شاهدوا هذا الفيديو قبل أن تسحبه إسرائيل من اليوتيوب

تم نشره الثلاثاء 14 أيلول / سبتمبر 2010 08:17 صباحاً
شاهدوا هذا الفيديو قبل أن تسحبه إسرائيل من اليوتيوب

المدينة نيوز – خاص - بعث هذا الفيديو بالعنوان أعلاه إلى مئات المثقفين العرب الذين ينافحون عن عروبة القدس والأقصى ضد التهويد والطمس والتذويب ، ويظهر الشريط محاضرا يهوديا يدخل في صدام مع يهود حول تعذيب الفلسطينيين وإحراقهم ، وبعد مشاهدتكم للفيديو تطالعون رأي الدكتور إبراهيم علوش بالمحاضر الذي استمعتم إليه ، وتحليله لمحتويات هذا الشريط من موقع الخبير العليم : :

 

فنكلستين صاحب كتاب "صناعة المحرقة ":
اليهودي يهودي ولو علقوا له فانوس


د. إبراهيم علوش


كرر نورمن فنكلستين، واضع كتاب "صناعة المحرقة " المعروف، تأكيده بأن المِخرقة المزعومة وقعت، وأن المشكلة تكمن فقط في طريقة استغلالها من قبل الحركة الصهيونية. واعتبر في مقابلة مع صحيفة "الأخبار " اللبنانية في 5/1/2008 أن إنكار "المحرقة " أشبه بإنكار كروية الأرض، فضلاً عن أنه "يوحي للرأي العام العالمي أن المسلمين ينكرون حصول المأساة "... وقد جاء قوله هذا في معرض رده على سؤال عما إذا كان يعتبر من ينكرون المِخرقة، مثل أحمدي نجاد، "معتوهين " و "مخبولين " و "بحاجة إلى مصح عقلي " كما وصف روجيه غاروي... وكانت بداية رده أنه لا يعتقد أن أحمدي نجاد ينكر المحرقة فعلاً، معتبراً أنه يلعب لعبة "سخيفة " و "غير مفيدة ".

ويذكر أن د. عبد الوهاب المسيري هو أيضاً من فئة المعترفين بالمِخرقة الناقدين لطريقة استخدامها من قبل الحركة الصهيونية، كعددٍ من المثقفين والناشطين العرب، خاصةً في الغرب وتحت الاحتلال الصهيوني، ممن يبحثون عن "حل وسط " بين الاعتراف بالمِخرقة وإنكارها. فإنكار المِخرقة إعلانٌ للحرب ثمنه في الغرب كبير، وقبول المِخرقة ثمنه في الشارع العربي كبير، ومن هنا التودد للغرب وللعرب في آنٍ معاً، بعيداً عن "المتطرفين "، كمن يبحث عن منطقة وسطى ما بين الجنة والنار.

وتبقى لعبة "مناقشة المحرقة " في الغرب ضمن حدود وقيود معلومة، توجه النقد لطريقة استخدامها ولا تصل إلى إنكارها، امتيازاً لليهود من أمثال نورمن فنكلستين الذي يؤكد في مقابلته مع "الأخبار " أن منع تثبيته في جامعة دي بول De Paul في صيف عام 2007 جاء على خلفية نقد فنكلستين للكاتب الآن ديرشويتز. وكان فنكلستين قد اتهم ديرشويتز بالسرقة الأدبية عبر وسائل الإعلام، مما عرض ديرشويتز اليهودي الصهيوني للتحقيق في جامعة هارفرد التي يعمل فيها، وهو ما دفع الأخير لتجريد حملة كبرى ضد فنكلستين انتهت بمنع تثبيته في جامعة دي بول التي يعمل فيها - أي أن منع تثبيت فنكلستين بالجامعة لم يأتِ على خلفية كتابه "صناعة المحرقة " بالذات!

وسبق أن أوضحت مراراً، في "السبيل " وموقع "الصوت العربي الحر "، أننا لا نملك رفاهية القبول بالمِخرقة و "رفض طريقة استغلالها " لو عرفنا ماذا تعني المِخرقة فعلاً. فالمِخرقة المزعومة ليست مجرد مجزرة تضاف إلى غيرها من المجازر، ولا مجرد رواية تاريخية، وليست مجرد فصل من فصول الحرب العالمية الثانية.

فالمِخرقة، كما صاغها مبدعوها، هي أم المجازر، وحدثٌ لا مثيل له في تاريخ العالم، لأنها تعني أن اليهود ماتوا بطريقة تختلف عن غيرهم، في غرف غاز مر عبرها ملايين اليهود، فقضى منهم ستة ملايين في هذه الغرف بالذات، نتيجة قرار بإبادتهم من السلطات الهتلرية، وهذا جعل المِخرقة جريمة إبادة جماعية تختلف عن (فوق) أية إبادة جماعية بأنها تمت بطريقة فريدة، وبأعداد فريدة بالنسبة لمجموع عددهم، ونتيجة قرار فريد بإبادتهم بالذات لم يتعرض له غيرهم. وهذه القصة التي يمنع على أحد أن يناقشها أو يدققها، حتى عند فنكلستين، هي التي تجعل المِخرقة مختلفة عن أي شيء غيرها.

