العرب والدمى المحطمة!

المدينة نيوز - نقرأ في مذكرات الشهيد المؤسس قبل ستين عاماً ونيف، كلاماً نتمنى على قمة العرب الليبية أن يكون فيهم من يقرأ ويغيّر من واقع الحال: - يقول عبد الله بن الحسين: لا أخال العرب في وضعهم الحاضر إلا كالرجل المفلوج فلجاً عاماً!!. فهو يشعر ولا يقدر على استعادة حركات أعضائه. ومع ذلك لا يتألم لأن خدر الفلج جعله ولا ألم في أعضائه!..
.. وفالج العرب أخلاقهم الحاضرة: يرضون بالقليل ولا يسعون إلى الكثير، دأبهم التقليد وهمهم المتعة والتظاهر بالوطنية الخطابية. وإذا سألت أحدهم عن العروبة وتاريخها، وعن البلاد وحدودها وقف وقوف حمار الشيخ في العقبة!!.
لم نسمع من أحد من المشاركين بقمة ليبيا شيئاً يجيب فيه على تساؤلات المواطن العربي في هذا البلاء الذي يحيط بقضايانا في فلسطين والعراق ولبنان والسودان، وفي كل قُطر عربي يتعثر في وحدته، وفي اقتصاده.. وفي المواجهة المستمرة مع العدوان الصهيوني، ومع قوى عظمى لا تريد الخير له!!.
شبّه الملك الذكي الشجاع حال العرب قبل ستين عاماً بالرجل المفلوج الذي لا يسيطر على حركة جسمه، ولا يشعر بالألم لأن خدر الفالج عطل حسّه. فهو يرى بعينيه كل شيء لكنه غير قادر على التعامل مع كل ما يحيط به!!. وله رضوان الله على عقله وخلقه تشبيه آخر لأمة العرب حين شبه الجسم العربي بحيوان الاسفنج الضخم الذي لا يملك جهازاً عصبياً (وهو هنا الإرادة القومية) فيستطيع الغواص قطع أي جزء منه دون أن يشعر بهذا القطع، ودون أن يملك القوة للدفاع عن نفسه!!.
نعود لحكماء وقادة الأمة فنترحم على قوة عزائمهم إذ كانوا يثورون، وإذ كانت السياسة بالنسبة لهم معادلة علمية، ونهجاً أخلاقياً.. وإخلاصاً وصراحة في مواجهة الناس.
قيل: الأمم المتخلفة تفعل برجالها كما يفعل الأطفال بالدمى. يحطمونها ثم يبكون طالبين.. غيرها!!.
ولله درّ الأردن. فهو لم يحطم اللعبة ولا يبكي طالباً غيرها!!.
طارق مصاروة