صباح الخير«يمه»

تم نشره الأحد 21st آذار / مارس 2010 01:40 صباحاً
صباح الخير«يمه»
رمزي الغزوي

 أيتها الأرض ، لا تدوري ، كي لا نكبر إلا قليلا ، وكي لا ينمو فينا الشوك ، وتزهر فينا القسوة ، فيذبل الحب من بين أيادينا. لا تدوري أيتها الأرض: كي أعود صغيراً يبحث عن أصابع من حرير ، تتغلغل كالمشط في شعري الشلال ، وتسبًّل أحلامي النافرة. فما أجملنا حين نتورط بالحنين.

صباح الخير (يمه)،. صباح الخير أيتها الحياة ، بكل مداها ، فلا عليك إن أرادوا أن يتركوا لك يوماً وحيداً نحتفل به بتصنع وتمثيل ونهديها مزيدا من أواني الطبيخ ، فهذا لا يعنينا بشيء نحن اللاهثين وراء جنة من سلسبيل ، نجد ريحها من مسيرة ألف عام ، تحت أقدام أمهاتنا الطيبات: فيا الله ، امنحني رأساً مرفوعاً وشامخاً ، وجناحاً لا ينخفض إلا لأمي وأبي ذلاً ورحمة ، ما أحييتني يا رب المحبين،.

وعما قليل ستعود بخيالك ، قد كان يوما مختلفا ، إذ تعود من المدرسة ، وترمي كتبك بنزق في حوش الدار ، وتطير للعب مع الأشقياء. ومساءً حين تعود ملطخاً بالطين والخطايا ، فتتلقاك أمك بعقاب لا يؤلم إلاَّ ألماً جميلاً، ، فتتباكى،: لتضمك إلى صدرها على وقع الخفقات المختلجة في الصدر ، وموسيقى لا تنساها أبد الدهر ما زالت تعينك على عثرات الدروب والخطوب: آه أمي،.

ويوم آخر ، إذ تضبطك متلبّساً في مصًّ ولعق فناجين القهوة ، عقب مغادرة الضيوف ، فتمسح عنك شاربيك الزائفين بأصابعها ، وتنهال عليك بالقبلات والضحكات ، وتدعو لك أن تكبر ، وتكبر همتك: لتصير رجلاً بشاربين حقيقيين ، فها كبرنا يا أمي ، فلماذا أثقلتنا هذه الشوارب؟،،.

وها صرت أباً ، فماذا دهاك؟، ، أتودّ لو تأخذ برأسك ، وتزرعه في حجرها وعطرها ، وتهدهدك بتراويد لم تنساها منذ مخدتك الأولى. أتذكر طير الحمام السمين؟، ، إذ تذبحه لك على عتبات النوم بصوتها الرقيق: فينام الحمام ، ووحدك كنت تطير بناعم الريش على جناح الأحلام أيها الولد الحلم،.

فلأجل أمي في عيدها الدائم وردة كبيرة ، ولأجل عينيها وردة لكل نساء العالم،، ، اللواتي جعلن الأرض كوكباً قابلاً للحياة والجب،، ، ووردة على قبر جدتي ، أمي الأولى ، إذ تنقطع الأرجوحة من جذع الزيتونة ، فأسقط على حب ، تلقفني دعواتها بالسلامة والحفظ والأحضان. ووردة لحماتي الرائعة ، الأم الرائعة ، إذ منحتني زوجة رائعة ، وأماً ثانية ، ووردة لطفلتي التي أرى فيها أمومة عارمة عندما تقرأ وجهي بأصابعها المدغدغة. صباح الخير أيتها الحياة الأم.

ramzi279@hotmail.com

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات