أوباما أمام سياسة جديدة للشرق الأوسط

وجّه أوباما رسائل سلام مباشرة الى المنطقة، ولكن الواقع جاء برسائل مبعوثيه مناقضة لاقواله ومشروعه للسلام، رغم احاطته بمجموعة من اقوياء السياسة والحنكة الدبلوماسية. ولكن، هل يسيرون بسياسته نحو السلام؟ فنائبه بايدن ناقض سياسته في الشرق الاوسط، ومن يخطئ داخل اميركا فكيف له بالنجاح خارجها؟! والدليل احترام الاسرائيليين له بتنفيذ عكس ما طلبه منهم! ولا نعتقد ان هيلاري كلينتون تتمتع بالدبلوماسية التي تؤهلها لحل قضايا المنطقة، فعملية ضغطها على اسرائيل بوقف المستوطنات قابلها على أرض الواقع مزيد من الامدادات العسكرية والمالية الاميركية لاسرائيل، وعودتها لسياسة التهديد والوعيد لايران!
اما احراج اسرائيل الدائم لمبعوثي اميركا امام حلفائهم العرب في المنطقة فما هو الا رسالة واحدة لهم، عنوانها «انا موجودة إذاً اميركا مستمرة هنا»!
ولكن من الذي يمارس دور اميركا القوي في المنطقة؟ هل هو الجنرال جيمس جونز الراعي الاكبر لعدم السلام؟ فصلاحياته تجاوزت كيسنجر سابقا وهيلاري حاليا! انه يُحب.ك خيوطه العنكبوتية باحكام على اماكن التوتر في المنطقة، فهو المخطط والمنفذ! ومن يتلقى الصفعات الاعلامية العربية والغربية اوباما وهيلاري، حتى من قبل هجوم الجمهوريين المتتالي لافشال سياستهما في الداخل والخارج، ولكن ما سبب هذه الحملات المستمرة لاضعاف سياسة اوباما ومعاونيه الاقوياء؟ هل هي بدافع من جهاز استخباراته او من مؤسساته العسكرية أو من اللوبي اليهودي، الذي يديرهما ويهدد بانهيار اميركا الاقتصادي ان تلكأت في تأمين حماية اسرائيل في المنطقة من النووي الايراني وسلاح «حزب الله» وبتطبيع بقية العرب معها؟! اذا ما جدوى دعوة اوباما الشعب الايراني للهجرة الى اميركا والدخول في جامعاتها؟ هل هو نوع من انواع الضغوط الاميركية على ايران لتوقف نشاطها النووي، وشعوب افغانستان وباكستان والعراق ما مصيرهم؟ هل هو التفجير والقصف العشوائي؟!
هل سيخوض اوباما حربا مع ايران ان لم توافق على شروطه قبل ان ينهي حربه على «طالبان» و«القاعدة» في العراق وافغانستان وباكستان؟ ام سيكرر اخطاء بوش الابن؟ ترى هل سيحكم هو اميركا بقراره الاخير للسلام، ام ستزداد اسرائيل تحكما بقراراته الداخلية والخارجية؟ والى متى؟! (القبس الكويتية)