فإذا قبلنا بهذه الرواية كما هي، بكل ما تحتويه من فرادة وتميز يجعل اليهود ضحية الضحايا "من أجل خلاص العالم "، يصبح العالم كله مداناً لأنه سمح بوقوعها، ويصبح العالم بأسره مديناً لليهود، ويصبح التغاضي عن التجاوزات الصهيونية أمراً يسيراً بالمقارنة مع التغاضي المزعوم للعالم عما مر به اليهود في المِخرقة، وتصبح فلسطين ثمناً قليلاً يعطي لهم كملجأ من "لا سامية هذا العالم "!

الخلاصة، لا يمكن منطقياً أن نقبل بالمِخرقة وأن نرفض طريقة استخدامها أو استغلالها، فهي كذبة كبيرة وضعت لتستغل هكذا، سياسياً، وليس بأي شكل أخر!! ولهذا سنت الأمم المتحدة قراراً خنفشارياً يحرم بحث المِخرقة ومناقشتها، لأن المِخرقة متى نوقشت علمياً تسقط كأوراق الخريف، وتسقط معها تلقائياً طريقة استخدامها.

طبعاً، لا يتوقف نورمن فنكلستين عند رفض مناقشة المِخرقة علمياً، وهو الرفض الذي عبر عنه في مقابلته ب "الأخبار " بتسخيف المؤرخين المراجعين الذين يبحثون المِخرقة علمياً ورفض اعتبارهم مؤرخين جديين، ممن اجتمعوا في مؤتمر طهران في 11/12/2006، مع أن السيرة الأكاديمية لبعضهم، مثل روبرت فوريسون وسيرج تيون وغيرمار رودلف وأرثر بوتز، تضارع أن لم تتفوق على سيرة نورمن فنكلستين الأكاديمية.

على أية حال، لم يتوقف نورمن فنكلستين في مقابلته ب "الأخبار " عند نقد نقاد المِخرقة التي يفترض أنه كسر التحريم على نقدها، بل تعدى ذلك إلى تقديم توصيات برنامجية للشعب العربي الفلسطيني بضرورة التخلي عن العمليات الاستشهادية، وعن استهداف من يسميهم "المدنيين الإسرائيليين "، وضرورة العودة عن "عسكرة الانتفاضة " الثانية قائلاً: "أعتقد أنّ الانتفاضة الثانية (2000) أضرّت بالقضية أكثر بكثير مما أفادتها، لأنها همّشت 95 في المئة من الفلسطينيين، وحرمتهم المشاركة الشعبية في النضال، على عكس ما كان الوضع عليه في الانتفاضة الأولى (1987). "

والطريف أن فنكلستين يقدم نقده هذا لعسكرة الانتفاضة مستخدماً كتاب لينين "ما العمل؟ "، ذاكراً أن "الترهيب الأكبر يكون عندما يُحَوَّل الشعب إلى متفرّج سلبي لا دور له، وهو ما حصل ولا يزال في الانتفاضة الثانية ".. والطريف في الأمر طبعاً أن الكتاب الذي يقتطفه فنكلستين عبارة عن نقد عنيف لنظرية العفوية في العمل السياسي، سواء عبرت عن نفسها بالاقتصار على العمل النقابي المطلبي (غير العنيف)، أو سواء عبرت عن نفسها بالعنف الإرهابي الذي يتجاهل الطاقة الثورية للجماهير فيشكل حركات سرية منفصلة عن الناس، أي حركات عنيفة بدون امتداد شعبي. فهل المطلوب من الفلسطينيين أن يكتفوا بمقاومة الاحتلال بالحجارة لكي يرضى الأخ "اليهودي التقدمي " فنكلستين؟ أم هل نرى حركات المقاومة المسلحة في فلسطين، مثل كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب الأقصى وأبو علي مصطفي وغيرها، منفصلة عن الناس؟ وهل تجوز مقارنتها أصلاً بنارودنايا فوليا التي لم تكن تعمل سياسياً في صفوف الشعب الروسي؟ وهل كان يمكن أن تستمر الحركات المسلحة في فلسطين أصلاً، في ظل الحصار الخانق، من السلطة ومن الاحتلال، لولا دعم الناس؟!!

لقد كنت دوماً مع الرأي القائل أن أنصارنا الحقيقيين في الغرب هم أولئك الذين يدعمون برنامجنا السياسي، لا أولئك الذين يحاولون أن يصيغوا لنا برنامجاً سياسياً.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات