سقوط حكم الطائفة

تم نشره الخميس 25 آذار / مارس 2010 05:29 صباحاً
سقوط حكم الطائفة
رشيد حسن

المدينة نيوز - نستطيع أن نجزم ، وقبل الإعلان رسميا عن نتائج الإنتخابات العراقية ، أن أهم نتيجة من نتائجها ، هي سقوط حكم الطائفة الشيعية ، ورموزها ، وعلى رأسهم ، نوري المالكي ، وانحياز الشعب العراقي الشقيق إلى العلمانية ، والعروبة ، والتعددية ، والتوافق الوطني ، بعد ان حاولت الطائفة والطائفيون تحويل أرض الرافدين ، الى محمية شيعية ، تدار بواسطة الريموت كونترول.

لسنا بصدد الدفاع عن اياد علاوي ، فالرجل من أعضاء النادي الأميركي ، الذي أسهم بشكل فاعل في التمهيد للغزو الأميركي ، وسقوط بغداد الرشيد ، في قبضة العدوان الأميركي الغاشم ، وفي حكومته الأولى ، اقترف الاحتلال الأميركي جملة من المذابح ضد الأبرياء ، "تدمير الفلوجة" ، وقامت قوات العدو باعتداءات صارخة ، جسدية ، وجنسية ، على المعتقلين في سجن أبو غريب وغيره ، من المعتقلات ، ما سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا ، والجيش الأميركي.

ولكن .. الرجل على ما يبدو ، والذي ترك الحكم مبكرا ، في عام 2004 ، استوعب الدروس السابقة واللاحقة جيدا ، وحاول ان ينتهج نهجا ليبراليا معاديا للطائفية ، بعد أن لاحظ أن الأخيرة ، أغرقت العراق في حرب أهلية مدمرة ، وضربت في أساسيات بنيانه الوطني ، لتحوله الى مجرد طوائف متناحرة ، وتابع يدور في فلك الصفويين الجدد.

نتائج هذه الإنتخابات ، رغم أنها جرت في ظل الاحتلال الأميركي ، وامتثالا لأوامره ونواهيه ، ووفقا لرغباته ، وأجندته ، إلا أنها تحمل كثيرا من الدلائل والمؤشرات ، كما أشرنا ، وبعضها ليس ببعيد عن الرغبة الأميركية ، وبعبارة مختصرة تشكل بداية لمرحلة جديدة ، وضعت العراق امام مفترق خطير.

فهي أولا أنهت حكم المالكي ، ومن لف لفه من الطائفيين الحاقدين ، وتفتح ثانيا الطريق أمام حكم جديد يشكل بداية للعودة إلى التوافق الوطني ، بين كل مكونات الشعب العراقي.

ويبقى السؤال المطروح هل يقبل المالكي والطالباني وبولاد والحكيم...الخ هذه النتائج؟

في تقديرنا فإن ردود الفعل الأولية ، تشير إلى رفضهم لهذه النتائج ، وتشير أيضا إلى أن القطر الشقيق مقبل على مرحلة خطيرة جدا ، إذا ما أصرت هذه المجموعة على رفض النتائج.

وفي هذا الصدد ، لا بد من التأكيد على حقيقة ، أو بالأحرى مفارقة ، تكشف زيف وتهافت المالكي وزمرته ، فلقد جرت العادة أن الذي يعترض على نتائج الانتخابات هي المعارضة ، فالقادر على التزوير هي الحكومة ، وما جرى هو العكس..فالمعارضة ترحب بالنتائج ، والحكومة تشكك ، في حين أنها هي القادرة على التزوير واللعب بالنتائج كونها صاحبة الولاية على كافة الأجهزة.

باختصار...فوز علاوي أو بالأحرى القائمة العراقية ، المتوقع في الانتخابات يجسد رغبة دول الجوار العربية ، بعدما أساء المالكي للسعودية وسوريا ، وربط العراق بايران ، كما أن واشنطن ليست بغائبة عن هذه النتائج ، فهي صاحبة مصلحة أيضا في تراجع حلفاء ايران ، وفوز علاوي ، وعودة العرب السنة ، إلى مركز الأحداث ، وإلى صنع القرار في العراق الشقيق ، ولكل حادث حديث.

Rasheed_hasan@yahoo.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات