا الأمر أهميته التي تتجاوز الأسرى أنفسهم ، لتشمل الشبان الجدد الذي ينخرطون في برنامج المقاومة ، وكذلك أهاليهم وحاضنتهم الشعبية التي ينبغي أن تؤمن بأن وراءهم رجالا لا ينسون أبطالهم بحال من الأحوال ، وسيبذلون كل جهد من أجل إخراجهم من السجون.

على هذه الخلفية جاءت عمليات الأسر التي نفذتها حركة حماس (ست عمليات) ، وهي وإن لم تفلح في تحرير أسرى (باستثناء تحرير الأسيرات العشرين لقاء شريط عن شاليط ، فضلا عن تحرير الشيخ ياسين مقابل عنصري الموساد اللذين ألقى محمد أبو سيف القبض عليهما بعد محاولة اغتيال مشعل) ، فقد أكدت الأبعاد السالفة الذكر على نحو واضح ، فيما فضحت أطرافا أخرى لم تكن تعول سوى على استجداء المحتل من أجل إخراج الأسرى ، وضمن صفقات تفرط في الحق الذي من أجله ناضلوا.

لم تتوقف تلك الأطراف عند عدم تنفيذ عمليات من هذا النوع ، وأقله دعم خيار الأسر والتبادل الذي حاولته حماس ، بل أضافت إلى ذلك تعاونا مع العدو ، كما وقع مع عملية نحشون فاكسمان عام 94 التي أفشلها محمد دحلان بعدما ألقت أجهزته القبض على الشاب الذي حمل شريط العملية لأغراض التمويه إلى قطاع غزة ، وكشفت من خلاله بعد تعذيبه عن مكان الاحتفاظ بالجندي ، وكذلك الحال عندما كشفت مكان جثة الجندي إيلان سعدون في غزة بعد تعذيب من يملك الخريطة الذي كشف إثر استدراج أحد المنفذين والحصول على المعلومة منه.

في الفيلم تفاصيل كثيرة ، بعضها جديد لم يكشف عنه من قبل ، وهنا حاولت بعض المنتديات القريبة من حركة فتح التشكيك بمعديه على أساس أنهم هم من تسببوا في كشف هوية محمود المبحوح وساهموا بالتالي في اغتياله ، الأمر الذي لا يمكن أن يكون صحيحا تبعا للاحتياطات التي اتخذت (من بينها ظهوره ملثما) ، وعموما لم يتحدث أحد من حماس عن علاقة الفيلم باغتيال الرجل ، ولو توفر رابط من أي نوع ، حتى لو لم يكن مقصودا لما بقي سرا.

أيا يكن الأمر ، فقد كان فيلما مميزا ليس من السهل العثور على مثله في الوثائقيات العربية التي تتوخى السهولة واليسر ، أكان في طبيعة المواضيع ، أم في البحث والإعداد والإخراج.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات