سقوط حكم الطائفة

المدينة نيوز - نستطيع أن نجزم ، وقبل الإعلان رسميا عن نتائج الإنتخابات العراقية ، أن أهم نتيجة من نتائجها ، هي سقوط حكم الطائفة الشيعية ، ورموزها ، وعلى رأسهم ، نوري المالكي ، وانحياز الشعب العراقي الشقيق إلى العلمانية ، والعروبة ، والتعددية ، والتوافق الوطني ، بعد ان حاولت الطائفة والطائفيون تحويل أرض الرافدين ، الى محمية شيعية ، تدار بواسطة الريموت كونترول.
لسنا بصدد الدفاع عن اياد علاوي ، فالرجل من أعضاء النادي الأميركي ، الذي أسهم بشكل فاعل في التمهيد للغزو الأميركي ، وسقوط بغداد الرشيد ، في قبضة العدوان الأميركي الغاشم ، وفي حكومته الأولى ، اقترف الاحتلال الأميركي جملة من المذابح ضد الأبرياء ، "تدمير الفلوجة" ، وقامت قوات العدو باعتداءات صارخة ، جسدية ، وجنسية ، على المعتقلين في سجن أبو غريب وغيره ، من المعتقلات ، ما سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا ، والجيش الأميركي.
ولكن .. الرجل على ما يبدو ، والذي ترك الحكم مبكرا ، في عام 2004 ، استوعب الدروس السابقة واللاحقة جيدا ، وحاول ان ينتهج نهجا ليبراليا معاديا للطائفية ، بعد أن لاحظ أن الأخيرة ، أغرقت العراق في حرب أهلية مدمرة ، وضربت في أساسيات بنيانه الوطني ، لتحوله الى مجرد طوائف متناحرة ، وتابع يدور في فلك الصفويين الجدد.
نتائج هذه الإنتخابات ، رغم أنها جرت في ظل الاحتلال الأميركي ، وامتثالا لأوامره ونواهيه ، ووفقا لرغباته ، وأجندته ، إلا أنها تحمل كثيرا من الدلائل والمؤشرات ، كما أشرنا ، وبعضها ليس ببعيد عن الرغبة الأميركية ، وبعبارة مختصرة تشكل بداية لمرحلة جديدة ، وضعت العراق امام مفترق خطير.
فهي أولا أنهت حكم المالكي ، ومن لف لفه من الطائفيين الحاقدين ، وتفتح ثانيا الطريق أمام حكم جديد يشكل بداية للعودة إلى التوافق الوطني ، بين كل مكونات الشعب العراقي.
ويبقى السؤال المطروح هل يقبل المالكي والطالباني وبولاد والحكيم...الخ هذه النتائج؟
في تقديرنا فإن ردود الفعل الأولية ، تشير إلى رفضهم لهذه النتائج ، وتشير أيضا إلى أن القطر الشقيق مقبل على مرحلة خطيرة جدا ، إذا ما أصرت هذه المجموعة على رفض النتائج.
وفي هذا الصدد ، لا بد من التأكيد على حقيقة ، أو بالأحرى مفارقة ، تكشف زيف وتهافت المالكي وزمرته ، فلقد جرت العادة أن الذي يعترض على نتائج الانتخابات هي المعارضة ، فالقادر على التزوير هي الحكومة ، وما جرى هو العكس..فالمعارضة ترحب بالنتائج ، والحكومة تشكك ، في حين أنها هي القادرة على التزوير واللعب بالنتائج كونها صاحبة الولاية على كافة الأجهزة.
باختصار...فوز علاوي أو بالأحرى القائمة العراقية ، المتوقع في الانتخابات يجسد رغبة دول الجوار العربية ، بعدما أساء المالكي للسعودية وسوريا ، وربط العراق بايران ، كما أن واشنطن ليست بغائبة عن هذه النتائج ، فهي صاحبة مصلحة أيضا في تراجع حلفاء ايران ، وفوز علاوي ، وعودة العرب السنة ، إلى مركز الأحداث ، وإلى صنع القرار في العراق الشقيق ، ولكل حادث حديث.
Rasheed_hasan@yahoo.com